والد مجدي حسين، مرشح الرئاسة في مصر، هو الزعيم الراحل أحمد حسين المفكر الإسلامي ومؤسس حزب مصر الفتاة وعمه عادل حسين رئيس التحرير السايق لصحيفة الشعب والأمين العام السابق لحزب العمل وبالتالي لم يكن غريبا ان يحذو حذوهما في النضال الفكرى والعملي.
كانت أولى معاركه على خط النار في ميدان القتال في حرب أكتوبر 1973 التي شارك فيها كجندي مجند بعد تخرجه في كلية الإقتصاد والعلوم السياسية ثم بدأ حياته العملية محاربا بسلاح الكلمة فعمل في الجريدة الناطقة باسم حزب العمل "الشعب" كصحافي مشاغب وهو ما أدخله معارك صعبة في مواجهة مسؤولين كبار مثل إبراهيم نافع نقيب الصحفيين المصريين الأسبق ووزير الداخلية المصري السابق حبيب العادلي ويوسف والي وزير الزراعة المصري الاسبق.
وقد دفع مجدي حسين الثمن غاليا بتعرضه للسجن والاعتقال مرات عدة كان آخرها سجنه عامين وتغريمه خمسة آلاف جنيه قبيل تنحي حسني مبارك بأيام قلائل بتهمة تسلله إلى غزة وكسره للحصار من دون أن يحميه انتماؤه لنقابة الصحفيين ومنصبه كرئيس تحرير للجريدة.
كما عانى مجدي حسين من التضييق الأمني عليه والتزوير ضده في انتخابات مجلس الشعب التي خاضها 3 مرات ولم ينجح إلا في أول مرة في نهاية الثمانينات ذلك لأنه لم يكف عن فضح ممارسات نظام مبارك وهو في أوج قوته ويكشف الفساد الكامن داخله لدرجة أنه تنبأ بالثورة قبل قيامها بعامين حينما صرح بأن مبارك لن يغادر كرسى الحكم إلا بثورة!
[caption id="attachment_55226863" align="alignleft" width="216" caption="من حملة مجدي حسين على الفيس بوك"][/caption]
وبعد قيام ثورة يناير والإفراج عن مجدي حسين رشحه حزب العمل لخوض الإنتخابات الرئاسية في مصر ليكون أحد الأقطاب الثلاثة ذات المرجعية الدينية المرشحة في هذه الإنتخابات وهم دكتور عبد المنعم أبو الفتوح والدكتور سليم العوا بالإضافة إلى مجدي حسين وهو ما يضع علامة استفهام حول تأثير ذلك على تفتيت الأصوات المؤيدة للتوجهات الدينية بشكل عام واحتمالات انسحاب أي من المرشحين الثلاثة لصالح أحدهم وربما هذا ما ستسفر عنه الأيام القادمة.
مصر لا تحتاج لرؤساء جمهورية!
مجدي حسين من أكثر الصحفيين المصريين تعرضا للسجن في عهد مبارك بسبب مواقفه المعارضة للنظام والتي أصر عليها إنطلاقا من إنتمائه لأفكار حزب العمل الإسلامي وهو من أوائل الذين أعلنوا ترشيح أنفسهم لانتخابات الرئاسة الأمر الذي يثير تساؤلات حول مدى قناعته بجدوى هذا الترشح وسط كل هذا الزخم الكبير من المرشحين المتنافسين على مقعد الرئيس وهو ما أجاب عنه في حوارنا السريع معه قائلا:
* أنا أول من رشح نفسه لانتخابات الرئاسة بناء على ترشيح حزبي لي وبالتالي فأنا الذي فتحت الباب لكل هذا الزخم.
المجلة: لماذا ترشحت في انتخابات الرئاسة؟
* لأن الثورة لم تنته بعد من تحقيق كل أهدافها وتحتاج لمن يقود مصر حتى تكتمل هذه الأهداف.
