الهوني: الإسلاميون يسعون للسيطرة على ليبيا

الهوني: الإسلاميون يسعون للسيطرة على ليبيا

[caption id="attachment_55227488" align="aligncenter" width="620" caption="محمد عبدالمطلب الهوني"]محمد عبدالمطلب الهوني[/caption]
"المجلة" استطلعت رأي الهوني حول ما تشهده ليبيا حاليا بعد سقوط نظام العقيد القذافي فكان هذا الحوار:

* قبل أن نتكلم عن الحكومة الجديدة المؤقتة، وأعتقد أن هذا مهم جدا، هناك من يقول إن الإسلاميين يسيطرون سيطرة كاملة على طرابلس، ومعنى هذا أنهم يسيطرون على المجلس الانتقالي؟
- هذا كلام غير صحيح. وإنما هناك سيطرة جزئية ربما. بمعنى أن الشيخ مصطفى عبدالجليل، ومن أحد أخطائه الكبرى، أنه عيّن عبدالحكيم بالحاج قائدا لقوات تحرير طرابلس. وظن أنه محرر طرابلس. ولكن تحرير طرابلس تم من قبل أحياء طرابلس نفسها وثوارها، ولولا ذلك ما كانت لتتحرر بهذه السهولة. الأمر الآخر أن دولة عربية تدعم الإسلاميين المتطرفين بالأسلحة والأموال والإعلام، فأصبح صوتهم فوق الجميع، على الرغم من أنهم لا يمثلون إلا شيئا يسيرا على أرض الواقع. هذا ما حصل في الواقع.
* في هذا السياق هل ترى في المقابل، أن لدى التيارات الأخرى مثل الليبراليين أو العلمانيين ضوءا أخضر من الدول الكبرى؟
- أبدا. ليس هنالك ضوء أخضر ولا أحمر. أولا العلمانيون وغيرهم هم أقلية، مثلما الإسلاميون أقلية. ولكن ليكن واضحا أن غالبية الشعب الليبي ليست علمانية أو إسلاموية. وأغلب الناس لا يريدون أن يوصفوا بأي وصف أيديولوجي، وهم يريدون دولة مدنية ديمقراطية مزدهرة، وتنمية مستدامة، تديرها حكومة معتدلة. هذه هي مطالب الليبيين.

[caption id="attachment_55227166" align="alignleft" width="300" caption="الصلابي"]الصلابي[/caption]

