تتسارع الأحداث في سوريا التي مر على حركة الاحتجاجات فيها، ما يقارب الأحد عشر شهرا، فهناك حرب شوارع تدور في البلاد بين الجيش النظامي والجيش الحر، وتطورات دراماتيكية تدور رحاها في مجلس الأمن، بعد جولات من الفشل في اتخاذ قرارات اكثر حسما تجاه نظام تمادى في العنف الممنهج. كما يدور كلام عن عسكرة الثورة، وتخوفات من فوضى محتملة قادمة، فيما يتساءل آخرون: هل كنتم تنتظرون من السوريين ثورة أفلاطونية؟! وهو يقتل الشعب، لتكون جمعته الأخيرة تحت مسمى الدفاع عن النفس.
وفي هذا الحوار المطول مع "المجلة" من محل اقامته في مخيم إقليم هاتاي في تركيا، عبر رياض الأسعد عن شكره لدول الخليج على مواقفها الداعمة، في ما يخص المبادرة العربية وسحبها مراقبيها من البعثة".
وقال العقيد الأسعد الذي انشق عن الجيش السوري في يوليو(تموز) الماضي، وأعلن تشكيل الجيش السوري الحر، وكتيبة "خالد بن الوليد" التي تقوم بعمليات في المنطقة الوسطى،" إن "موقف المملكة العربية السعودية كان موقفا جريئا من البعثة، ونطالب الدول الخليجية استكمالا لمواقفها سحب السفراء وتتمة للجهود التي قاموا بها تجاه الشعب السوري، نتمنى عليهم طرد السفراء السوريين من دول مجلس التعاون الخليجي".
وفي ما يلي نص الحوار الذي أجري عشية قرار الجامعة العربية سحب مراقبيها من سوريا والتوجه الى مجلس الأمن.
نقطة انطلاق
* ما هي استراتيجيتكم كجيش حر في المرحلة الراهنة وفي ظل تصاعد العنف في سوريا؟
ـ هدفنا هو اسقاط النظام، وضعنا خططا متكاملة لتحقيق هذا الهدف، استراتيجيتنا تطبق حاليا على الأرض، وفي الداخل السوري، من خلال الكتائب التابعة للجيش الحر والمنتشرة في جميع المناطق السورية، وهناك تنسيق بين هذه الكتائب، وسوف يتم تصعيد العمليات بشكل كبير، حتى يتم تحرير منطقة في سوريا تكون نقطة انطلاق لتحرير باقي المناطق من النظام المجرم، ولدينا استراتيجية واضحة، وفي حال فشل المجتمع الدولي في تأمين حماية دولية لنا، وإقامة منطقة عازلة، نحن سنفرضها بالقوة، ونحن لدينا القدرة على اقامة هذه المنطقة في القريب العاجل.
* هل تعني انه سوف يكون هناك اختلاف في نوعية العمليات، التي سيقوم بها الجيش الحر في المرحلة المقبلة؟
ـ نعم سوف يكون هناك اختلاف، سوف نركز عملياتنا لإقامة منطقة عازلة بجهودنا الفردية التي نمتلكها، والانطلاق منها باتجاه باقي المناطق.
* هل هناك منطقة معينة تخططون لجعلها منطقة عازلة تنطلق منها عملياتكم؟
ـ هناك مناطق عدة، منها المنطقة الشمالية والمنطقة الشرقية والمنطقة الجنوبية، وسوف نختار الأنسب منها وننطلق منها.
* ما حجم الجيش الحر حاليا؟
ـ هناك عدد كبير من الضباط تجاوز عددهم الـ200 ضابط، اضافة ان عدد الضباط المعتقلين الذي زاد عن 1500 ضابط معتقل في السجون السورية، بالنسبة لعدد الجيش الحر اصبح اكثر من 50 الف منشق، وهذا العدد يتزايد بشكل يومي، فهناك انشقاقات من ضباط وضباط صف وافراد، ونعول في المرحلة المقبلة على انشقاق قطع كاملة.
* فيما يخص الكتائب كم وصل عددها؟ وما آلية تشكيل الكتائب، وكيفية التنسيق معكم، وهل هي فعلا تحت سيطرتكم؟
ـ هناك في حدود 30 كتيبة والعدد في تزايد مستمر، ونحن بصدد احداث تشكيلات جديدة في عدد من المناطق، حسب سخونتها، وحسب الأعمال القتالية التي تجري على الأرض، وآلية التشكيل تعتمد على عدد العناصر والضباط الموجودين في المنطقة، ويتم تشكيل الكتيبة على اساس العدد وفاعليتها القتالية.
نحن مسيطرون على الكتائب.. ليس لدي اي تخوف من هذا القبيل، هناك تواصل وتنسيق وتنظيم مع الكتائب والتشكيلات الأخرى في الداخل السوري.
[caption id="attachment_55231522" align="alignleft" width="300" caption="الأسعد بزيه العسكري"][/caption]
* طريقة الاتصال كيف تتم؟
ـ يكون هناك اتصال وتنسيق معنا قبل تشكيل أي كتيبة، وعلى اساسه نوجههم الى تشكيل كتيبة أو سرية او فصيل، فهناك عدد من المناطق يكون فيها سرايا وليس كتائب، وكل هذا يكون بتوجيه من قيادة الجيش الحر.
