[caption id="attachment_521" align="aligncenter" width="620" caption="الأستاذ ناصر ديفيد خليلي"][/caption]
تأتي أوصاف الأستاذ ناصر ديفيد خليلي محملة بالخيال البصري والاستعارات. وتساعد روايته المحملة بالألوان وشخصيته الساحرة على تعزيز مشروع مثل «مؤسسة موسى بن ميمون»، وهي المؤسسة التي تعمل على تشجيع الحوار الإيجابي بين الأديان السماوية الثلاثة في الشرق الأوسط.
الأستاذ خليلي أكاديمي ويعمل بالمقاولات وجامع للمقتنيات الفنية ومهتم بالعمل الإنساني يعيش حاليا في المملكة المتحدة ولكنه ولد في أصفهان بإيران من أسرة يهودية عام 1945 ونشأ في طهران. وعندما أنهى الخدمة الوطنية في الفريق الطبي بالجيش، سافر إلى أميركا في 1967 لدراسة علوم الحاسوب. وقد بدأ هنا، عندما كان يدرس في كلية كوينز، بيع وشراء القطع الفنية. واليوم تعد مجموعته من قطع الفن الإسلامي من أكبر وأهم المجموعات الخاصة في العالم.
يأمل خليلي أن يستطيع تعزيز التفاهم بين الأديان والثقافات عبر الفن من منطلق أن تقدير فن ثقافة ما يساعدنا على تقدير الثقافة نفسها. ويعتبر خليلي نفسه «راعيا موقتا» لتلك الأعمال. وبالإضافة إلى تمويل معارضه الخاصة، فإنه يقدم قروضا سخية للمتاحف في جميع أنحاء العالم. كما أنه حريص على أن يتم عرض المجموعة على أكبر عدد ممكن من الجمهور. ويعمل فريق عمل خليلي من خبراء الفنون بمؤسسة «نور» دائما على البحث حول الأعمال الفنية. وقد منحه ذلك الاهتمام بتحصيل الفهم الأكاديمي لمقتنياته قيمة أكاديمية فريدة بين غيره من جامعي القطع الفنية.
في عام 1989، أسس خليلي كرسي ناصر خليلي بكلية الدراسات الشرقية والأفريقية حيث يعمل أستاذا بالكلية وعضوا بمجلس إدارتها. وفي عام 1995، أسس خليلي «مؤسسة موسى بن ميمون» التي تستهدف عبر المدارس ومباريات كرة القدم، والزيارات الدولية والمشاريع الأكاديمية والزيارات الفنية تعزيز العلاقات بين اليهود والمسيحيين والمسلمين. كما أنشأ خليلي «بيت السلام» في 1998 الذي سيستضيف معرضا يلقي الضوء على خمس لوحات بالإضافة إلى الصور الفوتوغرافية والأفلام. وكان خليلي هو من قرر تقديم تلك الأعمال نظرا لما تقدمه من تعبير متفرد عن السلام. وفي النهاية، سوف يسافر المعرض لجميع أنحاء العالم ولكنه سيتم عرضه في البداية في لندن خلال الألعاب الأولمبية 2012.
جدير بالذكر، أن خليلي قد حصل على عدد من أوسمة الشرف الأكاديمية بما في ذلك الزمالة الشرفية بجامعة لندن. وتقديرا لعمله على الحوار بين الأديان، كرمه البابا يوحنا بولس الثاني ومنحه لقب فارس نظام الفرسان البابوي للقديس سلفستر كما رفعه البابا بنيدكت السادس عشر إلى مرتبة قائد الفرسان مما يجعله الرجل الوحيد من غير الكاثوليك في تاريخ الفاتيكان الذي يحصل على لقبي فارس.
إليكم ذلك الحوار الحصري مع خليلي لـ«المجلة».
«المجلة»: هل كنت دائما طموحا؟
- من الطبيعي أن يكون لكل شاب حلم. فالأحلام جزء أساسي من الطبيعة البشرية. ويجب أن تسعى وراء تحقيق حلمك وتحرص على تحقيقه فلا يمكن أن تستسلم. فعندما تصبح متأكدا من الفكرة التي تدور في رأسك عليك السعي وراء تحقيقها. وكشاب صغير كان لدي حلم وكنت أسعى إلى تحقيقه بشكل آلي. فأنت تعتقد أن ما تفعله يفعله الجميع من حولك حتى تبدأ في إدراك تقدير الناس لما تفعله. فأنت تفعل ما تفعله فقط لأنك تستمتع به. اليوم يرسم الفنانون لوحاتهم في خمس دقائق باستخدام الوسائل التكنولوجية، فهم يلقون بها. ولم يعد هناك من يرغب في أن يبذل جهدا أو يضيع وقته، ولم يعد هناك من يرغب في اتخاذ المسار الحقيقي لتحقيق طموحه. وهناك آية بالإنجيل أعتقد أنها من قصة نبي الله داود: «إن من يصعدون إلى قمة الجبل هم من يستمرون في التسلق من دون أن يشعروا باليأس للحظة واحدة لأنهم يدركون أنهم في اللحظة التي سيشعرون فيها باليأس سيسقطون». فيجب عليك أن تستمر في التسلق، فهذه هي الحياة. فلا تتوقع أبدا أن يحملك شخص آخر إلى القمة. فعندما تصل إليها ستنظر من حولك وستدرك أن الأمر كان يستحق كل ذلك العناء وكل الصعاب والمعضلات التي واجهتها. لقد كان الأمر يستحق.