آراء الناس


* حكومة على غرار حكومات العهد السنوسي السابق مثلا، فقد كانت حكومات معتدلة؟
- تقريبا... مع الفارق وهو أن هذه الحكومة القادمة لا تمثل آراء الناس أو كل الناس. فهي حكومة مؤقتة وانتقالية، وليست منتخبة. ولكن عندما تأتي.. لو أتت.. الفترة الدائمة يعني فترة الاستقرار وما يواكبها من تشكيل الأحزاب وازدهار المجتمع المدني وهيئاته ومؤسساته، ووضع الدستور، فستكون عندئذ كل حكومة معبرة عن الشارع السياسي. أما هذه الحكومة الانتقالية فستعنى بالمشاكل العويصة التي ستعترضها. إن استطاعت أن تفعل شيئا.
* ولكن السؤال المطروح هو: إذا كان الجميع يعلم أنها حكومة انتقالية وأن مصيرها الزوال سريعا، فلماذا لعلعت ألسنة كثيرة ضدها، بل وصفت بأنها حكومة يهيمن عليها علمانيون، ولماذا لم تتشكل سريعا لأن البلد في حاجة إلى حكومة حتى وإن كانت رمزية؟
ـ هؤلاء لديهم هاجس هو في الواقع غير موجود يسمونه العلمانيين. بمعنى أن الشعب الليبي في أغلبيته الكبرى لا يصنف نفسه على أية أيديولوجية أو أي موقف سياسي، أو أي منهج معين. وإنما يريد الاستقرار والديمقراطية والحرية.. ولا أريد هنا أن أقصي كل الاسلاميين، وإنما أتحدث عن المتطرفين الذين هم الآن يلبسون عباءة أخرى يسمونها عباءة الاعتدال وسينزعونها بعد حين عندما يتمكنون من ذلك، وهذا سيجرنا إلى مشكلة كبيرة في بلد لم يألف على مدى تاريخه مثل هؤلاء. ولكن هناك حزب الإخوان المسلمين، وهو حزب معتدل وسيكون شريكا كاملا في العملية السياسية. وهو حزب يقول إن علي الصلابي لا يمثله وليس معنيا بتصريحاته. فعلي الصلابي وآخرون هم من قالوا إن هناك فكرا ليبراليا. وهي في الواقع مصطلحات غريبة.. الإشكالية الحقيقية أن السيد علي الصلابي ومن يمثلهم هم ضد الأغلبية الليبية، التي تريد أشياء بسيطة لا تعقيد فيها، وهو يتمثل في ما قلته آنفا وهو قيام الدولة المدنية الديمقراطية.
* لكن ذلك يحتاج إلى سنين؟
ـ لا نريد الأمور أن تخرج على نطاق السيطرة. أنا أقول إن هناك دولا عربية ساعدتنا. ولكن لا نريد لهذه المساعدة أن تخرج أو تنحرف عن مسارها. فهناك دولة بعينها مدت لنا يد المساعدة لا نريد أن نكافئها بأن يغضب عليها الشعب الليبي ويخرج في مظاهرات ضدها. والشعب الليبي ليس ناكرا للجميل، ولكن الأمر خطير، لأنها إن لم تكف عما تحاول الآن أن تفعله، فسيفعل الشعب الليبي ذلك. ولمن لا يعرف الشعب الليبي أقول إن هذا الشعب يرفض التدخل الأميركي مثلما يرفض تدخل الأشقاء العرب مهما كان دورهم في الثورة.
* ولكن ماذا عن المجلس الانتقالي نفسه، فهو محرج ولا يستطيع في الوقت الحالي أن يفعل شيئا.. فكيف يستطيع التملص؟
ـ الشيخ مصطفى عبدالجليل رجل طيب، ولكن ربما تنقصه الخبرة والحنكة. وهو رجل متصوف يعتقد في كل ما يقال له. ولهذا قد تستعمله دولة ما من دون إرادة منه. ولكنه عندما يعرف المبعث قد يرفض أي شيء.
الشيخ عبدالجليل مثله مثل الشعب الليبي البسيط، وهو يرفض أن يكون أداة لأي دولة، سواء أكانت أميركا العظمى، أم قطر الصديقة التي نتمنى لها كل خير. ولكن لا أحد يتدخل في شؤوننا. الإمارات لم تتدخل في شؤوننا، ولكنها أعانتنا، ولم يكن لها أجندة معينة، لكن للأسف توجد أجندة لآخرين فهناك من يدفع الأموال والسلاح لهؤلاء المتطرفين في ليبيا. لا أعرف في الواقع ماذا يراد بنا.

[caption id="attachment_55227171" align="alignleft" width="300" caption="جبريل"]جبريل[/caption]

التمثيل المناطقي


* هل يمكن أن يقود هذا إلى حرب كارثية في ليبيا؟
ـ الحقيقة أن كل الاحتمالات واردة. ليبيا الآن إن لم تسارع في إنشاء الجيش الوطني، والأمن الوطني، ونزع السلاح، فهي مفتوحة على كل الاحتمالات.
* دعنا الآن نعد للحكومة. في التشكيلة السابقة قيل إن هناك مشكلة في وزارة الخارجية. بعض الناس يودون أن يتولاها السويحلي بدل جبريل؟
ـ لا. كانوا يقولون إن عبدالرحمن السويحلي ينبغي أن يتولى رئاسة مجلس الوزراء. وجبريل للخارجية. وأنا تربطني صداقة بالاثنين، وهما شخصان وطنيان. الدكتور السويحلي رجل وطني ذاق الأمرين. والدكتور جبريل رجل وطني وشفاف. أنا آسف أن يحصل خصام لا معنى له.
* ولكن لماذا أثير اسم الدكتور السويحلي، هل لأنه قريب من الإسلاميين؟
ـ هو لم يكن في يوم ما قريبا منهم. ولكن الإسلاميين استعملوا اسم السويحلي لخلق البلبلة، ذلك لأنه رجل مناضل، وينتمي إلى أسرة مجاهدة.
* لكن لماذا هذا العدد الضخم في عدد الوزارات؟
ـ التشكيلة لم تكن تشكيلة قابلة للتشكل، ولكن عرضت على المجلس فسربت. والواقع أن الحكومة لن تكون أكثر من 22 عضوا. وكان التوجه في الأساس مبنيا على التمثيل المناطقي. لكن في الواقع حسم الأمر السيد مصطفى عبدالجليل، وخيرا فعل. وأعلن أنه لا يوجد تمثيل مناطقي ولا جهوي في الحكومة الانتقالية، وإنما هي حكومة كفاءات، من أجل أن تقدم شيئا للشعب الليبي.
* هل تتوقع أن تتشكل الحكومة سريعا.
- اعتقد ذلك. ولكن فليحمنا الله مما يحدث في بني وليد، وأن تنتهي المشاكل.
* ومن رئيسها؟
ـ الدكتور أحمد جبريل.

حوار: عبد الجليل الساعدي
font change