* هل هناك ألوية؟
ـ هناك لواء خالد بن وليد، في حمص، وهو اللواء الوحيد الذي تم تشكيله بقوام لواء، لاعتبارات تعتمد على منطقة حمص، وهي منطقة ساخنة، ويضم عددا كبيرا من الكتائب، وواقع الأرض هناك يفرض وجود لواء يتولى السيطرة على الأرض في مدينة حمص.
* هل ستشهد الأيام القلية المقبلة تشكيل ألوية أخرى، خاصة انه هناك مناطق اصبحت توازي حمص في سخونة الوضع الميداني؟
ـ نعم، ويتوقف ذلك على نوعية العمليات وسخونة المناطق وتشكيل الوية فيها، أما حاليا فنحن نعمل على تشكيل عدد اكبر من الكتائب والسرايا.
* هناك أنباء أفادت بوجود متطوعين عرب وأجانب ضمن صفوف الجيش الحر، ما مدى صحة هذه المعلومات؟
ـ ننفي ذلك جملة وتفصيلا، هذه المعلومات هي فبركات النظام، لم يدخل أو ينضم أي شخص عربي أو غيره من الجنسيات، ضمن صفوفنا، ولم يدخل حتى اي تنظيم الى سوريا حتى الآن، جميع المقاتلين هم سوريون، وهم ممن انشقوا عن الجيش السوري.
أما ان وجدت عناصر ذات جنسيات غير سورية، فهم من حزب الله ومن ايران، مهمتهم قيادة وتوجيه العمليات لقمع حركة الاحتجاجات، والقيام بأعمال قتل وقنص للمتظاهرين السلميين.
تخوفات
* بماذا ترد على تخوفات الليبراليين بالنسبة لأسماء الكتائب، التي غالبيتها في رأيهم ذات دلالات اسلامية، مما جعلهم يتخوفون من سيطرة التوجهات الإسلامية على الجيش؟
ـ نتيجة الكبت ونتيجة الظلم الممتد لأكثر من أربعة عقود، خاصة في ما يتعلق منها بالناحية الدينية، فكل ما يمت للدين قمع من قبل النظام، مما جعل بعض الشباب المتحمسين يطلقون بعض التسميات المرتبطة بالتاريخ الاسلامي على بعض الكتائب، وهذا لا ينم عن اي وجود توجه سياسي إسلامي أو منحى إسلامي لديهم، انما هي نتيجة عاطفية وليست توجهات اسلاموية.
* هل تتدخلون في تسمية الكتائب؟
ـ في كثير من الأحيان نتدخل في تسمية الكتاب، ومؤخرا توجهنا الى تسمية عدد من الكتائب باسماء شهداء الثورة، او رموز وطنية، فعلى سبيل المثال هناك كتيبة سميت باسم الشهيد مشعل تمو، وهو من القيادات الكردية التي قاد الاحتجاجات في المناطق الكردية، وتمت تصفيته من قبل النظام، وسلطان باشا الاطرش، وهو رمز وطني في سوريا، وهذا يثبت عدم وجود اي توجه سياسي اسلامي او غيره انتماءات الجيش الحر.
* هل هناك منشقون اكراد، وما مدى صحة عدم ضمكم منشقين بسبب انتماءاتهم الاثنية أو الطائفية؟
ـ على العكس تماما، الأكراد هم اخوتنا نحن والأكراد يد واحدة، ضمن الوطن السوري، نحن لا ننحاز الى اي طائفة على حساب طائفة اخرى، ونتمنى ان تنشق كافة الطوائف من الجيش السوري، وكافة القوميات، ونحن اخوة ويد واحدة لاسقاط هذا النظام المجرم، الذي ظلم كافة الطوائف المسيحيين والعلويين والسنة والاكراد، وهناك منشقون اكراد ودروز بيننا ولا يوجد أي تميز، ونأسف لعدم حدوث انشقاقات من الطائفة العلوية التي نتمنى ان تتخذ موقفا ضد هذا النظام، وفي النهاية هذا النظام لا يمثل أي عرق أو طائفة.
* انتم تقيمون في تركيا وبإقليم هاتاي تحديداً، فكيف تديرون العمليات في الداخل؟ الا تجدون صعوبة في التنظيم والتنسيق مع تشكيلات الجيش الحر داخل سوريا؟
ـ هناك ضباط موجودون على الحدود يديرون العمليات، ويتم التنسيق معهم، والضباط غالبيتهم موجودون على الارض، أما هنا في المخيم فالعدد قليل جدا.
* هل حرب العصابات التي تعتمدونها في مقارعة النظام سوف تكون مجدية؟
ـ لحد الآن حرب العصابات اثبتت القدرة على السيطرة على الارض، وانهكت النظام بشكل كبير، وهي الوسيلة الوحيدة حاليا للقتال ضد هذا النظام، وان شاء الله سوف تتطور العمليات بشكل اكبر في الأيام المقبلة.
