شهرة موسى التي تغنى بها الفنان الشعبي المصري شعبان عبدالرحيم ومعه الشارع المصري والعربي تضعه على رأس المرشحين للحكم.
ففي عالم الدبلوماسية وأروقتها المخملية المنعزلة عن عامة الشعب وأحداثها، التي تدور في الغرف المغلقة بين الصفوة بعيدا عن الجماهير، يكون من الصعب أن تلتف هذه الجماهير حول شخصية دبلوماسية رفيعة المستوى، إلا في حالات استثنائية عندما تكون لتلك الشخصية كاريزما قوية وصفات استثنائية تكسر بها الحاجزالنفسي ما بين العامة والصفوة، وهو ما يتمتع به عمرو موسى، الذي يحظى بجماهيرية كبيرة بين معظم المصريين من الطوائف والأعمار والمستويات التعليمية كافة أتاحت له سهولة الحصول على تأييدهم لترشحه رئيسا لمصر، والمثير في الأمر أن هذا التأييد ليس وليد اللحظة أو مرتبطا بإعلانه الترشح في الانتخابات الرئاسية، بل هو تأييد ترجع جذوره لسنوات بعيدة منذ كان مندوبا لمصر في الأمم المتحدة، ثم بعد توليه وزارة الخارجية ليكون من أكثر وزراء الخارجية المصريين شعبية، عبرتاريخ الدبلوماسية المصرية بل والعربية، ذلك لمواقفه الحاسمة ووقفاته الصارمة تجاه القضايا العربية الملحة، والتي أسر بها الشارع المصري، وجعلت من اسمه في فترة من الفترات رمزا للبطولة والفروسية في عصر غابت فيه تلك القيم وارتفعت أسهمه وتجاوزت الآفاق، حتى رأت فيه الجماهير مواصفات القائد والرئيس المناسب لهذا العصر، فطالبته بترشيح نفسه، لكنه لم يعلن عن موقفه وقتها، خاصة بعد أن فوجئ المصريون بخروجه من وزارة الخارجية في ظروف غامضة، كما لو كان النظام أراد أن يعاقبه على محبة المصريين له، ليتولى بعد ذلك منصب الأمين العام لجامعة الدول العربية في ظروف عربية بالغة الصعوبة والتعقيد، واجه خلالها انتقادات كثيرة بسبب ضعف أداء الجامعة، لكنه ظل صامدا حتى يصل بالجامعة العربية إلى بر الأمان، ويسلم الأمانة في موعدها إلى الأمين الجديد.
[caption id="attachment_3550" align="alignleft" width="300" caption="حملة موسى على الفيس بوك"][/caption]
وعندما وقعت أحداث الثورة المصرية في تلك الأثناء اتخذ عمرو موسى موقفا واضحا، بتأييده لشباب ثورة يناير ووقوفه إلى جانبهم في ميدان التحرير، مطالبا الرئيس السابق مبارك بالتنحى.
بعد نجاح الثورة عاد اسم عمرو موسى يطرح بقوة على الساحة السياسية كرئيس لمصر. وعلى الرغم من بعض الانتقادات التي يوجهها المنافسون لعمرو موسى سواء فيما يتعلق بسنه او اتهامه بالبعد عن الفئات الشعبية، أو اعتباره محسوبا على نظام مبارك، إلا أنه يحظى بثقة كبيرة في خبراته السياسية وعلاقاته الدولية ومواقفه الوطنية والقومية.
ومع استمرار الحملات الانتخابية يظل عمرو موسى متربعا على قمة المرشحين في سباق الرئاسة، ومصدر القلق الأكبر لمنافسيه، ويبقى هو المرشح الوحيد الذي غنى له الشعب المصري "بحب عمرو موسى" قبل سنوات من ترشحه للرئاسة.
الاقتصاد الحر و العدالة الاجتماعية!
قبل أيام من مغادرته مقر جامعة الدول العربية حظيت "المجلة" بهذا الحوار السريع معه حول مشروعاته المستقبلية في حال فوزه برئاسة مصر.. وسألناه:
*لماذا رشحت نفسك لرئاسة مصر؟
- لأنه واجب ومسؤولية وتلبية لمطالب عدد كبير من الشباب وفئات المجتمع المختلفة.
