لا يختلف اثنان على قوة المفاجأة التي حققها حزب النور أقوى الأحزاب السلفية في مصر، في نتائج المرحلتين الأولى والثانية للانتخابات البرلمانية في مصر والتي مثلت صدمة كبرى لليبراليين بسبب الاكتساح الذي حققه الحزب ومنافسته الشرسة على الصدارة حتى آخر لحظة في انتخابات الإعادة للمرحلة الثانية، الأمر الذي جعل حزب النور في دائرة الضوء ومحور اهتمام الجميع في الداخل والخارج، ممن يعتبرونه ظاهرة تستحق التوقف أمامها.
وقد تسابق سفراء العالم في القاهرة إلى التواصل مع رئيس حزب النور لمعرفة مزيد من المعلومات حول هذا الحزب الوليد، الذي دخل مؤخراً إلى مضمار العمل السياسي، ثم تقدم الجميع نحو قمة البرلمان المصري، الأمر الذي دفع السفارة الأمريكية في القاهرة إلى طلب اتصال به بعد أن صار مثار تساؤل ملح على الساحة السياسية الأمريكية، خوفاً من سيطرة حزب سلفي على الحكم في مصر، سيما بعد تصريحات بعض السلفيين المتشددة.
كما أثارت مواقف الحزب من كثير من الأحداث السياسية في مصر علالمات استفهام كبرى في الشارع المصري نفسه جعلت "المجلة" تضعها على مائدة الحوار مع رئيس حزب النور عماد الدين عبد الغفور في هذا اللقاء الذي أجري معه عشية انتخابات الإعادة للمرحلة الثانية لمرشحي مجلس الشعب المصري، في مقر حزب النور بالقاهرة .
وفي ما يلي نص الحوار:
الشارع المصري
* بداية ما تفسيرك لما يحدث في الشارع المصري الآن من أحداث عنف ومصادمات بين المعتصمين والجيش؟
ـ يجب أن نعلم أن مصر دولة كبيرة وأهلها في منتهى السمو، ضربوا نموذجاً رائعاً بثورتهم في العالم كله، ونحن نفخر بها، ولم يحدث أبداً أن كانت هناك ثورة بهذا النظام.
* إذن ما الذي حول تلك الثورة عن مسارها؟
ـ لقد كنت في ميدان التحرير مؤخراً وشعرت أن هناك حالة غليان شديد والأمور منفلتة، ولاشك أن هناك جهات تحيك مؤامرات ضد مصر، بدليل ما نلاحظه من تتابع الأزمات وافتعالها كل شهر تقريباً، كان آخرها ما حدث يوم 16 ديسمبر وسبقه أحداث 19 نوفمبر وقبله أحداث ماسبيرو في التاسع من اكتوبر، وأحداث شهر سبتمبر، ومن ثم فهناك مخطط ضد مصر، ونحن نحاول كلما وقعت مثل هذه المشكلات أن نتدخل ونحلها من ميدان التحرير، كما أنني ذهبت إلى مقر مجلس الوزراء قبل أسبوعين من التصعيد الأخير وقابلت الشباب المعتصمين هناك، ولم يعجبني حال الشارع حيث كانوا يغلقونه من كافة الاتجاهات ويقومون بتفتيش المارة علماً بأنه شارع حيوي ومعروف بتكدسه المروري باستمرار، وبالتالي فوجود هؤلاء المعتصمين أما مجلس الوزراء يزيد من توتر الأمور.
* معنى ذلك أنك ترفض بقاء معتصمي مجلس الوزراء في هذا المكان؟
ـ بالطبع ، فهو شيء غير مقبول.
* هل كنت تفضل عودتهم إلى ميدان التحرير أم إلى بيوتهم ليعطوا الفرصة لرئيس وزراء مصر الجديد الدكتور الجنزوري؟
ـ أتفهم أنهم كمعتصمين لهم مطالب ومن حقهم المطالبة بها، ولكن في نفس الوقت يجب أن يكون التظاهر سلمياً ولا يعوق حركة المجتمع، ولا يهدد مصالحه أو يضر بالمصلحة العامة أو الخاصة.
