[caption id="attachment_55229054" align="aligncenter" width="640" caption="نحن الشعب: الأميريكون يعلنون الثورة على وول ستريت "][/caption]
"حان وقت الغضب" هو الكتاب الذي ألّفه الفرنسي البالغ من العمر 94 عاما ستيفان هاسل، العام الماضي، والذي عبر المحيط الاطلسي ليحط برحاله، بنسخته الانجليزية، على شواطئ الولايات المتحدة، وليتحوّل الى واحد من اكثر الكتب مبيعا، ويصبح
مصدرا للوحي لناشطي حركة "احتلال وول ستريت"، الذين يقيمون اعتصامات في عدد من المدن الاميركية، منها نيويورك والعاصمة واشنطن.
صفحات الكتاب لا تتعدى الاربعين وغلافه أحمر. سنحت لنا الفرصة لقراءته في "خيمة المكتبة"، وهي احدى الخيم التي نصبها الناشطون الاميركيون في ساحة ماكفيرسون في واشنطن، الى جانب "الخيمة المطعم" ومواجهة لـ "خيمة الاسعافات الاولية".
قدم الكتاب لنا احد الناشطين الذي عرّف عن نفسه على انه "ستيفن تانتر"، وهو شاب في الخامسة والعشرين، من أم جذورها سورية وايرلندية وأب جذوره بولندية.
[caption id="attachment_55229055" align="alignleft" width="138" caption="حان وقت الغضب"][/caption]
يقول تانتر إن "حان وقت الغضب" تحوّل الى "دليل" و "مرجع فكري" للتظاهرات حول العالم، وإن التظاهرات الشبابية التي اندلعت في اسبانيا، في شهر ايار - مايو الماضي، حملت عنوان سخط، وهو عنوان الكتاب بنسخته الفرنسية الأصلية.
الكتاب يصب جام غضبه ضد "اللامبالاة" لدى المواطنين، ويقول إن اللامبالاة تقوّض الديموقراطية، التي لا تستوي من دون مشاركة الناخبين ومراقبتهم لأداء من ينتخوبنهم.
كذلك، يحرّض هسل ضد "رأسمالية القطاع المالي" و "جشع المصارف"، ويقول إنه يؤيد الرأسمالية، ولكنه يرفض ان تتحول الى واحدة مبنية على "خدع" و "عمولات" من دون انتاج.
هاسل من مواليد ألمانيا في العام 1917. فرّ مع عائلته الى فرنسا في العام 1924، ونشأ هناك. أثناء الحرب العالمية الثانية، انضم الى المقاومة الفرنسية ضد الاحتلال النازي، وفي ما بعد، شارك في كتابة نص "الاعلان العالمي لحقوق الانسان"
الصادر عن الامم المتحدة. هاسل كان تلميذا للفيلسوف الفرنسي المعروف جان بول سارتر.
[caption id="attachment_55229059" align="alignright" width="176" caption="ستيفان هاسل"][/caption]
يعتقد هاسل ان "الغضب" هو سبب اندلاع مقاومة فرنسية ضد النازيين، وان الغضب مطلوب لاصلاح الرأسمالية، ولكنه يشدد على الطابع السلمي للتحركات المناهضة للحكومات.
وسبق لهاسل ان قال في مقابلة مع احدى وسائل الاعلام الفرنسية إنه لم يكن يتصور ان كتابه سيتحول الى دليل المتظاهرين، بل هو وضعه ليتشارك في افكاره مع أبناء جيله ممن قاتلوا في الحرب الكونية الثانية.
يقرأ لنا تانتر من كتاب هسل: "دعونا لا ننهزم امام طغيان اسواق المال العالمية التي تهدد السلام والديموقراطية في كل مكان". ويختم قراءته: "يجب علينا التحلي بالأمل والتمسك باللاعنف بدلا من الخيارات العنفية".
يقول تانتر: "لا عنف، مواجهة المصارف الكبرى التي حوّلت الاقتصاد العالمي الى لعبة قمار بمضارباتها، والمطالبة بالمساواة الاقتصادية الى جانب المساواة في الحريات وحقوق الانسان هي مطالبنا، وهو ما يتحدث عنه هاسل".
هكذا، اصبح الفرنسي المتقاعد هاسل، ابن الاربعة وتسعين عاما، فيلسوفا بالصدفة وملهما لأكبر التحركات الشبابية الشعبية التي تنذر بتحولات كبرى في سياسات الحكومات حول العالم.
للتسجيل في النشرة البريدية الاسبوعية
احصل على أفضل ما تقدمه "المجلة" مباشرة الى بريدك.