عدنان سلمان يتهم إيران أحمدي نجاد بـ"تفريس" عرب الأهواز

عدنان سلمان يتهم إيران أحمدي نجاد بـ"تفريس" عرب الأهواز

[caption id="attachment_892" align="aligncenter" width="620" caption="عدنان سلمان "]عدنان سلمان  [/caption]




وفي ما يلي نص الحوار:

"المجلة": لنبدأ من الحدث الاخير، صدرت دعوة عن بعض الجهات الاهوازية للتظاهر ضد النظام الايراني والمطالبة باستقلال الاقليم عن الدولة الايرانية تحت اسم " يوم الغضب ". ما هو موقفكم من هذه الدعوة ؟

- يشهد اقليم الاهواز كل سنة تظاهرات لاحياء ذكرى انتفاضة الخامس عشر من أبريل (نيسان) عام 2005. و لكن احياء الذكرى لهذا العام تزامنت مع ما تشهده البلدان العربية من ثورات مما اثر على رؤية بعض التنظيمات الاهوازية ودفعها ان توجه نداءات عبر المحطات الفضائية العربية الى الشعب العربي الاهوازي ان يحذو حذو الشعوب العربية باقامة تظاهرات تحت عنوان يوم الغضب الاهوازي مطلقة بعض الشعارات كشعار الخلاص من الاحتلال الفارسى لاقليم الاهواز واقامة دولة عربية مستقلة. لكننا نحن في حزب التضامن الدمقراطي الاهوازي نرى انه لا يمكن تطبيق ما جرى ويجري في البلدان العربية في اقليمنا حيث هناك فرق شاسع بين الشعوب العربية والشعب العربي الاهوازي الذي يعيش ظروف خاصة بسبب هيمنة النظام الايراني على مقدراته. لذا نحن على الرغم من تأييدنا للمظاهرات السلمية لكننا لانوافق على اطلاق مثل هذه الشعارات التي لا تتناسب مع الظروف الموضوعية والذاتية التي يعيشها شعبنا ونعتبرها حرقا للمراحل ولايمكن تحقيقها على الاقل في هذه المرحلة. وبهذا الخصوص اصدرنا بيانا اوضحنا فيه رؤيتنا تجاه هذه الدعوة.

"المجلة": هل تعتقد ان المطالبة بانفصال الاهواز عن ايران في المرحلة الحالية وبالنظر للظروف التي تمر بها المنطقة العربية والاقليمية امر ممكن الحدوث؟

- ان المطالبة بالانفصال في هذه المرحلة لا يمكن ان تتحقق بسبب الظروف المحلية والاقليمية والعالمية المعاكسة لقضيتنا من جهة والحالة التي يعيشها الشعب العربي الاهوازي اذ لا تمكنه من تحقيق ذلك اسباب عدة ومن اهمها :

1. قوة النظام الايراني الحالي العسكرية و السياسية مما سيعرض شعبنا في حال المطالبة بالانفصال للإبادة الجماعية.

2. عدم وجود دعم او حتى تأييد من العالم العربي والدولي.

3. لا يوجد اعتراف رسمي باحتلال اقليمنا من قبل المنظمات العالمية و اهمها الامم المتحدة.

4. عدم وجود اي مؤشر من قبل دول صاحبة القرار بتغيير الخارطة السياسية لايران.

لهذا فإن المطالبة بالاستقلال من قبل البعض ضرب من الخيال ولا يمكن حدوثه في هذه المرحلة.