* هل تتفق مع الرأي الذي يقول إن إصرار بعض المعتصمين على العناد يعطي الفرصة للخصوم لاختراق الصفوف ووأد الثورة؟
ـ هناك كثير من شباب الثورة أدركوا حجم الإنجاز الذي قاموا به عندما أسقطوا نظاماً فاسداً وأزالوا الحاكم المستبد وأدركوا أيضاً ضرورة التهدئة لنبدأ مرحلة البناء التي دخلناها بالفعل مع الانتخابات البرلمانية بنجاح، والحمد لله كان الإقبال هائلاً وبلغ حجم المشاركة في المرحلتين الأولى والثانية حوالي 17 مليون مشارك، وأعتقد أن الرقم سيصل إلى 30 مليون بنهاية المرحلة الثالثة، وهذا أمر رائع لأنه رقم للناخبين لم يكن يتخيله أحد، وسيعطي شرعية هائلة جدا لمجلس الشعب القادم.
[caption id="attachment_55230224" align="alignleft" width="300" caption="تنافس على المركز الأول في انتخابات مصر بين الاخوان والسلفيين"][/caption]
المجلس العسكري
* لكن هناك من يشكك في النتائج ويقلل من قيمة هذا النجاح؟
ـ ربما ينتقدون مشاركة بعض الفلول في الانتخابات، وربما تشوبها أيضاً بعض العيوب، لكنها في النهاية انتخابات ناجحة حتى ولو كانت بنسبة 80 في المائة نجاح، فهو أمر طيب بالمقارنة بما كان يحدث في النظام السابق، ويكفي أننا لم نر البلطجة التي اعتدنا عليها في ظل مبارك، والشرطة التي كانت تملأ الشوارع وتقطع الطرق، وكانت النتيجة معروفة مسبقاً، وهو ما كان يدفع المصريين إلى العزوف عن المشاركة في الانتخابات، وأنا عن نفسي لم أذهب إلى الانتخابات على مدار عمري إلا هذه المرة بعد الثورة، فبلدي كانت ضائعة مني ثم عثرت عليها، والمفروض على هؤلاء الشباب المعتصمين أن يستوعبوا ما يحدث، لكن مشكلتهم تخوفهم من أن يتلاعب الجيش بهم وبثورتهم.
* أليس لهم حق في هذا التخوف؟
ـ في حقيقة الأمر كلما التقيت بأحد من المجلس العسكري، يؤكد لي حسن نياتهم، ويحسب لهم الفضل في إدارة العملية الانتخابية للوصول بها إلى بر الأمان.
* لكن التصريحات المعلنة وحدها غير كافية لدعم الثقة.. فهل أنت راض عن أداء المجلس العسكري بغض النظر عن موضوع الانتخابات؟
ـ سأقول لك ما يقولونه لي وهو أنهم لم يكونوا مستعدين لتحمل هذه المسؤولية، وأنهم يعتبرون حكم مصر مثل كرة اللهب التي ألقيت بين أيديهم، ويؤكدون لي رغبتهم الكبيرة في الانتهاء من مهامتهم لأنها مسؤولية كبيرة وهم غير متمرسين على إدارة الأمور المدنية.
الوضع الأمني
* ومع ذلك هناك شعور متنام بفقد الثقة في تصريحات المجلس العسكري وبتقصيره بعد تكرار أحداث الانفلات الأمني دون عقاب رادع؟
ـ يهيأ لي أن تولي حكومة فاقدة لقاعدة شعبية منتخبة قادرة على اتخاذ إجراءات أكثر ردعاً يجعلها أقل سيطرة على الأمور ومنها الوضع الأمني، بدليل أن هذه الحالة لم تقتصر على المحافظات التي شهدت أحداث الثورة، والتي كانوا يبررون الانفلات الأمني فيها باقتحام أقسام الشرطة وتدميرها، فهناك محافظات في الجنوب وأقاصي صعيد مصر لم تصل أحداث الثورة إليها ومع ذلك تشهد انفلاتاً أمنياً خطيرا بما يؤكد أن المشكلة ليست في تدمير أقسام الشرطة وإنما في الإرادة السياسية.