«المجلة»: هل كان اهتمامك بالفن يعود إلى نفوذ أسرتك؟
- لقد ولدت في أسرة من رجال الأعمال وجامعي الأعمال الفنية. فكانت الأعمال الفنية تأتي إلى المنزل وكنت مهتما بطرح الأسئلة طوال الوقت. وربما أكون الشخص الوحيد في الأسرة الذي كان يبدي حماسة شديدة عندما كان جدي، رحمه الله، يحضر شيئا إلى المنزل.
ولكن المعرفة تحتاج إلى الجهد. فلا يمكنك الذهاب إلى الصيدلية لكي تطلب عشرة غرامات من المعرفة حتى تتمكن في الغد من معرفة تاريخ المملكة المتحدة أو تاريخ الإسلام أو تاريخ الإنسانية، فالأمر يتطلب الكثير من العمل.
واليوم فإن تكنولوجيا المعلومات متقدمة للغاية حتى أنه أصبح بإمكان العديد من الناس الوصول السريع إلى المعلومات. وفي الأيام السابقة، كان يجب علينا أن نقرأ وأن نقضي المزيد من الوقت في استيعاب المعلومات. فقد كنا معتادين أن نجلس ونكتب لنحقق من خلال الكتابة، فكرة أن لديك شيئا في عقلك ترغب في وضعه على الورق. ففي بعض الأحيان كنت تعيد تحرير الخطاب مرات عدة قبل أن ترسله. ولكنك الآن تجلس أمام الكمبيوتر وتكتب شيئا وترسله في جزء من الثانية من دون حتى أن تقرأه مرتين. وفي معظم الأحيان يقول الناس لأنفسهم «لماذا فعلت ذلك؟ لم أكن أقصد حقا ما قلته». لقد أصبحت المعلومات مخففة.
«المجلة»: هل يمكن أن تحدثنا عن مقتنياتك؟ أعتقد أن لديك نحو 25 ألف قطعة؟
- تحتوي الـ25 ألف قطعة على خمس مجموعات. فلدينا أكبر مجموعات الفن الإسلامي في العالم وأكثرها شمولا. كما أن لدينا مجموعات للفن الياباني من عصر مييجي والمينا من جميع أنحاء العالم، واعمال فنية معدنية اسبانية ومنسوجات سويدية. وتشكل المجموعات الخمس معا نحو 25 ألف قطعة فنية. تم نشر نحو 90 في المائة منها وما زلنا نعمل على عدد من الكتالوجات للمجموعة الإسلامية ثم نكون قد انتهينا. وسوف تعد مجموعة الكتالوجات من أكثر المنشورات عددا لمجموعة واحدة في العالم.
إن كلمة جامع المقتنيات تشير إلى نظام طويل. فلكي تحظى بشرف أن يطلق عليك جامع مقتنيات يجب أن تجمع المقتنيات وتعمل على الحفاظ عليها وأن تبحث وأن تنشرها وأن تعرضها. فإذا حققت تلك المعايير الخمسة يمكنك أن تقول إنك قد قدمت مساهمة. فإذا اشتريت لوحتين لبيكاسو أو لمونييه أو عشر لوحات من الفن الحديث وأخذتها إلى المنزل لمتعتك الخاصة فيجب أن تطلق على نفسك اسما منتقى. فإذا لم تكن تشارك ما حزته مع أي أحد آخر فلا يمكنك أن تطلق على نفسك اسم جامع مقتنيات. فتلك مسؤولية كبرى.
«المجلة»: في رأيك، ما هو تأثير الفن على رواية التاريخ؟ وفي رأيك ما الذي يمكنه أن يخبرنا به بشأن التقدم الإنساني؟
- ربما يكون الفن هو القيمة الحقيقية لتمثيل الهوية الوطنية لأي دولة. فالمشكلة التي لدينا الآن، على سبيل المثال، هي أن زائر المنطقة لن يكون مهتما بمشاهدة أعمال بيكاسو أو الفن الحديث أو الأثاث الفرنسي. فالناس الذين يسافرون إلى الشرق الأوسط يرغبون في رؤية الفن الذي ينبع من تلك المنطقة من العالم، فهم يرغبون في مشاهدة حضارة الأمة التي يزورونها. وكما يقولون، يجب أن تبدأ الصدقة في المنزل. فيجب أن يحتفوا أولا بثقافتهم الخاصة قبل أن يحاولوا الاحتفاء بثقافة الآخرين. وليس هناك ضرر في أن يكون هناك متحف وطني يقدم فنون جميع أنحاء العالم، فلا ضرر في ذلك ولكنك يجب أن تبدأ بثقافتك وتحرص على أن يذهب زائروك أكثر ثراء مما أتوا.