"المجلة": ما هو الاخطر على النظام الايراني، الدعوة الى الفدرالية والنضال السلمي او الحكم الذاتي ام الدعوة الى الانفصال والاستقلال؟

-ان الاخطر على النظام الايراني تلك المطالب القابلة للتحقيق والتي تؤيدها المؤسسات المعنية بحقوق الانسان كافة وتحضى بقبول المجتمع الدولي الذي يدعم الديمقراطيات والحريات الفردية والجماعية ويؤكد على احترام سيادة الدول وعدم المساس بوحدة ترابها الوطني . ان المطالبة باقامة نظام فيدرالي لامركزي لحل المشكلة القومية في اطار ايران من خلال النضال السلمي لا تتنافى مع التوجهات العالمية واعتقد أنها ستلاقي تأييدا ودعما عالميا وهنا تكمن خطورتها على النظام الايراني.

أما بخصوص التنظيمات الأهوازية التي تدعو الى الانفصال والاستقلال في الخارج فإنها ظلت أسيرة للنظريات التقليدية والشعارات المثالية التي لا تنسجم مع الاوضاع الاهوازية، والرهان على الاحداث الجارية في العالم العربي والعالم، من جهة، واخفقت في انتزاع أي اعتراف رسمي عربي أو دولي من جهة أخرى، ونتيجة لذلك لم تتمكن من تحقيق أي من طموحاتها أو أهدافها المرحلية والاستراتيجية مما ساهم في فشلها حتى في بناء علاقات مع المؤسسات العالمية المعنية بحقوق الانسان والداعمة للديمقراطيات في العالم ولهذا اتصور ان النظام الايراني لايعير اهمية للخطاب الذي يدعو الى الانفصال والاستقلال بسبب عدم مقبوليته عربيا واقليميا وعالميا.

"المجلة": كيف تصف الواقع السياسي للحركات والاحزاب العربية في ايران؟

- يوجد لدى الاهوازيين رؤيتان للتعامل بشأن القضية الاهوازية. ان بعض الحركات والاحزاب العربية الاهوازية تناضل من اجل الاستقلال واقامة دولة عربية مستقلة في المستقبل في اقليم الاهواز عربستان لخلاص الشعب العربي الاهوازي من المحتل الفارسي كما تطرح في برامجها السياسية وتتحرك على ضوء ذلك وبحسب تصورها انه ليس لها علاقة بما يجرى فى ايران ولم تكن معنية به.

وهناك تيار آخر له رؤيته التي تختلف عن الرؤية الاولى ومن ضمن هذا التيار هو حزب التضامن حيث يرى أن اي حدث يقع في ايران نحن معنيون به ويؤثر على مسار قضيتنا وان حل القضية الاهوازية يأتي في اطار ايران وممكن ان تحل القضية الاهوازية من خلال حل مجمل القضية القومية، حيث ان في ايران شعوب غير فارسية وهي بمجموعها تشكل الاكثرية قياسا للقومية الفارسية التي تختزل الحكم.

كما نتصور انه لا يمكن مواجهة نظام الحكم الايراني الا من خلال اتحاد الشعوب وتأطير نضالاتها وبناء على هذا بذلنا جهودا مكثفة اذ تمكنا مع عدد من الاحزاب والحركات السياسية المناضلة من تأسيس ائتلاف بداية عام 2005 حيث يضم حاليا معظم التنظيمات التابعة للشعوب غير الفارسية الذي وصل عدد اعضائه الى 18 تنظيما. ولدى هذا الائتلاف اتصالات وحوارات مع الاحزاب الايرانية الفارسية المعارضة التي تقر بحق تقرير المصير للشعوب، من اجل بناء جبهة واسعة لمواجهة نظام الحكم في ايران.

"المجلة": ما هي الخطط والسبل التي ترونها مناسبة للحفاظ على الهوية العربية للشعب الاهوازي في ايران؟

- من اهم الخطط والسبل التي تساعد في المحافظة على الهوية العربية الاهوازية، هو العمل السياسي والثقافي المبرمج بين صفوف الشعب العربي الاهوازي ولدينا تجربة لا يمكن لاحد انكارها في فترة نشاط حزب الوفاق الاهوازي في زمن رئاسة محمد خاتمي حيث تمكن هذا الحزب من التأثير بشكل واسع على الشارع الاهوازي وكان يستغل كل المناسبات بخاصة فترة الانتخابات المختلفة التي تجري في عموم ايران بين فترة واخرى وتمكن من خلال نشاطه بين الجماهير الاهوازية ان يلعب دورا اساسيا في تسييس الشارع من جهة وبلورة المواهب الثقافية بكل جوانبها لدى جيل الشباب التي تحافظ على الهوية العربية للشعب الاهوازي من خلال اقامة الاحتفالات والندوات والتجمعات والاعمال الثقافية المختلفة في العديد من المناطق في الاقليم.