* ومن المسؤول عن توجيه هذه الإرادة وتفعيلها.. أليس المشير ورجاله أم أن المجلس العسكري أضعف من الموقف الذي وضع فيه؟
ـ المجلس العسكري ليس ضعيفاً، بل هو قوي جداً، لكن خبرته في تسيير الحياة اليومية السياسية قليلة، ويجب أن نعترف أنها ليس مهمته ولا شغلته.
* إذا كان الأمر كذلك، فلماذا لا يسلمون السلطة لمن هم أقدر منهم وأكثر خبرة في إدارة شؤون البلاد؟
ـ يجب أن نؤكد أولاً على وطنية المجلس العسكري، ولا يمكن ان نشكك فيها أبداً، فهم مصريون ينتمون لهذه البلد وهم على قدر الأمانة والمسؤولية، وكل ما في الأمر أنهم لا يريدون تسليم البلد لأي شخص، بل ليد أمينة ومنتخبة، وأنا أعتقد أن التاريخ سيسجل لهم هذا العمل ويعترف بالفضل لهم، ولن يستطيع تقدير هذا الفضل إلا ذوو الفضل، وديننا يحضنا على أن نكافئ من قدم لنا معروفاً وإجراء الانتخابات في هذا التوقيت الحرج، معروف كبير وفضل يحسب للمجلس العسكري لأنه كان من الممكن وبسهولة شديدة أن يعلن هذا المجلس تأجيل الانتخابات لعام كامل بحجة ما يحدث في الشارع، ولم يكن أحد يستطيع أن يمنعه من ذلك، لكنه لم يفعل.
* وماذا عن بطء محاكمات مبارك ورجاله الذي يستفز الثوار؟
ـ أقول للغاضبين: كلها شهرين وتأتي الحكومة الجديدة المنتخبة وتحاكمهم، فعلينا أن نصبر هذه المدة القصيرة.
الانتخابات البرلمانية
* هناك من يرى أن ما يحدث من انفلات أمني له علاقة بما أسفرت عنه نتائج مرحلتي الانتخابات البرلمانية الأخيرة فما تعليقك؟
ـ لاشك أن ما يحدث في الشارع المصري ومنطقة مجلس الوزراء، هي أحداث مفتعلة على خلفية الانتخابات، وهناك أشخاص انتهى مستقبلهم السياسي ولم يعد لهم دور وهؤلاء يراهنون على الفوضى في مصر، لكنني أرى أن المصريين أكثر وعياً وأذكى، بدليل إصرارهم على المشاركة بهذه الكثافة في الانتخابات، وهو رد على من يشكك في جدوى العملية الانتخابية.
* هل تعتقد أن المرحلة الثالثة من الانتخابات سوف تجرى في موعدها أم تؤجل قليلاً؟
ـ الأمور تسير على ما يرام، وستستمر المرحلة الثالثة وتنتهي بسلام، بخاصة وأنها ستجرى في محافظات هادئة نسبياً بعيداً عن المناطق الساخنة، وأعتقد أننا انتهينا من أربعة أخماس العملية الانتخابية وليس الثلثين.
[caption id="attachment_55230225" align="alignright" width="300" caption="اقامة الشريعة.. شعارات للسلفيين تخيف الداخل والخارج"][/caption]
حزب النور
* أستشعر ثقة في كلامك بخصوص موقف الحزب من الانتخابات كما لو كانت النتائج محسومة؟
ـ طبعاً النتائج لم تحسم ولم نصل للشكل النهائي بعد، لكن لدينا عقيدة في الحزب أننا نعمل لنكون الأول وليس الثاني، وهذا ما أضعه شخصياً نصب عيني، ولا أقبل إلا أن أكون الأول.
