حمدين صباحي: لا خوف من الإخوان والكلمة لصناديق الانتخابات

حمدين صباحي: لا خوف من الإخوان والكلمة لصناديق الانتخابات

[caption id="attachment_3742" align="aligncenter" width="620" caption="حمدين صباحي"]حمدين صباحي[/caption]

من هذا المنطلق يحظى صباحي مرشح الرئاسة الناصري في مصر بشعبية كبيرة، بخاصة في القرى والأقاليم الريفية، حيث ينظر إليه على أنه "واحد منهم"، الشعب، وهو الشعار نفسه "واحد منّنا" الذي يرفعه حمدين في حملته، مستندا إلى آرائه الثورية وتاريخه النضالي في مواجهة نظامي السادات ومبارك، ومعاركه الطاحنة معهما والتي كثيرا ما انتهت بسجنه أو اعتقاله.
بدأ حمدين صباحي مشوار السياسة مشاغبا منذ وقت مبكر، وكان أصغر معتقل في اعتقالات سبتمبر الشهيرة التي سبقت اغتيال السادات وكانت البداية عندما دخل في نقاش حاد مع الرئيس الراحل أنور السادات خلال أحد اللقاءات الجامعية في السبعينات من القرن الماضي، وانتهى الأمر بغضب السادات وهو ما أدى إلى إبعاد حمدين صباحي من المواقع الحكومية كافة، بعد تخرجه في كلية الإعلام حتى عرف طريقه إلى العمل الصحافي، وأصبح أحد أشهر الكتاب المشاغبين بسبب إصراره على مناهضة سياسات النظام، بخاصة في القضايا ذات البعد القومي.
خاض صباحي معارك عديدة ضد الحرب على العراق ولدعم القضية الفلسطينة، وخرج في المظاهرات الساخطة على نظام مبارك مما عرضه للاعتقال أكثر من مرة، على الرغم من حصانته البرلمانية عندما كان نائبا في مجلس الشعب حتى عام 2010.
وقد طرح اسم حمدين كمرشح للرئاسة أكثر من مرة في فترات سابقة، بعد خروجه من الحزب العربي الناصري، وتأسيسه لحزب الكرامة الناصري أيضا، وهو الحزب الذي رشحه من قبل للرئاسة، لكن وجود جمال مبارك في الصورة في ظل المادة 76 الخاصة بشروط انتخاب الرئيس عطل الأمر، ولكنه عاد ليطرح بقوة بعد تزايد حدة الغضب الشعبي ضد النظام، ثم قيام ثورة 25 يناير التي شارك فيها من البداية ليعلن صباحي ترشيح نفسه لرئاسة مصر، بعد سقوط النظام بخطى الواثق الذي يرى أنه أفضل المرشحين على الساحة، وأن برنامجه ذا الصبغة الناصرية في الفكر والمنهج، سيؤتي ثماره في اجتذاب الناخبين على الرغم من شراسة المنافسة بينه وبين بعض المرشحين الآخرين، وهو الأمر الذي يجعل التنبؤ بالنتيجة أمرا صعبا.


[caption id="attachment_3746" align="alignleft" width="144" caption="من حملة صباحي على الفيس بوك"]من حملة صباحي على الفيس بوك[/caption]

شعب مصر يستحق الأفضل



هو من أصغر المرشحين في السباق الرئاسي حيث تتجاوز أعمار معظم المرشحين السبعين عاما، ويرى كثير من المصريين فيه الأمل في غد أفضل، كما يتمتع بجماهيرية كبيرة بين شباب الثورة، الذين شاركهم ثورتهم. يحمل حمدين صباحي في جعبته الكثير من الوعود والأحلام، فهل ينجح في تحقيقها؟ سؤال كان هذا الأول الذي وجهته له "المجلة" في هذا اللقاء السريع:
ـ لدي إيمان جارف بأن شعب مصر يستحق أفضل مما هو فيه، ولدي طموحات كثيرة بدأت كأحلام، ولكننا قادرون على تحقيقها. ولقد رسمت استراتيجية لمصر للثماني سنوات المقبلة.
* ما أهم هذه الطموحات التي يعول عليك الناس في تحقيقها؟
ـ رفع مستوى معيشة الكادحين، والقضاء على الفقر والبطالة، وإنتاج قوتنا بأيدينا وهذا ليس مستحيلا وحله في الاستثمارات الوطنية والعربية على أرض مصر، والتعاون الاقتصادي مع أفريقيا.
* كيف يخطط حمدين صباحي للفوز بمنصب الرئيس؟
ـ بالتواصل مع كل فئات الشعب داخل وخارج مصر، ومناقشتها في كل القضايا التي تهمها وتعريفها ببرنامجي الانتخابي وكيفية تحقيقه.
* ما أهم محاور برنامجك التي تعول عليها كثيرا في اجتذاب الجماهير؟
ـ محاربة المفسدين والاهتمام بالطبقات المهمشة وحقوقهم الضائعة، بخاصة الفلاحين والعمال الذين عانوا كثيرا، بالإضافة إلى الاستفادة من الخبرات المصرية في الخارج واستعادة الأموال المنهوبة.
* مع دخول السباق الرئاسي إلى مرحلة ساخنة، كيف ترى فرصتك في الفوز؟
ـ الشعب المصري ذكي جدا، ويميزالمرشح الصادق الذي لا يعتمد على مجرد وعود انتخابية، والحمد لله ألمس مردودا طيبا في جولاتي الانتخابية.
* من أكثر المرشحين المنافسين الذين تخشى جماهيريتهم؟
ـ أحترم كل المنافسين، ولندع المصريين يقولون كلمتهم في صندوق الانتخابات.
* ما الذي يميزك عن المرشحين الآخرين بخلاف برنامجك الانتخابي؟
ـ أعتقد أنه فارق السن، فأنا الأصغر سنا إلى جانب ما أحمله من أفكار.
* ينتقد البعض توجهاتك الناصرية، بحجة أنها أثبتت فشلها فى الماضي؟
ـ الناصرية كأي نظام لها سلبيات وإيجابيات، ولكن لا أحد ينكر إنجازاتها.
* ماذا تقول لمن يرى أن خبراتك السياسية محدودة، بالمقارنة ببعض منافسيك؟
ـ بالعكس، فخبراتي كبيرة، وأنا أمارس السياسة منذ سنوات طويلة، وكنت أصغر معتقل سياسي، كما كنت عضوا في مجلس الشعب لفترتين، ولي كثير من المواقف الحاسمة في البرلمان.
* ما رأيك في نشاط الإخوان وصعود نجمهم وإعلان حزبهم الجديد؟
ـ لا خوف من الإخوان، طالما أنهم يمارسون حقهم السياسي في إطار قواعد اللعبة السياسية، وإعلانهم تأييد الدولة المدنية.
* ما رأيك في إشكالية الدستور والانتخابات البرلمانية والرئاسية؟
ـ نحن في حاجة إلى دستور جديد كامل، ثم إجراء الانتخابات البرلمانية فالرئاسية.
* هل يمكن أن تحمل الفترة المقبلة مفاجآت في سباق الرئاسة؟
ـ أعتقد ذلك.
* ما طبيعة تلك المفاجآت؟
ـ لن تظهر المعالم إلا عند اقتراب السباق من نهايته.

حوار: صفاء عزب
font change