* ما موقفكم من التدخل الأجنبي؟
ـ نحن مع التدخل الأجنبي، ونتمى من الدول الغربية والمجتمع الدولي الوقوف الى جانب الشعب السوري، وتقديم الدعم اللوجستي لنا، حتى نكون قادرين على تحرير بلدنا من هذه العصابة المجرمة، لدينا رجال قادرون على قلب هذا النظام واسقاطه، ونطالب بتدخل دولي محدود واتخاذ مواقف سياسية جادة.
* هل تعتقدون بحدوث انقلاب عسكري؟
ـ فرضية حدوث انقلاب عسكري بعيدة جدا.. الا في حالة واحدة، وهي لجوء النظام الى مناورة بغية ايهام الشعب السوري بحدوث تغيير في رأس النظام، والشعب السوري لن يقبل بهذه المراوغات، هو مدرك تماما لأهدافه ومطالبه وماذا يجري على الارض، ولا يعول على انشقاق رتب كبيرة، في النهاية الثورة ثورة شعب وهو قادر على انتاج الكثير من القادة والسياسين، لقيادة البلد في المرحلة المقبلة.
* ماذا عن عودة رفعت الأسد وصفقة معه لتنحي بشار الأسد؟
ـ لا أبدا.. رفعت الأسد مجرم وسوف يحاكم، كما سيحاكم بشار الأسد ومن معه، ومن الذين تلطخت يداه بدماء السوريين، والشعب السوري لن يقبل برفعت الأسد بأي شكل من الاشكال.
* هل تؤيد فكرة تدخل عسكري في سوريا؟
ـ لا نقبل بتدخل عسكري على شاكلة ما جرى في العراق، ما نطالب به المجتمع الدولي هو تأمين السلاح لنا، ولنا القدرة على اسقاط هذا النظام، هناك في الجيش الحر من لديهم خبرة عسكرية من ضباط وضباط صف، ونعرف كيفة التعامل مع جيش هذا النظام، ففي حال توفير السلاح نحن قادرون على تشكيل جيش كامل، وتشكيل ضغط اكبر على النظام واسقاطه.
خلاف
ـ جرى الحديث عن وجود خلافات بينكم وبين العميد المنشق مصطفى أحمد الشيخ، ما هي نقاط الخلاف؟
ـ هناك اختلافات في وجهات النظر، ولم تصل لحد الخلاف حول نقاط جوهرية أو عقائدية، ومن الطبيعي أن يكون هناك خلافات في طبيعة العمل، وانا على اتصال معه وهو معنا في المخيم، ونجلس ونتبادل وجهات النظر، ونناقش العديد من الأمور، ونتباحث حول العديد من المسائل.
* لما تم تأجيل تشكيل المجلس العسكري الأعلى، والذي كان من المقرر أن يرأسه العميد مصطفى أحمد الشيخ كونه الأعلى رتبة عسكرية في الجيش الحر؟
ـ لا نعرف من روج وأعلن عن تشكيل مجلس عسكري، والعميد بنفسه نفى صلته بالإعلان عن تشكيل هذا المجلس، ولا نعرف مصدر الفكرة وصاحبها، خاصة انه شكلنا قبل اشهر مجلسا عسكريا، وهو عبارة عن مكتب تنفيذي للجيش السوري الحر، حتى نكون مشرفين على كل العمليات العسكرية، ولأن الانشقاقات داخل الجيش بدأت تزيد بشكل يومي. ارتأينا تشكيل المجلس حتى يكون العمل منسقا ومنهجيا بشكل أكبر، لنكون قادرين على مواجهة النظام وقواته العسكرية. والفكرة في توسيع هذا المجلس، وليس تشكيل مجلس عسكري جديد، ولحد الآن فكرة توسيع المجلس العسكري قائمة، ولا يوجد اي خلاف، وفي مثل هذه الظروف علينا تجاوز الخلافات، نحن ندرك اننا في ظروف استثنائية تتطلب تجاوز العديد من الخلافات، وليست هناك خلافات حول قيادة المجلس العسكري وترؤسي له، ولم يصلني كلام حول هذا الموضوع.
[caption id="attachment_55231524" align="alignleft" width="300" caption="خالد بن الوليد.. من كتيبة الى لواء"][/caption]
اتهامات
* اتهمتم بقتل الصحافي الفرنسي جيل جاكيه؟
ـ النظام هو من قتل جيل جاكيه، وأرسلنا رسالة تعزية الى الرئيس الفرنسي ساكوزي، ذكرنا فيه ان الشهيد جاكيه اختلطت دماؤه بدماء السوريين، فاثناء توجه الصحافي الفرنسي الى منطقة مؤيدة موالية للنظام فيها حضور أمني مكثف وقبل قتله بدقيقتين، تم تركه وحيدا وكاميرا التلفزيون السوري تستعد لتصوير مقتله، ومن ثم قُصف، ولدينا معلومات مؤكدة من عناصر في الجيش الحر قبل انشقاقهم، كانوا موجودين مع الرائد مزيد حبيب قائد سرية الاستطلاع في الفرقة 18، ومن قام بالقصف هم مجموعة بقيادة النقيب اصف فريد سليمان، والغاية من ذلك أن النظام عادة ما يقوم بألعاب ينقلب فيها السحر على الساحر، وغايته كانت تقليب تأييد الشعب الفرنسي للثورة السورية، والضغط على الحكومة الفرنسية لعدم وقفها مع الثورة وإيهام الفرنسين بأن هناك عصابات مسلحة تقوم باستهداف الصحافيين معتمدة على حساية الموقف وحساسية الشخص، كما ان الجيش السوري الحر، لا يمتلك هاونات، والجيش السوري الحر والشعب السوري، استقبلا الصحافيين وقاما بحمايتهم، ونحن نحرص على حياتهم لأنهم ينقلون الحقيقة والواقع.