* لكن الواقع يؤكد، أن حزب النور هو الثاني بالفعل بعد حزب الحرية والعدالة؟
* نحن مصرون أن نكون الأول، وربما لم نفعل كل ما علينا في المرحلة الأولى التي لم أكن شخصياً راضياً عن أداء حزبي فيها، لكن المرحلة الثانية أديناها بشكل جيد، وهوما ستؤكده المرحلة الثالثة.
* بم تفسر هذا الخوف والانزعاج لدى الكثيرين من النتائج التي حققتموها؟
ـ واقع الأمر أننا نواجه حروباً إعلامية شرسة من قنوات كثيرة تهاجمنا، رغم أننا نتخذ توجهاً هادئاً ومواقف معتدلة من الأقباط والمرأة والسياحة والبنوك، ونحاول باستمرار بث الطمأنينة لدى الناس.
* لكن يؤخذ عليكم من واقع التصريحات الرغبة في الاستئثار بالقرار وفرض الرأي بالقوة على الآخرين دون اعتبار لآرائهم؟
ـ نحن بعيدون تماماً عن أسلوب العنف، وليس من مصلحتنا إقصاء بعض التيارات المناهضة لنا بمن فيهم من يتكلم في حقنا ويسيء إلينا، لأن المشكلات الشخصية شيء ومصلحة الدولة شيء آخر، ومصر ليست فصيلاً واحداً ولا تياراً منفرداً، بل مصر بكل أبنائها، ويكفي أننا ظللنا ثلاثين عاماً مستبعدين نعاني مرارة العزل والإقصاء من الآخرين ضدنا، فلا يمكن أن نمارس نفس الظلم على الآخرين.
* حتى خصومكم السياسيين؟
ـ قلت إن مصلحة مصر هي الفيصل.
* لكن المشكلة أن كل طرف قد يرى هذه المصلحة من وجهة نظره الخاصة بحكم توجهاته ومرجعياته الفكرية؟
ـ مصلحة البلد هي السعي لتسكين الأوضاع وتهدئة الأحوال وطمانة الناس من مخاوفهم حتى نمر بالبلد إلى السلام والأمان، وأعتقد أن من يتخوفون منا، يحتاجون أن يستمعوا إلينا أكثر، وعلينا دور في توضيح حقيقة الصورة لإزالة المخاوف المثارة.
* ولكنهم يحتاجون أيضاً أن تمدوا لهم أياديكم لإثبات حسن النية؟
ـ بالطبع، من مصلحتنا أن نتكلم معهم، ونحن كدعوة نسير بشكل هادئ ومتأن ونتمدد في إعمال العقل والفكر، ولا يفترض أن يندهش الآخرون من هذا الكلام لأنها طبيعتنا.
* في رأيك كيف تعود مصر إلى حالة الهدوء مرة أخرى؟
- ما يحدث الآن هو حالة استثنائية وليس من طبيعة الشعب المصري، ولو خرجنا من دائرة الاشتعال وسط القاهرة، سنجد الدنيا هادئة في كافة أنحاء مصر الأخرى، وقد تعودت أن أتحرك وسط الناس في مترو الأنفاق والمواصلات العامة لأتكلم معهم وأعرف فيم يفكرون، ووجدت أنهم يريدون الهدوء والأمن والحفاظ على لقمة العيش.
السفارة الأمريكية
* هذا بالنسبة للداخل المصري، فماذا عن العالم الخارجي وتخوفاته؟
ـ أنا لا أتكلم كثيراً وليس لي وجهان في حديثي وكلامي دائماً للداخل والخارج على السواء، ونحن أبناء مصر لن نهدأ إلا بتحقيق طموحنا في الوصول بمصر إلى مصاف الدول الكبرى، والنهوض بها داخلياً وخارجياً.