المجلة: ما أهم نقاط برنامجك الإنتخابى ؟
* قضية الاستقلال الوطني لأن الثورة قامت ضد التبعية لأمريكا وإسرائيل والاستقلال ليس مجرد نشيد وعلم وإنما استقلال في الإرادة وهي القضية التي لم يهتم بها الآخرون.
المجلة: تشعرأمريكا والغرب بالقلق من إنعكاس توجهاتكم الدينية على السياسة الخارجية، فكيف تطمئنهم؟
* ليس من مهمتنا أن نعيش لنطمئن أمريكا. بل يجب أن تتعود أمريكا على التعامل معنا بندية مثلما أضطرت للتعامل مع الصين والهند ودول أمريكا اللاتينية.
المجلة: إذن ما ملامح سياستك الخارجية؟
* مهمتنا ألا نعادي أحدا ولكن بشرط عدم التدخل في عملية بناء وطننا كما نريد وفق نمط حضاري عربي إسلامي.
المجلة: وكيف تنظر لعلاقات مصر الإقليمية؟
* بالطبع لابد من توثيق العلاقات العربية فالعروبة هي الحلقة الأولى في تلك العلاقات تليها الحلقة الإسلامية.
المجلة: وماذا في ما يتعلق بعلاقة مصر مع إيران؟
* للأسف لعبت أمريكا دورا في منع مصر من عودة العلاقات مع إيران ولابد أن ننهي هذه القطيعة لأنها تضر بمصلحة مصر حتى تعود العلاقة طبيعية.
المجلة: هناك من يحذرمن أن إيران لها أجندة فارسية في المنطقة؟
* نحن أكبر من أن نخشى طموحات دولة مجاورة طالما أن الندية في المعاملة هي الأساس ومن حق كل دولة أن تكون لها طموحاتها وليكن لإيران طموحاتها.
المجلة: ألا يقلقك تعدد المرشحين ذوي المرجعية الدينية وتأثيره على تفتيت الأصوات؟
* لازال الوقت مبكرا والمسألة مجرد ترشيحات غيررسمية. وعندما يقترب موعد الانتخابات ستنكمش أعداد المرشحين. والتعدد يعني أن التيار الإسلامي لايفكر كله بطريقة واحدة.
المجلة: هل يمكن أن تتحالف قوى الإسلاميين لصالح مرشح واحد؟
* ممكن وكل شيء وارد كما أن معركة مجلس الشعب سيكون لها تأثير كبير على تشكيل الخريطة السياسية في مصر.
المجلة: هل يعنى ذلك إمكانية انسحابك من الانتخابات مستقبلا؟
* انسحابي وارد إذا اقتنعت أنا وحزب العمل أن هناك مرشحا آخر يمثل الحد الأدنى لما نسعى لتحقيقه في مصر.
المجلة: ما أهم مواصفات رئيس مصر
* مصر تحتاج إلى قيادات على قدر من الصلابة في المواقف الفكرية وليس رؤساء جمهورية طامعين في المنصب.
المجلة: كيف تنظر لمحاكمة مبارك وأعوانه؟
* للأسف الموضوع تحول إلى وسيلة للتسلية والخداع وأرى أن الأهم من محاكمة مبارك الآن هو القضاء على سياساته حتى تحقق الثورة أهدافها أما الباقي فيمكن تعويضه.
المجلة: هل يعني ذلك إمكانية قبولك العفو عن مبارك؟
* تأجيل أولوية محاكمته لا يعني العفو عنه فالقصاص مطلوب حتى يحترم الحكام القادمون أنفسهم.
المجلة: هل أنت متفائل بقدرة مصرعلى تحقيق أهداف ثورتها؟
* لست فقط متفائلا بل متأكدا من نجاح ثورة مصر وتحقيق أهدافها لأن المسألة تخضع لضرورة تاريخية.
حوار: صفاء عزب