* ولكن النظام وجه الاتهامات إليكم، خاصة انها حدثت بعد تصريحات من الجيش الحر، حول نيته القيام باستهداف مراكز ومؤسسات أمنية؟
ـ هذه التصريحات خرجت بعد اختطاف المقدم حسين الهرموش من قبل أجهزة الأمن، وهددنا القيام بتفجيرات في حال عدم الكشف عن مصيره، ونؤكد ان ما نقوم به من عمليات نعلن عن مسؤولينا عنها، ولا نخجل منها، اننا نمثل شعبنا، ونحن نفينا مسؤوليتنا عن التفجرين، كما أن المنطقة التي استهدفها التفجير، لا يمكن لأحد الدخول اليها، حتى العسكريون يفتشون قبل دخولهم الى المركز، كما انه يمنع وقوف اي سيارة بالقرب من فرع المنطقة، مهما كان السبب، وهناك كاميرات مراقبة، وفرع المنطقة من الغرب تقع فيه ادارة الاستطلاع، والفرع المالي من الشرق مرآب ادارة الأمن الجنائي والجمارك، ومن الشمال ادارة الأمن الجنائي، ومن الجنوب فرع 93 سرية المداهمة، فيها اكثر من عشرة آلاف قناص مدرب، ولا يوجد طريق يسمح فيها بمرور السيارات. المكان عسكري بشكل كامل، ووقت التفجير كان الجمعة صباحا بعد وصول المراقبين العرب، وحدث بعد مجزرة كفر عويد قبل يومين من التفجير دخلت قوات النظام الى مراكزنا في جبل الزاوية، وارتكبت مجزرة هناك قتل فيها اكثر من 300 مدني، وقامت عن طريق حوامات بنقل هذه الجثث الى مكان التفجير.
نأي بالنفس
* بماذا تصف علاقاتكم مع المعارضة السياسية؟ وهل هناك صيغة للاتحاد بينكم وبين المجلس الوطني؟
ـ المعارضة تنظر الينا.. كقوة منظمة موجودة على الأرض.. والمجلس الوطني هو ائتلاف سياسي، ونحن عسكريون، بطبيعة الحال هناك ننسيق معهم في جميع الأمور، كما أن الجيش الحر تعهد بعدم التدخل في السياسة، ولن يدخل في أي حزب سياسي، وترك السياسة للسياسين، وسوريا المستقبل هي دولة ديمقراطية مدنية بمعنى الكلمة، وستضاهي الدول الأوروبية في التقدم والديمقراطية، والعسكريون هدفهم سيكون حماية الوطن والمواطنين، ولن ينضموا الى أي تنظيم سياسي ولن يدخلوا اي معترك سياسي مستقبلا.
* كان هناك كلام عن مكتب ارتباط بينكم وبين المجلس الوطني. أين وصلت المساعي بخصوص تشكيل هذا المكتب؟
ـ نحن اجتمعنا مع المجلس الوطني وكان الحوار بناء، واتسم الحوار بالصراحة، وطرحنا خلال الاجتماع تشكيل مكتب ارتباط بيننا وبين المجلس الوطني، بهدف التنسيق وتنظيم كافة العمليات العسكرية التي نقوم بها، وحتى الآن المكتب مازال مجرد مشروع، ونتمنى من المجلس الوطني جدية اكثر، وأن ينظر الى المستقبل ويضع الاستراتيجية البعيدة، لأنه لحد الآن ليست لديه استراتيجية ونتمنى عليه أخذ مواقف اكثر حزما، وان يكون ايجابيا تجاه الشعب السوري وتجاهنا تحديدا، لأن أي تأخير أو ارتباك في مواقف المجلس الوطني، سوف يعيق تقدم الثورة.
* إلى أي مدى أنت مقتنع بالمجلس؟
ـ لست متفائلا بالمجلس الوطني، لأنه لم يرتق بعد، الى مستوى طموح الشعب السوري، لأن الشعب السوري عول عليه كثيرا، ولحد الآن لم يرتق الى المستوى المطلوب، نأمل أن يعيد حساباته، ويعيد رسم استراتيجيته ويقف بشكل جدي من مطالب الثورة، ويتوقف عن رسم المظاهر التي لا تقدم ولا تأخر.
