سعد الكتاتني.. "إخواني" على رأس مجلس الشعب المصري

سعد الكتاتني.. "إخواني" على رأس مجلس الشعب المصري

[caption id="attachment_55231337" align="aligncenter" width="620" caption="محمد سعد الكتاتني رئيس مجلس الشعب المصري"]محمد سعد الكتاتني رئيس مجلس الشعب المصري[/caption]

في السابع والعشرين من يناير عام 2011 أي بعد يومين من اشتعال الثورة المصرية وقبل جمعة الغضب التاريخية، ألقت سلطات الأمن المصرية القبض على 34 شخصا من قيادات جماعة الإخوان المسلمين وألقت بهم في غياهب سجن وادي النطرون الذي يقع جنوب القاهرة ويعد من أشهر المعتقلات المصرية..
كان من بين هؤلاء المعتقلين محمد سعد الكتاتني الذي شاءت الأقدار أن يخرج من السجن عقب أحداث الانفلات الأمني، واقتحام السجون المصرية أثناء الثورة، لتتوالى بعد ذلك المفاجآت والمفارقات ويصبح سعد الكتاتني أشهر المعتقلين في الثورة المصرية رئيسا لأول برلمان مصري بعد الثورة وزوال نظام محمد حسني مبارك.

لم تكن تلك هى المفارقة الوحيدة، ففي عام 1952 الذي شهد ثورة 23 يوليو بزعامة جمال عبد الناصر وقبيل شهور قليلة من وقوعها ولد الدكتور سعد الكتاتني ليصبح بعد ذلك قطبا إخوانيا بارزا في عالم السياسة ويتولى رئاسة برلمان الثورة بغالبية ساحقة عندما حصل على 399 من جملة 508 عضوا بمجلس الشعب المصري.

لحظة حلف اليمين، كانت لحظة تاريخية لا تخلو من مشاعر الهيبة والرهبة التي حامت حول برلمان الثورة في أول أيام انعقاده. في الخارج كانت جموع من الإخوان قد زحفت من أنحاء مصر كافة بالآلاف متجهة نحو مقر البرلمان لحمايته من أي هجوم محتمل من بعض القوى المعارضة هددت باقتحامه، في حين كانت العيون تراقب والعقول تتوق وترصد تفاصيل التفاصيل المرتبطة بهذا الحدث الكبير. وشوهد الشارع المصري بطوائفه الإجتماعية وأطيافه السياسية كافة، ولأول مرة منذ سنوات طويلة، في حالة إستنفار شديد يتابع عن كثب ومن دون ملل أطول جلسة برلمانية في تاريخ مجلس الشعب المصري والتي امتدت من الصباح وحتى ساعات متأخرة من الليل تم خلالها انتخاب الكتاتني رئيسا للبرلمان.. لتبدأ معها مرحلة جديدة من تاريخ مصر.

[caption id="attachment_55231338" align="alignleft" width="300" caption="وتلك الأيام نداولها بين الناس.. الكتاتني وسرور وتبادل المقاعد"]وتلك الأيام نداولها بين الناس.. الكتاتني وسرور وتبادل المقاعد[/caption]

كانت الإجراءات تسير بشكل حضاري والمناقشات هادئة رغم سخونتها وهو ما جعل المصريين يأملون في اختلاف أسلوب الكتاتني في التعامل مع أعضاء البرلمان عن أداء سلفه فتحي سرور الذي ظل رئيسا للبرلمان لعقدين من الزمان ثم انتهى به الحال في سجن مزرعة طرة مع بقايا النظام وهي مفارقة ثالثة تبادل خلالها سرور والكتاتني الأماكن والمقاعد.

يعدّ د. محمد سعد الكتاتني الرئيس رقم 33 في تاريخ الحياة البرلمانية المصرية. وهو أستاذ جامعي بكلية العلوم بجامعة المنيا في صعيد مصر وحصل على الدكتوراه في العلوم عام 1984 ثم عاد وحصل على ليسانس الدراسات الإسلامية بكلية الأداب عام 2000. وما لا يعرفه الكثيرون أنه عالم نبات أشرف على 21 رسالة ماجستير ودكتوراه وله 36 بحثا منشورا في مجال أمراض النبات والميكروبيولوجي، وهو عضو جمعية أمراض النبات المصرية، وعضو الجمعية النباتية المصرية، وعضو جمعية السموم المصرية، وعضو جمعية الميكروبيولوجيا التطبيقية قبل أن يتم انتخابه أمينا عاما لنقابة العلميين في مصر منذ عام1984 وحتى 1993.