*ما أهم بنود برنامجك الإنتخابي؟
- لا يمكن تلخيص الإجابة عن هذا السؤال لأن البرنامج يتركز على محاور عدة منها إرساء الديمقراطية و حرية الرأي والاقتصاد الحر مقترن بالعدالة الاجتماعية وإعطاء الأهمية المتوازية للزراعة و الصناعة و السياحة والاهتمام بالمهمشين من الناس و تطوير التعليم للحصول على الكفاءة العلمية في المجالات كافة و حرية إنشاء أحزاب جديدة وتنفيذ احكام القضاء والعمل على وجود هيئات ضامنة لتنفيذ الاحكام وإعادة النظر في القوانين التي بها العديد من الثغرات التي تؤدي الى الالتفاف على القانون والقضاء على الفساد الموجود في المحليات والقرى لإعادة البناء الهيكلي للدولة وتعديل دور مصر الاقليمي و الدولي.
*ماذا عن السياسة الخارجية المصرية؟
- لا بد من علاقة خارجية إيجابية متوازنة مع كل الدول إلا تلك التي تبدي العداء لمصر أو للعرب بما يمكنها من إستعادة دورها القيادي في المنطقة مع التأكيد على أن مصر ملتزمة عربيا و أفريقيا، و أن سياستها الجديدة لا تعني القيام بأي أعمال يمكن أن تهز ثقة المجتمع الدولي في مصر.
*ما رأيك فى حالة الزخم السياسي في مصر؟
- ظاهرة طيبة و من حق جميع المصريين أن يمارسوا حقوقهم السياسية.
*ما موقفك من الإخوان المسلمين والجماعات الدينية بشكل عام؟
- طالما الجميع يحمل الجنسية المصرية فمن حقهم ممارسة العمل السياسي وإنشاء الأحزاب. ولا يمكن إقصاء أي فصيل مصري عن التمتع بهذا الحق.
*ألا تخشى على مصر من نشاطهم السياسي بعد أن كونوا حزبا سياسيا؟
- لا.. لأن صندوق الانتخاب هو الفيصل في كل الأحوال، وعلى الناس أن تختار ممثليها بكل حرية وديمقراطية، وأعتقد أن اختيارهم سوف يكون متوازنا.
*ما النظام السياسي الذى تراه مناسبا لمصر؟
- النظام البرلماني الرئاسي المحكوم بدستور قوي يحدد سلطات الرئيس و يعرفها بدقة مع فصل السلطات و استقلال القضاء هو الأنسب في الفترة الحالية.
*كيف نفض الإشتباك بين أولوية الدستور والانتخابات الرئاسية والبرلمانية؟
- أرى البدء أولا بالانتخابات الرئاسية ليدير الرئيس عملية وضع الدستور بتشكيل جمعية تأسيسية منتخبة تضع الدستور ثم يدعو بعدها لإنتخابات برلمانية، و لكنني أيضا أؤيد الرأي المتصاعد بأن يأتي الدستور أولا، إلا إنني أرى أن اعتماد الدستور يجب أن يتم بواسطة هيئة منتخبة من الشعب إنتخابا مباشرا و ذلك قبل عرض الدستور على الاستفتاء.
*لماذا أعلنت أنك لو فزت فلن تحكم مصر إلا مدة واحدة فقط، وهل هي كافية؟
- لأنني أعتقد أن فترة واحدة كافية سواء كانت مدتها 4 أو 5 سنوات بحيث تكون مهمة الرئيس فيها قيادة عملية الإصلاح والتعديل ووضع مصرعلى الطريق الصحيح، هذا بالإضافة إلى ظروف السن.
*ما ردك على من يطالبون برئيس شاب أو صغير في السن؟
- مع احترامي لكل الآراء فإن كثيرا من شباب الثورة وشباب مصر هم الذين طالبوني بترشيح نفسي كما أن الفترة المقبلة تتطلب شخصا ذا خبرة وعلاقات يمكن أن يدير مصر من خلالها لأن مصر بلد كبير وقيادته مسؤولية كبيرة، كما أن هذا لا يستبعد الشباب بل أنني أرى أن يكون الشباب من الآن داخل دوائر وضع القرار لصقل تجاربه و إعداده للقيادة ذاتها.
حوار: صفاء عزب