* كيف تنظرون الى مواقف هيئة التنسيق؟
ـ نحن نعتبر هيئة التنسيق امتدادا للنظام، وهي هيئة قام بتشكيها النظام، حيث ان اكثر من 90 في المائة من اعضائها هم موالون للنظام، لذا لا نعتبرها معارضة، انما اصطفت الى جانب النظام، وتشكليها جاء لزرع الفتن وإعطاء مبرر للنظام بانقسام المعارضة.
* هناك من يتخوف من المعارضين، من جركم البلاد إلى فوضى لا نهاية لها، بماذا ترد على مثل هذه التخوفات؟
ـ بعض المعارضين هم أبواق النظام. الجيش الحر منع حدوث الفتنة في سوريا، ومنع تشكيل أي تنظيمات كان من الممكن ان تظهر لولا وجود الجيش الحر.
[caption id="attachment_55231525" align="alignright" width="300" caption="مساندة شعبية للجيش الحر"][/caption]
* هل الاخوان يتخوفون من تفوقكم العسكري، كانت هناك تقارير تحدثت عن تخوفات بهذا الخصوص؟
ـ بالنسبة للإخوان المسلمين هم حزب قديم موجود، له تنظيمه وبرنامجه الذي يعمل وفقه، وأؤكد أننا كجيش حر، أخذنا عهدا على أنفسنا ألا ندخل أي معترك سياسي، ولن ننحاز الى جانب أي طرف سياسي، ولن نتبنى اي ايديولوجية، فنحن في علاقتنا مع كافة الأطياف والأطراف السياسية العلمانية والاسلامية والقومية والليبرالية، نقف على مسافة واحدة مع الجميع، ونلتقي مع الجميع حول مصلحة الشعب السوري.
* الإخوان هم رأسمال كبير في تركيا هل يدعمونكم ماديا؟
ـ لا. الدعم غير محصور فيهم. أنا قلت إن سوريين يدعموننا، نحن نعتز بالسوريين من أي طرف من المعارضة، وعلى اختلاف توجهاتهم الحزبية، ونحن مقبلون على دولة مدنية ديمقراطية، ولذلك نقبل بكافة الآراء، ونأمل أن يأخذ كل فرد حقه الطبيعي، والشارع في النهاية هو من سيقرر من يحكم ومن لا يحكم، ولم نتلق أي دعم من أي حزب بعينه، من يدعمنا مواطنون سوريون ان كانوا في الداخل أو في الخارج.
* هل هناك محاولات من الإخوان لاستمالتكم؟
ـ لا أبدا، في بداية تأسيس الجيش الحر أهدافنا كانت واضحة للجميع، ولذلك الجميع احترمنا، المعارضة قبلت بنا والثورة تدعمنا وتعترف بنا، لأننا نأينا بأنفسنا عن جميع الأحزاب والكتل السياسية.
الدابي في نزهة
* بماذا ترد على من يرى أن الجيش الحر، كان سبب عسكرة الثورة وخروجها عن مفهوم السلمية، واعتبروا ان عملياتكم كان لها تأثير سلبي، في ما جاء في تقرير بعثة المراقبين، والذي افاد بوجود عنف متبادل، حتى ذهب البعض ان وجود الجيش الحر كان وراء، رئاسة جنرال عسكري للوفد بدل من شخص حقوقي؟
ـ بداية لجنة المراقبة لم تكن مهنية.. أما الجيش الحر فهو جيش عندما دخل افراده إلى صفوف الجيش العربي السوري، اقسموا على ولائهم للوطن وليس للنظام، وعلى حماية الوطن، وعندما انحرف الجيش النظامي عن مساره الطبيعي، وبدأ بقتل السوريين اعلنا انشقاقنا، ومن حقنا الدفاع عن انفسنا، ومن حقنا الدفاع عن أهلنا وعن شعبنا. وكافة الشرائع السماوية وأي قانون في العالم يمنحنا هذا الحق، لذلك لم نكن عقبة، ولم نكن سببا في اعطاء نتائج سلبية على العكس تماما كنا عاملا ايجابيا.
ومن جانب آخر وباعتراف من الجامعة العربية، ان الوفد تنقصه الخبرة، وكان على الجامعة ارسال خبراء في المواضيع الحقوقية والسياسية، ليطلعوا على واقع الحال، وليس ارسال جنرال معروف تاريخه وسجله في حقوق الانسان، وملاحق دوليا بتهمة إبادة جماعية في دارفور، والذي خضع لإغراءات النظام واستدرج، هذا الشخص لن يهمه في النهاية قتل الشعب السوري، ووجود مجموعات مسلحة وعدم وجودها. إن وجوده في سوريا كان بغرض النزهة، وليس القيام بمهمة رصد الحقائق. وقبل ثلاثة ايام فقط.. خرج علينا الدابي ليقول ان العنف ارتفع خلال الأيام الثلاثة الماضية، على الرغم من انه منذ اليوم الأول لمهمته في سوريا، كان العنف متزايدا.