"المجلة": كيف تصفون علاقتكم بالعمق العربي، أي الدول العربية، هل هناك علاقات بينكم وبين هذه الدول وما هي حدود هذه العلاقة اذا كانت موجودة ؟

- لا توجد حاليا وللاسف اي علاقات مع الدول العربية على الرغم من كثرة النداءات وصيحات الاغاثة التي توجهها القوى الاهوازية الى الدول العربية، عدا فترة السبعينات والثمانينات من القرن الماضي عندما كانت الجبهة الشعبية لتحرير الاهواز(عربستان) تعمل انطلاقا من الاراضي العراقية وبعدها الجبهة العربية لتحرير الاهواز منذ بداية الثمانينات اي خلال الحرب الايرانية العراقية حتى فترة الغزو العراقي لدولة الكويت، ولا اريد هنا ان اخوض في تفاصيل تلك العلاقات. ولكننا نعول على مؤسسات المجتمع المدني ووسائل الاعلام الحرة في البلدان العربية ونأمل ان تقف الى جانب قضيتنا العادلة وتكون لنا عونا وسندا في نضالنا من اجل اعادة حقوقنا المسلوبة.

"المجلة": ما بين انتفاضة 15 ابريل 2005 والتحركات الاخيرة في 15 ابريل 2011، ما هو واقع الشعب العربي الاهوازي وهل تساعد الاوضاع الداخلية الايرانية والتطورات الاقليمية على مثل هذا التحرك؟

- تنفيذ مخطط السلطات الايرانية لمحو الهوية القومية والتطهير العرقي للشعب العربي الاهوازي بعد انتفاضة نيسان 2005 حتى يومنا هذا اخذ ابعادا خطيرة واستمر تطبيق المخطط بوتيرة عالية جدا. كما ان الحالة الامنية الشديدة التي فرضها النظام في الاقليم على اثر التفجيرات المشبوهة التي وقعت عقب الانتفاضة ساعدته على تنفيذ اعماله الاجرامية من دون رادع. واستمر الشعب العربي يعيش حياة العوز والفاقة، وعلى الرغم من الظروف الصعبة التي يعيشها الشعب العربي لكنها لم تثن عزيمته للمطالبة بحقوقه وهو ينتهز اية فرصة للتعبير عن رفضه للواقع الذي يسعى النظام الى فرضه عليه. وهنا اود أن ابين هذه النقطة وهي عند اندلاع الاحتجاجات بعد الانتخابات كان من المفترض ان تساهم الشعوب بها وان تلعب دورا رئيسا في ادامتها ومن ضمنها العرب لكن لم يحصل ذلك واتصور أن السبب يعود لزعماء الحركة الاحتجاجية الذين لم يرفعوا شعارات تخص اهداف الشعوب.

"المجلة": كثيرا ما يدور الحديث عن جهود يقوم بها النظام الايراني لاحداث تغيير ديموغرافي في الاهواز، ما هي حقيقة هذا الامر؟