بدأت علاقة الكتاتني بالسياسة حينما التحق بجماعة الإخوان المسلمين عندما كنت جماعة محظورة عام 1981، وانتخب مسؤولا للمكتب الإداري للإخوان في محافظة المنيا قبل أن يدخل البرلمان في انتخابات عام 2005 ويصبح رئيس الكتلة البرلمانية لنواب الإخوان المسلمين في مصرخلال الدورة البرلمانية 2005 – 2010 وهو مؤسس لجنة التنسيق بين الأحزاب والقوى الوطنية والنقابات المهنية وعضو سابق بمكتب إرشاد الإخوان من 26 مايو 2008 وحتى 6 يونيو 2011. وهو أيضا عضو منظمة العفو الدولية، وعضو المجموعة التوجيهية (Steering group) لبرنامج الإصلاح البرلماني والذي تشرف عليه مؤسسة ويستمنستر الديمقراطية ببريطانيا.

واقع الأمر أن انتخاب الكتاتني لم يكن مفاجئا للشارع المصرى فقد سبقته اجتماعات كثيرة ومطولة عقدها قياديو حزب الحرية والعدالة لاختيار رئيس الكتلة البرلمانية حيث كان الدكتور عصام العريان منافسا للكتاتني حتى أختير الأخير تمهيدا لرئاسته للبرلمان وبدا أن هناك شبه اتفاق مع باقي القوى السياسية الأخرى على هذا الأمر بعد إعلان كل من أحزاب "النور" و "الكرامة" و"الإصلاح والتنمية" و"المصري الديمقراطي" و"البناء والتنمية"، توافقهم على مرشح "الحرية والعدالة" بوصفه صاحب الغالبية رئيساً لمجلس الشعب، على أن يكون منصب الوكيلين لحزبي "النور"السلفي و "الوفد" الليبرالي اللذين حصلا على المركزين الثاني والثالث على التوالي في الانتخابات البرلمانية.

واقتصر المعارضون للكتاتني على أقلية بالبرلمان المصري منهم البرلماني "المشاغب" البدري فرغلي نائب حزب التجمع اليساري الذي يبني رفضه للكتاتني على انعدام خبرته في الفقه التشريعي والقانون على حد قوله. كما يرى "فريق المعارضين" أن الطريقة التي يتعامل بها حزب الحرية والعدالة مع مجلس الشعب تشبه طريقة الحزب الوطني في النظام السابق.



وعلى الرغم من بعض الاعتراضات، بخاصة من خارج قبة البرلمان، فإن اختيار الكتاتني يحظى باحترام المصريين وارتياحهم آملين تحقيق الإصلاح والتنمية و تعمير مصر في الفترة المقبلة، بعد خراب العقود السابقة وفراغ "سنة أولى ثورة".
ويدعم هذا الارتياح في الشارع المصري تصريحات الإخوان المتوازنة والمتزنة على لسان المتحدث الرسمي باسمهم الدكتور الكتاتنى قبل ترأسه للبرلمان والتي أكد فيها أن حزب الحرية والعدالة إذا ما وصل لحكم مصر فلن يمنع الخمور بالمنازل أو الفنادق، ولن يطبق الحدود، ولن يتدخل في تصرفات السائحين على الشواطئ ولن يحجب المواقع الإباحية.. وها هي اللحظة التاريخية لاقتراب الإخوان من عرش مصر قد أتت وعليهم إثبات حسن النيات والوفاء بوعودهم التي وردت في تصريحاتهم.

في حوار خاص أجرته "المجلة" أخيرا مع د. محمد البلتاجي الأمين العام لحزب الحرية والعدالة بالقاهرة، وعضو المكتب التنفيذي بالحزب وعضو البرلمان المصري أكد البلتاجي عدم طموح الاخوان في رئاسة وزراء مصر أو نيتهم ترشيح أحدهم لمنصب رئيس للجمهورية وقال إن دور رئيس مجلس الشعب المصري هو الأهم الآن للدكتور الكتاتني وللاخوان فالبرلمان أهم من الوزارة، لأنه هو الذي يراقب الحكومة بما فيها رئيس الوزراء.
فهل يفي رئيس البرلمان الجديد بوعده أم تتغيّر أجندة الجماعة ويكبر الطموح؟ هذا ما ستكشفه الفترة القادمة.