* وما ملامح تلك النهضة؟
ـ مصر ليست تركيا، وأقتنع بخصوصيتها بين الدول العربية ودول العالم، كما أن لها مركزاً متميزاً في العالم كله، وقد لمست من السفراء الأجانب في القاهرة ممن التقيت بهم، تقديرهم الكبير لمصر بعد الثورة، بل إن هناك شخصية عربية كبرى قالت لي بالحرف الواحد "كنا ننتظر مصر لتتقلد مكانها المحجوز لها من سنين في المقدمة" وهو ما نضعه نصب أعيننا جيدا.
* على ذكر السفراء، هل كانت السفيرة الأمريكية في القاهرة ممن تواصلت معكم؟ وماذا كان موقفها من تقدمكم في العملية الانتخابية ؟
ـ بالفعل، اتصلت السفارة الأمريكية في القاهرة بنا لطلب معلومات عن الحزب، وقالوا لنا إن الصحف ووكالات الأنباء الأمريكية في حاجة لمعرفة المزيد عن الحزب.
* أليس في هذا الاتصال شبهة تدخل أمريكي؟
ـ هم سيعرفوننا في كل الأحوال، ومن الأفضل أن يكون ذلك بواسطتنا نحن وليس عن طريق طرف آخر طالما أستطيع أن أعبر عن نفسي حتى لا تتكون فكرة خاطئة عن الحزب لديهم.
[caption id="attachment_55230226" align="alignleft" width="214" caption="عبد الغفور: لسنا دعاة عنف"][/caption]
* وهل أبدت أمريكا أي نوع من اللوم أو محاولة لتوجيه الحزب سياسياً؟
ـ نحن لدينا توجهنا الخاص ولا نحتاج من أحد أن يعلمه لنا، ومن توجهاتنا عدم استخدام العنف، وبالتالي فعندما وجدتنا أمريكا لا نمارسه وقالت لنا إذن استمروا، فإن أمريكا لم تأت لنا بجديد لأننا لم نفعل ذلك من أجلها، بل هو توجهنا الأساسي.
* كيف بدأ حزب النور للظهور وهل كنتم في البداية تمثلون تنظيماً سرياً؟
ـ لا، لسنا تنظيماً سرياً ولم نكن، فنحن نختلف عن الإخوان المسلمين ولم نكن منظمين مثلهم، فكانت علاقتنا ببعضنا هي علاقة دعوية، بمعنى أنها كانت علاقة شيخ بتلاميذه، وليس علاقة مرشد بجماعة، ثم بدأ التنظيم بعد الثورة، حيث كانت إقامتي محددة في عهد مبارك ولم أكن أستطيع التنقل داخل الإسكندرية، مقر إقامتي، بسبب التضييق الأمني الرهيب الذي عانيته لسنوات طويلة.
* يخشى البعض أن تتحولوا عن توجهكم الهادئ بعد تمكنكم من الحكم؟
ـ أؤكد أننا تنظيم سياسي لا يمارس العنف ولا ينتويه في المستقبل.
تمويل ذاتي
* ما ردكم على اتهام الحزب بالتعاون مع بعض أطراف خارجية تدعم الاتجاه السلفي في مصر؟
ـ أبداً، ليس لنا أية اتصالات أوعلاقات مع أي طرف خارجي، وإذا كانوا يقصدون تمويل حزب النور، فقد قلت مراراً إننا كحزب تمويلنا في منتهى الضعف ونحن ندفع الاشتراكات من أموالنا الخاصة وليس لنا أي تمويل خارجي، وأتحدى أن يستطيع أحد إثبات العكس، بل لدينا دليل ملموس على ما نقول وهو الدعاية البسيطة جداً في الانتخابات الأخيرة، مقارنة بدعاية أطراف أخرى منافسة تقدر بعشرات الآلاف.