- هذا الامر ليس جديدا حيث ان الانظمة المتعاقبة في ايران عملت على هذا الشيء و باستمرار منذ اليوم الاول من اطاحة حكم الشيخ خزعل في اقليم الاهواز عمد النظام المركزي في طهران على تغيير ديموغرافية هذا الاقليم من خلال بناء مستوطنات و ارسال الفرس و اسكانهم في هذه المستوطنات والعكس ايضا اي تهجير العرب الاهوازيين او نفيهم الى مناطق في وسط ايران وبعد الثورة الايرانية و مجيء حكومة اسلامية عام 1979 استبشرنا خيرا، لكن استمر هذا العمل الممنهج الى اليوم وشعبنا العربي الاهوازي يعاني من شدة البطالة التي وصلت الى ارقام قياسية مقارنة بالاقاليم الاخرى الايرانية. هجرة غير العرب الى الاقليم لا تفسر الا انها عمل يهدف الى التطهير العرقي للعرب اي السكان الاصليين في الاقليم.

"المجلة": هل تعتقدون ان تطبيق المواد الدستورية المتعلقة بحقوق الاقليات القومية في ايران يشكل نقلة نوعية على طريق الحصول هذه القوميات على حقوقها؟

- اذا ما طبق النظام الايراني المواد الدستورية المتعلقة بالقوميات اي المادة 15 و19 سيكون هذا نقطة انطلاق للنظام للاعتراف بجزء يسير من حقوق القوميات ويعتبر خطوة ايجابية لكن في الحقيقة اثبتت التجارب التي استخلصناها خلال ثلاثين سنة ونيف ان النظام غير راغب بتطبيق ذلك وهذا يرجع الى السياسات المتخذة من قبل انظمة الحكم الايرانية المتعاقبة منذ مجيء رضا شاه وابنه محمد رضا وان الجمهورية الاسلامية الايرانية تسير منذ تأسيسها الى يومنا هذا على نفس النهج الذي يختزال الحكم في قومية واحدة وهي الفارسية ويكن العداء لاي تطلع قومي غير فارسي. لذا نرى الحل الوحيد لحصول القوميات على حقوقها المغتصبة في نظام فدرالي تساهم في بنائه الشعوب الايرانية كافة وتشارك في ادارته بشكل حقيقي ضمن دستور يدوّن ويضمن حقوق المكونات الايرانية كافة بشكل عادل يرضى به الجميع.

"المجلة": كيف تصف العلاقة بين النظام الاسلامي الايراني والاقليات القومية الايرانية وهل تغير اسلوب التعاطي معها عما كان في العهد الملكي ؟

- لقد شاركت الشعوب الايرانية بكل انتماءاتها الطائفية والاثنية من أتراك واكراد وعرب وبلوش وتركمان وغيرهم بشكل واسع في ثورة بهمن عام 1979 املا في تحقيق طموحاتها من اجل الحرية والديمقراطية وحقوقها القومية والثقافية التي سلبها النظام الملكي السابق وشاركت في الاستفتاء الذي ثبت نظام الجمهورية الاسلامية في ايران لكن سرعان ما تم الرد على مطالبها بالقوة والعنف، فقد قام النظام الذي سمي بالاسلامي بسجن وتعذيب وقتل الالاف كما تم قمع آخرين او اجبروا على العيش في المنفى وبالتالي بقيت هذه الشعوب تعاني الاضطهاد والتمييز كما كان في العهد الملكي السابق بل واشد قصوة. فهي اليوم ممنوعة من ادارة مناطقها ومهمشة وتعامل كمواطنين من الدرجة الثانية وتطبق عليها سياسة التفريس والتطهير العرقي، وهنا تجدر الاشارة الى ان جميع المواطنين الايرانيين بما فيهم الفرس كذلك يواجهون قمعا سياسيا وهناك قيود صارمة تفرض على حرية التعبير وتنظيم التظاهرات لاسيما في عهد الرئيس الحالي احمدي نجاد لكن العنف الذي تمارسه السلطة ضد الشعوب غير الفارسية هو أشد من ذلك الذي يمارس ضد المواطنين الفرس في ايران. ان الناشطين من هؤلاء الذين يناضلون من اجل الحقوق القومية وضد الاقصاء الاجتماعي والثقافي والاقتصادي والسياسي، يصورون من قبل النظام على انهم مصدر شر فغالبا ما يحاكمون على انهم اعداء الله ومفسدين في الارض ويستحقون القتل. يحدث هذا في حين ان الدستور الايراني لاسيما في المواد 12و13و15و19و20 تقر بالمساواة بين جميع المواطنين في ايران من دون تمييز.