* لكن الأمين العام للجامعة العربية، نبيل العربي دافع في أكثر من مناسبة عن مهنية الفريق أول ركن محمد الدابي؟
ـ العربي للأسف لا نعرف علاقاته بالنظام السوري، ولكن ما نعرفه جيدا أن على أي رئيس منظمة ان يتسم بالموضوعية، ويكون بعيدا عن الحسابات السياسية، كان على العربي قبل ارسال المراقبين أن يتأكد بداية من تنفيذ بنود البرتوكول الذي وافقت عليه سوريا، ولم ينفذ النظام السوري البند الاساسي فيها وهو وقف العنف واطلاق سراح المعتقلين، وكان على العربي ان يسحب المراقبين وألا ينتظر الى الآن ويعطي النظام مهلا وفرصا اكثر.
* لكن في البداية أنتم أيدتم المبادرة العربية؟
ـ نحن في البداية احترمنا قرار الجامعة العربية، واحترمنا قرار الوزراء الخارجية العرب، وبالفعل أوقفنا العمليات اسبوعا، لكن فوجئنا ان اخواننا العرب هم لم ينفذوا ما طرحوه وقبلنا به، والذين وضعوا بنود البرتوكول، ولم يتعاملوا بمهنية مع تنفيذ بنوده والشروط التي وضعوها، وهذا ما جعل الشعب السوري يفقد ثقته بالجامعة العربية، وما تطلقه من مبادرات.
* هل كانت لديكم اتصالات مع بعثة المراقبين خلال وجودهم في سوريا؟
ـ أنا حاولت مرات عدة، الاتصال بهم، وتم اتصال مع احد المراقبين وهو موريتاني الجنسية، واطلعته اثناء وجوده في درعا على قضايا عدة، منها نقل المعتقلين من السجون الى الثكنات العسكرية، وتم تغيير لون الآليات العسكرية الثقلية في الشوارع بلون ازرق كتب عليها مكافحة الارهاب أو الشغب، ونحن نعلم جيدا انه في سوريا لا يوجد اي مدرعات او دبابات تابعة لأجهزة الشرطة، وجميعها تعود للجيش، ومن هذه القضايا ايضا انه يوجد اكثر من 1500 ضابط معتقل نريد معرفة مصيرهم، وطالبته بالكشف عن مصير المقدم حسين هرموش، الذي اعتقلته السلطات السورية بعد خطفه من تركيا، ولم نتلق اي تجاوب منهم، واثبتوا فشلهم في مهمتهم التي كلفوا بها، واثبت التقرير عدم مهنيتهم، ونتمنى تجميد وليس تعليق عملهم وترك الشؤون السورية للسوريين.
مساع
* هناك مساع حاليا في الأمم المتحدة لحل الأزمة السورية، ماذا تتوقعون أن تكون نتيجة هذه المساعي وإن خرجت بقرار يكون النظام طرفا للحوار، فهل ستقبلون بذلك؟
ـ الشعب السوري لن يقبل الحوار مع هذا النظام المجرم بأي شكل من الأشكال، الشعب السوري يريد اسقاط هذا النظام، ولن يمنح أي فرصة أخرى له.
[caption id="attachment_55231526" align="alignleft" width="300" caption="حرب عصابات"][/caption]
* ما رأيك في الطرح القطري بإرسال قوات عربية الى سوريا؟
ـ نشكر الموقف القطري تجاه الثورة السورية، ولكن كلنا يعلم ان القوات العربية غير قادرة على الدخول الى سوريا لأسباب عديدة، وهذا النظام مجرم، ويهدد شرقا وغربا، المعلم خرج علينا بإزالته أوروبا من الخريطة، فما بالكم ما سيفعلونه تجاه الدول العربية، هناك وضع اقليمي حساس، وهذه الدول تدرك جيدا حساسية هذا الطرح.
* اذن كيف تؤمنون الأسلحة، وكيف تشترونها بدون وجود دعم، وكيف تصل الى تشكيلات الجيش الحر في الداخل؟
ـ عادة شراء الأسلحة يكون عن طريق المساعدات التي يقدمها السوريون، السوريون هم من يمولوننا لشراء الأسلحة، وكل المساعدات تأتينا من السوريين، وايضا نؤمن السلاح عن طريق الاستيلاء عليه من بعض العمليات التي نقوم بها، وهي أسلحة الخفيفة، و90 في المائة من الاسلحة التي تؤمن للكتائب تكون عن طريق الداخل السوري، ولا يوجد تهريب سلاح، لا عبر تركيا أو لبنان أو الأردن ولا العراق.. فالشعب السوري في حصار شديد ولكن 90 في المائة من الأسلحة يتم الاستيلاء عليها من الداخل ومن الجيش النظامي، ويتم شراء قسم كبير جدا من الجنود ومن الضباط في الجيش النظامي اي ازلام النظام، حتى من العلويين يتم شراء عدد كبير من الأسلحة.
* الإدارة الأميركية تجري اتصالات مع المجلس الوطني، هل لديكم اتصالات مع الأمريكان؟
ـ لحد الآن لم يجر أي اتصال بيننا وبين الامريكان، ولا اتصالات مع غيرها من الدول منها الدول العربية، ونأسف على مواقفهم، في نفس الوقت نشكر دول الخليج على مواقفها الداعمة، فيما يخص المبادرة العربية وسحبهم مراقبيهم من البعثة، ونخص بالذكر موقف المملكة العربية السعودية الجرئ من بعثة المراقبين العرب، ونطالب الدول الخليجية استكمالا لمبادرتهم سحب السفراء تتمة للجهود التي قاموا بها تجاه الشعب السوري، نتمنى عليهم طرد السفراء السوريين من دول التعاون الخليجي.