* ربما لا يقصدون الدعم المادي فقط، بل والسياسي أيضاً؟
ـ هذا غير حقيقي، وحساباتنا معروفة ومكشوفة للجميع، ومن يحاول تشويهنا هم من خصومنا السياسيين، بل إن منهم من يتلقى دعماً سياسياً ومالياً من الخارج بينما يلقي التهمة إلينا، ومن لديه دليل على أي اتهام فليقدمه لجهات التحقيق ليحاسبونا ويحكامونا.
* هل يمكن أن نقترب أكثر من حزب النور ... ما هويته؟
ـ نحن حزب إسلامي نحاول أن نكون اسماً على مسمى، ولنا فكرنا الذي لا يمليه أحد علينا مهما كانت المغريات، وهناك أطراف ثرية أرادت الانضمام للحزب لكنني رفضتها رفضاً لسيطرة المال حتى تكون لدينا حرية القرار.
نظام برلماني
* لماذا ينادي حزبكم بنظام برلماني، وهل تعتقد أن نظاما كهذا يناسب الوضع المصري ؟
ـ هناك نماذج كثيرة ناجحة كالهند وتركيا.
* لكنك قلت إن لمصر خصوصيتها وأن مصر ليست تركيا؟
ـ نعم هذا صحيح، ولكن لا يجب أن ننظر إلى مصر على أنها أقل من غيرها، بل هي أفضل من كثيرين بخبراتها وقدراتها وإمكاناتها وثورتها العظيمة وشعبها الواعي.
أقباط مصر
* هل ترفضون النظام الرئاسي حتى ولو جاء الرئيس من حزبكم كالشيخ حازم أبو إسماعيل مثلاً؟
ـ بغض النظر عن الأشخاص، نحن كحزب نرى أن النظام الأفضل هو النظام البرلماني، بحيث تكون هناك سلطات موزعة وصلاحيات محددة ومسؤوليات معروفة.
* هل تقبل رئيساً قبطياً لمصر؟
ـ هذا سؤال من قبيل الأسئلة السياسية، ونحن نقول إن الدستور المصري يكفل للقبطي أن يرشح نفسه لرئاسة مصر، كما أن ذات الدستور يكفل لي كناخب أن أنتخبه أو لا أنتخبه، وبالتالي فالأمور واضحة ولا تحتاج لجدال.
* اليس من الوارد أن تغيروا ملامح الدستور فيما يتعلق بهذا الموضوع إذا ما سيطرتم على البرلمان في مصر؟
ـ ليس من مصلحتنا أن يتغير وضع الأقباط في مصر، ولا داعي أن نلعب في الأمور المستقرة حتى لا نوقظ الفتنة.
* لكن ترددت بعض تصريحات تنتمي إليكم تقرر أن من لا يعجبه مصر فليرحل عنها وطبعاً يقصدون الأقباط؟
ـ بالعكس ، نحن نريد أن يعود من بخارج مصر إلى داخلها ليبدأوا معنا ويكملوا معنا المسيرة حتى يطمئنوا أكثر، وليس في ديننا الإسلامي إلا السماحة وتحريم الاعتداء على حقوق الأقباط أو غيرهم.
* هل تعتقد أن الإخوان المسلمين كانوا أكثر كفاءة منكم في إبراز ملامح الاعتدال المطمئنة للناس ففضلهم الناس عليكم في صندوق الانتخابات؟
ـ (ضاحكاً): رغم ذلك إن شاء الله سنكون الأول.
* ولو تعادلتم مع الإخوان... هل تتحالفون معهم؟
ـ التعاون وارد مع كل التيارات كما أوضحت من قبل، ولكن بطبيعة الحال لو تحالفنا فسيكون التحالف مع الإخوان بحكم قربهم في توجههم السياسي من توجهاتنا.
حوار: صفاء عزب