"المجلة": استمرار سياسة تفريس الجغرافيا كيف ستواجهونه؟

- في هذا الصدد عمل حزبنا على توعية الشارع الاهوازي من خلال تلفزيون صغير بدانا ببثه قبل ست سنوات و مع شديد الاسف تم اغلاقه أخيرا لأسباب مادية وكنا نبث اخبارا وتحاليل حول عملية التفريس الذي يقوم بها النظام الايراني. في عهد خاتمي سمح بنشاط المؤسسات الثقافية الاهوازية، وكان عهده فترة ذهبية بالنسبة للعمل التوعوي الاهوازي وقد لعب حزب الوفاق في الداخل الاهوازي دورا بارزا في هذا الصدد لكن مع مجيء احمدي نجاد ووصوله الى سدة الحكم اصبحت الاوضاع مأساوية الى الحد الذي اغلق فيها المكتبة الوحيدة التي كانت تبيع الكتب العربية في الاهواز . وبما اننا لدينا عمل مشترك مع التنظيمات المنضوية في مؤتمر الشعوب، هناك مسعى للعمل على ترتيب برنامج خاص للشعوب غير الفارسية واعتقد أننا نستطيع من خلاله ان ننظم برنامجا تلفزيونيا يبث بلغتنا العربية للتواصل مع شعبنا الاهوازي.

"المجلة": من المعروف انكم عضو في مؤتمر الشعوب والقوميات الايرانية المطالبة بالفدرالية، ما هي اخر الانشطة التي قمتم وتقومون بها؟

- منذ انبثاق هذا الائتلاف دأبت القوى المتواجدة فيه على توسيع دائرته كي تشارك قوى معارضة ايرانية لاسيما الفارسية لمواجهة نظام ولاية الفقيه والتخلص منه وايجاد بديل للنظام الحالي في ايران، حيث قام هذا الائتلاف بمشاورات وجلسات عدة مع القوى المعارضة الفارسية من اجل تحقيق هذا الهدف.

ومن هذا المنطلق شارك منتسبو "مؤتمر شعوب ايران الفدرالية" خلال الفترة الماضية لاسيما بعد الاحتجاجات الاخيرة في ايران جنبا الى جنب مع المعارضة الايرانية الفارسية ومنها عبر مؤتمرين مهمين عقدا في باريس و روما أقامتهما جهات بارزة في فرنسا وايطاليا تتويجا لهذا المسعى. كما شارك وفد لمؤتمر الشعوب في مقر الامم المتجدة بجنيف في 22 من شهر مارس (آذار ) 2011 والقيت كلمة باسم اعضاء المؤتمر حول معاناة الشعوب غير الفارسية على يد نظام الحكم في ايران. شارك اعضاء مؤتمر الشعوب في تشكيل ائتلاف واسع يضم معظم الشخصيات البارزة التي تمثل احزاب المعارضة الايرانية في جميع انحاء العالم لدعم الحركة الاحتجاجية التي انبثقت في ايران عقب انتخابات رئاسة الجمهورية التي جرى تزويرها وسمي هذا الائتلاف بـ"شبكة العلمانيين الخضر من اجل الحرية والديمقراطية" وستعقد ندوة يحضرها الاعضاء في الشهر المقبل بمدينة تورنتو الكندية لمناقشة آخر التطوارات على الساحة الايرانية ووضع السبل المناسبة للعمل في ايران لمواجهة نظام طهران. كما ان مؤتمر الشعوب لديه بعض البرامج قصيرة المدى للتحرك داخليا وعالميا على المدى المنظور.