د. محمد سعد الكتاتني


الاسم: محمد سعد توفيق مصطفي الكتاتني
الشهرة: د. محمد الكتاتني
من مواليد محافظة سوهاج.
يقيم في محافظة المنيا.
تاريخ الميلاد: 4/3/1952.
الوظيفة: أستاذ النبات بكلية العلوم - جامعة المنيا.
التحق بجماعة الإخوان المسلمين في اعقاب خروجهم من محنة عام 1981م حيث التحق بهم عام 1980.
انتخب مسئولا للمكتب الإداري للإخوان في محافظة المنيا قبل ان يدخل البرلمان عام 2005.
عضو مكتب الإرشاد السابق بجماعة الاخوان المسلمين من 5/ 2008 حتى عام 2011.
اختير الكتاتني وعصام العريان ومحمد مرسي متحدثين اعلاميين لجماعة الإخوان المسلمين.
اعتقل الدكتور الكتاتني يوم 27 يناير 2011 قبل جمعة الغضب هو ود. محمد مرسي ود. عصام العريان ود. محي حامد ود. مصطفى الغنيمي ود. محمود أبو زيد وم.سعد الحسيني والأستاذ سيد نزيلي وصبحي صالح والدكتور أحمد دياب والدكتور حمدي حسن وغيرهم بلغوا 34 قيادي من 12 محافظة بمصر.
وكيل مؤسسي حزب الحرية والعدالة.
الأمين العام لحزب الحرية والعدالة الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين.



الشهادات الدراسية


بكالوريوس العلوم 1974
الماجستير في العلوم 1979
دكتوراه في العلوم 1984
ليسانس آداب - قسم الدراسات الإسلامية 2000.



النشاط الاجتماعي والخدمي


أمين عام نقابة العلميين منذ عام 1984 وحتى 1993
نقيب العلميين بمحافظة المنيا منذ 1993 وحتى الآن
السكرتير العام لنادي أعضاء هيئة التدريس بجامعة المنيا منذ 1990 وحتى الآن
رئيس قسم النبات بكلية العلوم جامعة المنيا منذ عام 1994، وحتى عام 1998.

البحث العلمي


الإشراف على عدد 15 رسالة ماجستير ودكتوراه في مجال التخصص.
30 بحثًا منشورةً في مجال أمراض النبات والميكروبيولوجي.
عضو جمعية أمرض النبات المصرية.
عضو جمعية الميكروبيولوجيا التطبيقية.
عضو جمعية السموم المصرية في مجال الحريات وحقوق الإنسان.
عضو منظمة العفو الدولية.
من مؤسسي لجنة التنسيق بين الأحزاب والقوى الوطنية والنقابات المهنية.
أحد مؤسسي مستشفى عمر بن الخطاب الخيري بحي أبو هلال بالمنيا.

النشاط البرلماني


نائب برلماني عن الإخوان المسلمين عن دائرة المنيا من عام 2005م حتى عام 2010.
رئيس الكتلة البرلمانية لنواب الإخوان المسلمين من عام 2005 حتى عام 2010.
رئيس مجلس الشعب بعد الثورة عام 2012 بعد التوافق عليه من جميع القوى المشكلة للبرلمان.
مثل الكتاتني البرلمان المصري في عدة محافل دولية من أبرزها اتحاد البرلمان الدولي بنيروبي كينيا 2006، ومؤتمر برلمانات الدول الأعضاء في منظمة المؤتمر الإسلامي، والاتحاد البرلماني العربي.
وهو عضو في المنتدى العالمي للبرلمانيين الإسلاميين.
وعضو مؤسس للمنظمة العربية لبرلمانيين عرب ضد الفساد.
وعضو بالمجموعة التوجيهية (Steering group) لبرنامج الإصلاح البرلماني الذي تشرف عليه مؤسسة ويستمنستر الديمقراطية ببريطانيا.

الحريات وحقوق الإنسان


عضو منظمة العفو الدولية.
من مؤسسي لجنة التنسيق بين الأحزاب والقوى الوطنية والنقابات المهنية.
أحد مؤسسي مستشفى عمر بن الخطاب الخيري بحي أبو هلال بالمنيا.
font change