متهالك ومتهاو
* إلى أي مدى مازال الجيش السوري النظامي متماسكاً؟
ـ الآن غير متماسك.. اصبح منهارا تماما، الكثير من الجنود والضباط يطالبوننا بإطلاق النار عليهم ليبرروا هربهم من الجيش، أو على الأقل لكي يجدوا مبررا لعدم مشاركتهم في قتل الشعب واخوانهم من السوريين. هرب الكثير من ضباط المخابرات، أخذوا اجازات صحية كمبرر.. الجيش السوري النظامي الكل يعلم انه الآن متهالك ومتهاو.
* ما هي قدرات الجيش السوري التسليحية؟
ـ ليس هناك خبرة عسكرية.. هناك فساد مستشر.. ومن يتحكم في أمور الجيش اناس مجرمون وفاسدون، وهم مستعدون للاضرار بمصالح سوريا بغية بقائهم.. لذلك هؤلاء لهم اليد الطولى في الاجرام، وهم يخوفون الشعب بإجرامهم وقتلهم...الجيش فقد احترام الشعب له.
* هل هذا الجيش يشكل تهديدا حقيقيا على المنطقة؟
ـ هذا الجيش اصبح غير قادر على تهديد حتى قرية أو بلدة صغيرة، اكبر اثبات انه اصبح عبارة عن مجموعات صغيرة تملك اسلحة، لا تعرف حتى استعمالها، وما يطلقه البوق الاعلامي لنصر الله وتهديداته، ضرب خيال، نحن كنا في الجيش ونعرف ما هو حال هذا الجيش.. جيش متهالك أصبح لا يملك اي استراتيجية، او تنظيم، هو عبارة عن مجموعات تمرست على الفساد والرشوة والسرقات.
* كم يبلغ عدد العسكريين في السجون السورية؟
ـ عدد المعتقلين من العسكرين في السجون السورية اكثر من خمسة آلاف معتقل.
* هل بالفعل يتم تسليح القرى العلوية من قبل النظام؟
ـ تردنا بعض المعلومات، مفادها اقامة قواعد عسكرية في بعض القرى والمناطق العلوية منها القرداحة، نأمل ان تكون هذه المعلومات غير صحيحة حتى لا تجر الطائفة العلوية في حرب طائفية أو ايهامهم انها حرب مفروضة عليهم من الطوائف الاخرى، ونتمنى منهم تمسكهم بالنسيج الوطني. نتمنى من زعمائهم والشرفاء منهم أن يدركوا ان سوريا وطن للجميع، وليس ملكا لعائلة الأسد والنظام زائل والوطن والشعب باق.
الشبيحة
* من هم الشبيحة، هل هم مجموعات منظمة؟ وهل هناك تخوفات من دورهم في مرحلة ما بعد بشار الأسد؟
ـ الشبيحة لفظ متعارف عليه لدى السوريين.. منذ الثمانينات في زمن رفعت الأسد عم بشار الأسد، والتي تعود اليه، وهؤلاء المجموعات كانت مهمتهم تهريب المخدرات وتهريب التبغ والسجائر والسلاح، وإفساد المجتمع السوري بكافة طوائفه، وتم مؤخرا ضم بعض اصحاب السوابق، وممن يتعاطون المخدرات ضمن صفوفهم وزودوا بالأسلحة.
* هل الشبيحة خضعوا لأي تدريبات عسكرية؟
ـ لا مهمتهم تقتصر على ادخال المخدرات والدخان (السجائر) والأسلحة الى البلاد، وكان كل من يقف في طريقهم يقتل، وتتم تصفيته، ولا يحاسبون، حتى عناصر الأمن في الدولة كان يقتلون على ايديهم، وحاول الأسد الأب من خلال ابنه باسل (الابن الاكبر لحافظ الأسد ومات في حادث سيارة)، الحد من حجمهم بعد تزايد عملياتهم، ومخاوف الجمارك والشرطة من تصرفاتهم وتذمرهم من ممارساتهم الاجرامية، التي لم تستثن احدا من الشعب ولا من رجال الأمن والشرطة، فهذه المجموعة كانت فوق الجميع وفوق القانون، ولا تخضع لأي محاسبة.
* هل هم الطائفة العلوية؟
ـ الأغلبية من الطائفة العلوية، ولكن هناك ايضا من الطوائف الأخرى منضمة اليهم، اي غير محصورة على الطائفة العلوية.
لسنا رهينة لدى تركيا
* إلى ماذا تعزو التردد في الموقف التركي، والذي بدا فاترا أو متراخيا تجاه الثورة السورية مؤخرا، عكس ما كانت عليه بداية حركة الاحتجاجات؟
ـ تركيا دولة اقليمة مهمة، وهي مجاورة لسوريا وجاورة للعديد من الدول التي تدعم النظام السوري، فتركيا لها حساباتها وهي ايضا ضمن المنظومة الدولية، وعضو في حلف الناتو التي تنسق مع بقية الدول في الناتو ولا نستطيع الخوض فيه.