"المجلة": هناك احزاب تعارض الدعوة الى الفدرالية والحكم الذاتي، هل تعتقد ان حظوظ تحقيق هذا الامر ممكنة في ظل المصالح الدولية في المنطقة؟

- ان الاحزاب التي تؤيد النظام المتمركز السابق والحالي المعادي للحرية والعدالة تخالف المساس بالبنية السياسية للدولة الايرانية التي هي مبنية على اساس القومية الواحدة وهي الفارسية وغالبا ما تكون احزابا وشخصيات يمينية متطرفة تميل الى العنصرية في تعاملها مع الغير بخاصة مع الحركات القومية غير الفارسية، هؤلاء يحاولون بشتى الاساليب ان يوعزوا للرأي العام بأن مؤتمر شعوب ايران الفدرالية يسعى الى تفكيك ايران من خلال الفدرالية، بيد ان الفدرالية تقام على اساس الاتحاد الطوعي للشعوب في ما بينها والمحافظة عليه. ونظرا للتجارب والعبر التي استخلصتها الشعوب المضطهدة في ايران فان التنظيمات غير الفارسية التي شكلت الائتلاف الداعي للنظام الفدرالي تنطلق في مسعاها على اساس المواثيق والعهود العالمية لحقوق الانسان والديمقراطية وحق المواطنة ولهذا لم يتعارض مع مصالح الدول التي تؤيد هذه التطلعات حيث ان تأييدها لا يمس سيادة ايران ووحدة اراضيها.

"المجلة": بدأت الدوائر الدولية خصوصا الاوروبية بإعداد ملف عن انتهاكات حقوق الانسان في ايران بخاصة بعد القرار الاوروبي الاخير بفرض عقوبات على 32 شخصية ايرانية، كيف تصف حقوق الانسان في الاهواز وحقوق الاقليات القومية الاخرى؟

- للاجابة على هذا السؤال أود هنا ان انقل بعض المواضيع التي جاءت في البيان الصحفي المشترك للاتحاد العالمي لجمعيات حقوق الانسان(FIDH) وجمعية الدفاع عن حقوق الانسان في ايران(LDDHI) بتاريخ 30 فروردین 1390 (ابريل - نيسان)

ان العرب كباقي الاقليات القومية الاخرى في ايران يمنعون من التعلم باللغة الام، وان ارتفاع معدل البطالة بين العرب يفوق الحد المتوسط لمعدل نسبة البطالة على مستوى البلاد.

المبعوث الخاص للامم المتحدة لشؤون السكن المناسب ضمن زيارته لايران عام 2005 حصل على النتائج التالية: "عرب ايران في اقليم الاهواز (خوزستان) يعيشون حالة فقر شديدة من دون الحصول على السكن والخدمات الاساسية للحياة، ان الحكومة الايرانية استولت على الاراضي الزراعية التابعة للعرب مقابل اسعار متدنية جدا". كما تحدث السيد عبدالكريم لاهيجي، نائب رئيس الاتحاد العالمي لجمعيات حقوق الانسان ورئيس جمعية الدفاع عن حقوق الانسان في ايران فقال إن "على رجال الحكم ان يطلقوا سراح المعتقلين فورا وان تجرى تحقيقات بخصوص المسؤولين عن قتل العرب المحتجين سلميا وتسليمهم للعدالة. كما ان قتل العرب المحتجين سلميا لم تكن آخر حلقة من التسلسل الطويل للهجمات التي تشنها الجمهورية الاسلامية منذ تأسيسها بحق الاطراف القومية، اي العرب والاذريين والبلوش والكورد والتركمان وغيرهم". ونحن مطمئنون من ان المبعوث الخاص لمجلس حقوق الانسان في ايران سيخصص قسما من تقريره حول الاوضاع المخيفة والمذهلة التي تعيشها القوميات الايرانية.

أجرى الحوار: حسن فحص
font change