[caption id="attachment_55234531" align="aligncenter" width="579" caption="المشير عبد الرحمن سوار الذهب"][/caption]
المشير عبدالرحمن محمد حسن سوار الذهب - من مواليد السودان عام 1935 و الرئيس السابق للجمهورية السودانية، ورئيس مجلس أمناء منظمة الدعوة الاسلامية.
استلم السلطةاثناء انتفاضة ابريل 1985 بصفته اعلى قادة الجيش وبتنسيق مع قادة الانتفاضة من احزاب ونقابات ثم قام بعمل غير مسبوق في العالم العربي إذ قام بتسليم السلطة للحكومة المنتخبة في العام التالي.
اعتزل العمل السياسي وعكف على عمل الدعوة الاسلامية لكن ما هبوب رياح الربيع العربي و"تساقط" الرؤساء الواحد تلو الآخر، التقت "المجلة" سوار الذهب فكان هذا الحوار:
• كيف قرأتم الربيع العربي من وجهة نظركم كعسكري ورئيس سابق خاض تجربة الرئاسة؟
- اعتبره ربيعا حقيقيا سينقل الأمة العربية من زمن الحكم البغيض الذي كان يصر عليه شخص واحد يفرض قوته بالحديد والنار إلى حكم الشورى والديمقراطية وهذا بالتأكيد سيجعل الانسان العربي يتطلع بشوق لمستقبل مشرق لهذه الأمة التي عاشت عصورا تتمنى ان تجده، والآن سيتحقق لنخرج بالأمة العربية من الاوضاع المتردية إلى ديمقراطية حقيقية.
[caption id="attachment_55234532" align="alignleft" width="142" caption="الرئيس الداعية"][/caption]
التغيير يجب ان يتم بطريقة سلمية، والآن هناك دعوة واصرار على الحكم الديمقراطي السليم في العالم كله، وشعوبنا ليست اقل من شعوب العالم ويجب ان تنعم بالديمقراطية. نحن نعيش ربيع الأمة الذي يتحقق في بلدانها كافة، الشعوب ليست بحاجة الى نصيحة لأنها ادركت الحقيقة. الافصاح عن الرأي لا يمكن ان يكون بالإكراه وبهذه الثورات العربية أثبت المواطن العربي قدراته على التعبير عن رأيه بصورة حضارية، لذا ارجو ان تنتهي هذه الثورات ويتحقق ما نصبو إليه من حكم ديمقراطي لكل البلدان العربية.
الكل يعلم وضعية مصر في العالم العربي وهي بمثابة القاطرة ذات التاريخ العريق، أتصور أن التغيير الذي حدث في مصر بالتأكيد سوف تكون له انعكاسات ايجابية علي مسيرة الأمة العربية والأمة الإسلامية.. وأتصور أن مصر سوف تكون رائدة في مجال الديمقراطية وفي مجال التضامن العربي وفي مجال التكامل مع السودان وفي مجال "إذا ربّنا يسّر" الوحدة العربية التي نتطلع إليها، والسبيل لمستقبل المشرق.
أعتقد أنه حينما تتاح الفرصة سوف تتجه مصر نحو الاستقرار وستمارس دورها القيادي في العالمين العربي والاسلامي.
• هل هنالك ديمقراطية حقيقية في الوطن العربي أم النماذج الموجودة شكلية؟ وهل هنالك أمل في التغيير؟
- التغيير قادم ولكن لن يكون بذات العنف الذي حدث في ليبيا وما يحدث في سوريا الآن وما حدث في دول الربيع العربي اصبح درسا لكل من يحكمون شعوبهم بالقهر والظلم، وأتصور أن نظام الأسد في سوريا لو جلس مع شعبه واستجاب لمطالب هذا الشعب الذي عانى من القهر طويلا افضل له حتى يجنب بلاده وشعبه ويلات الحرب والدمار، واتصور أن الرئيس بشار الأسد والذين من حوله يحاولون الحفاظ على مصالحهم فهم يخافون المحاسبة لما اقترفوه من جرائم لذلك سيستميتون في الدفاع عن النظام، وقطعا هذا خارج سياق التاريخ، عليهم أن يستخلصوا العبر من التاريخ لأن الشعوب لا تقهر.
أنصح قادة وحكام الدول بالرجوع إلى الحكمة، والانحياز إلى مطالب شعوبهم، لأن رغبة الشعوب الثائرة ستتحقق لا محالة، وبخاصة في مثل هذه الظروف، وقد نصحت المنظمات الإسلامية والأممية الحكام المتشبثين بكراسي السلطة بالاستجابة لمطالب شعوبهم، لأن ذلك يجنب بلدانهم شرّ الفتن والحروب.
• كيف تقيم حتى الآن تجربة الإسلاميين في كل من مصر وتونس؟
- رفض الإخوان في مصر ترشيح اي منهم لانتخابات رئاسة الجمهورية رغم فوز حزب الحرية والعدالة الذي يمثل الإخوان المسلمين بغالبية كاسحة، وحصول حزب النور السلفي على المرتبة الثانية من الانتخابات البرلمانية عن طريق انتخابات نزيهة، يمثل قمة العقلانية والحكمة التي تميز الجماعة، لأن العقلاء منهم يدركون عظم المسؤولية وتجنب الوقوع في شراك السلطة وارتكاب الاخطاء.
في تونس تعتبر الانتخابات نجاحا رائعا وخطوة مهمة نحو الديمقراطية في البلد الذي اسقطت ثورته نظام حكم الرئيس السابق زين العابدين بن علي، وألهمت باقي الانتفاضات والثورات في العالم العربي.
وفوز حزب حركة النهضة دليل على على نزاهة الانتخابات، وأثق في عقلانية راشد الغنوشي رئيس الحزب وتأكيده على أهمية تفاعل الواقع الإسلامي والثقافة العربية مع القيم الكونية والمزاوجة بين الإسلام والحداثة بخاصة وانه لا ينوي تغيير القوانيين السائدة، والجميع يعلم أن اقتصاد تونس يعتمد بالأساس على السياحية وهو ما يستوجب قوانيين مرنة.
• هل الإسلام السياسي قادر على خوض تجربة الحكم؟
- لا أتصور أن مجتمعاتنا اليوم يمكن أن تتقبل حكم الإسلام السياسي، لكن بالتدرج يمكن أن يصل الإسلاميون إلى السلطة، فالإسلام نزل بالتدرج وفي ذلك حكمة وهذا لا يعني أننا نحيد أو نخالف الشريعة، ولنا في حكمة الخليفة الثاني عمر بن الخطاب أسوة عندما أوقف حد السرقة في عام الرمادة حتى تستقيم الاوضاع.
• ما قصة العسكر مع الدكتاتوريات ولماذا كنتم الاستثناء؟
- عندما يصل عسكري إلى السلطة يجد خلفة عددا من طلاب السلطة والجاه فيزينون له طريق الدكتاتورية فيصبح القائد الملهم منقذ الأمة. ولكنني أستطيع القول إنني تغلبت على بريق السلطة لقناعتي التامة بأنني أديت دوري، وعلي أن افسح المجال للآخرين، وهذا البريق الزائف هو الذي يجذب الحكام ويجعلهم جلادين لشعوبهم من أجل الحفاظ على الكراسي.
للتسجيل في النشرة البريدية الاسبوعية
احصل على أفضل ما تقدمه "المجلة" مباشرة الى بريدك.