* هل لكم لقاءات مع قيادات عسكرية تركية؟
ـ لا يوجد اي نوع من هذه اللقاءات.
* هل بالفعل كانت تمارس عليكم ضغوط تركية للانضمام الى المجلس الوطني؟
ـ هذا غير صحيح، نحن ضيوف على الأراضي التركية وهي قامت بواجبهها تجاهنا على اكمل وجه، ونحن بدورنا نحترم موقف تركيا لاستقبالنا على اراضيها، وهي لا تتدخل في اي شأن سياسي او عسكري، وأبدت اكثر من مرة احترامها خيار الشعب السوري وحقوقه، وقدمت في المجال الانساني، اكثر مما قدمته الدول العربية للشعب السوري.
* بماذا ترد على تقارير تحدثت عن شروط وضعتها تركية لدعمها الجيش الحر؟
ـ هي لم تدعمنا، انما تتعامل معنا كضيوف، وفي المقابل نحن نحترم الدولة التي استقبلتنا، وبدورنا نحن لا نقوم بأي شيء يتعارض مع القوانين التركية، نحن لا نسيء لتركيا بأي موقف، وجميع تشكيلات الجيش تقوم بمهمّاتها في الداخل السوري، وتركيا تعاملنا معاملة انسانية، ولا تتدخل في شؤوننا، ولا تقدم لنا أي دعم يذكر سوى الدعم الانساني، وذلك باستضافتها لنا على اراضيها.
* اذن لماذا قامت تركيا بتجميد حساب للجيش الحر في أحد بنوكها؟
ـ هذه امور لها علاقة بإدارة البنوك. مدير البنك اعلمنا بتجميد حسابنا، ونتوقع أن الحكومة ليس لها اي علاقة بهذا الأمر، ما حدث ان مدير البنك طلب منا غلق الحساب ونحن التزمنا بالقرار، ولم نذهب بعيدا لمناقشة أسباب اتخاذ هذا القرار.
* لماذا تركيا تمنعكم من اجراء أي حوار، خاصة بعد تصريحات لك إحدى القنوات، بدون موافقات من الخارجية التركية؟ هناك من يقول ان الجيش الحر رهينة لدى الاتراك؟
ـ لا لسنا رهينة.. لنا حرية التحرك والتنقل، والحكومة التركية مشكورة على استضافتنا وتقديم المعونات للاجئين السوريين، ولكن تبقى لكل دولة خصوصيتها وقوانينها، ونحن نحترم القوانين والأنظمة للبلد التي استضافتنا، ومن بداية دخولنا كان هناك قرار ان أي صحافي واي فضائية عليها أخذ موافقة من الخارجية التركية، وهذا حق طبيعي لهم، وان يكون لديهم علم بأي مقابلة. نحن في النهاية موجودون على اراضيهم، ونحن نحترم السيادة التركية. وقد تكون لحمايتنا، هي دولة لها حساباتها ايضا.
رهائن إيرانيون
* ما مصير الرهائن الإيرانيين؟
ـ من حوالي عشرين يوما تم إلقاء القبض على سبعة ايرانيين، وتم الاتصال بنا، وطالبنا بالتحقيق معهم، واتضح ان خمسة منهم هم خبراء يدربون بعض العساكر السوريين والقناصة، وأن اثنين منهم مدنيان اطلق سراحهما وأبقي على الخبراء، وحاليا هم محتجزون لدينا، وهناك مفاوضات تولاها المجلس الوطني السوري، وقد يتم الافراج عنهم حتى نثبت للجميع اننا حضاريون، وحتى نثبت ان النظام استخدم بعض الخبراء، واستقوى بالخارج من حزب الله وايران، لقمع حركة الاحتجاجات وقتل الشعب السوري.
* إذن سوف يتم الافراج عنهم؟
ـ هناك مفاوضات ان قدم طلب لنا، سوف يتم الافراج، ولدى عدم تقديم الطلب لكل حادث حديث.
* هل توسطت تركيا في هذا الموضوع؟
ـ تركيا لم تتباحث معنا بهذا الخصوص، وهذا الأمر هو حاليا يقوم به المجلس الوطني، نحن سوف نكون بعيدين عن الموضوع، الموضوع سوف يتم التعامل معه سياسيا من قبل المجلس الوطني.
* متى تتوقع ان يسقط النظام؟
ـ بإمكانياتنا البسيطة المتوفرة لنا، نتوقع سقوط هذا النظام خلال ثلاثة اشهر. لم نتلق دعما من أي دولة في العالم.. ليس هناك اي دعم مادي او عسكري لا من الدول العربية ولا من اي دولة اخرى، ولكن اذا قدم لنا الدعم اللوجستي نتوقع اسقاط النظام خلال شهر، اذا قدمت المساعدات للشعب السوري، اقصى حد سيكون شهرا.
أجرى الحوار: روشن قاسم