«المجلة»: ما الذي دفعك في البداية للاهتمام بحوار الأديان؟
- كان الأمر بسيطا للغاية. فقد أدركت أن المجموعة التي تم وضعها معا في أمانات العائلة كانت قادرة على أن تجمع أصحاب الكتاب معا. فالثقافة هي وسيلة هائلة للتفاهم بين الأمم. وعلى الرغم من أنني ولدت يهوديا، فلدي احترام كبير للمسيحية والإسلام ولذلك درست الديانات الثلاث وأدركت أنهم يدعون جميعا للشيء نفسه ولكن بطريقة مختلفة. وأدركت أن كل واحدة من تلك الديانات الثلاث تكمل الأخرى. فقد جاءت اليهودية في البداية تلتها المسيحية ثم جاء الإسلام فتلا اليهودية والمسيحية، فجميعها يتحدث عن التناغم والسلام والتفاهم وهناك ما يوحد بين تلك الأديان الثلاثة أكثر مما يفصل بينها ولذلك فإنني قلت إن تلك فرصة بالنسبة لي للاحتفاء بمنظمة الأديان التي أطلقنا عليها اسم «مؤسسة موسى بن ميمون».
وقد استخدمت اسم موسى بن ميمون لأنه كان يمثل الانسجام والسلام في القرن الثاني عشر، فقد ولد يهوديا ولكنه يحظى باحترام اليهود والمسلمين على حد سواء. وقد كتبت معظم كتبه بالأدب اليهودي العربي أو العربي وكل ما فعله في حياته كان الحديث حول التناغم وقدر العوامل المشتركة بين الإسلام واليهودية. بالإضافة إلى أنني أدركت أنه لا يوجد حقا ذلك القدر من سوء الفهم بين المسيحية واليهودية. حيث إن سوء الفهم يقع بين المسلمين واليهود ولذلك فقد بدأت أدعو اليهود للذهاب إلى المسجد لينظروا كيف يصلي المسلمون والعكس فقد اصطحبت المسلمين إلى المعبد. وألقيت العديد من المحاضرات في الجامعات ودعوت إماما مسلما وحاخاما يهوديا للحديث حول الطب في الإسلام واليهودية وقيم اليهودية والإسلام، فأدركا بعد الحديث، كل منهما بمعزل عن الآخر، أنهما يتحدثان عن الأشياء نفسها. وبالتالي فالأمر أقرب إلى تثقيف الجماهير حول الحقائق التي تخلق الزخم أو التفاهم بين الأديان الثلاثة. وقد قررنا بعد ذلك أن نؤسس «بيت السلام».
«المجلة»: هل يشعر الناس بالإحباط عندما يكتشفون أوجه التشابه بين الديانات؟
- كلا، بل أعتقد أنهم يشعرون بالراحة لأن تلك العوامل المتشابهة هي الأرضية المشتركة التي عبرها يمكن البدء في العمل على تحسين العلاقة بين الأديان. فأنا لا أقول من هو المصيب ومن هو المخطئ بل إن كل ما أقوله هو أن الأديان الثلاثة تنادي بالتسامح وإن كنت أعتقد أن التسامح ليس كلمة دقيقة لأن معنى التسامح هو أنني أتسامح بشأن شيء يخصك ولكنني لا أوافق عليه. ولذلك دعونا نترك ذلك المصطلح جانبا ونستبدله بالقول: «اسمعوا، لقد درست أسلوب معيشتكم وأحترمه وأتمنى أن تدرسوا أسلوب معيشتي وتحترموه. وطالما أنني لا أتدخل على نحو سلبي في أسلوب معيشتكم وأنتم لا تتدخلون في أسلوب معيشتي فيمكننا أن نحيا معا في سلام وتناغم».
«المجلة»: لكل شخص فلسفة ومقاربة مختلفة للدين أو للجانب الروحي. فما هي فلسفتك؟
- الدين يمتزج بالروحانيات. فلا يمكن الفصل بين الدين والجانب الروحاني لأنهما متكاملان. فالعديد من الأشخاص يتبنون فقط الجانب الروحاني منه ولكنني أعتقد أنه من الأفضل أن تظل في منطقة ما في الوسط وتعتبر الدين ككرة الجمر التي يجب أن تظل قريبا منها لكي تنعم بالتدفئة ولكن لا تحاول أن تلقي بنفسك داخلها.
أعتقد أنه عندما يمر أي أحد منا بأوقات صعبة أو يشعر باليأس أو لا يجد مكانا آخر يذهب إليه فإنه يعود إلى أصوله ويلجأ إلى حد كبير إلى الدين. فالدين يمنحك نوعا من الإرشاد الأخلاقي، حيث يقوم بدور الدليل في حياتك، بغض النظر عن نوع خلفيتك الدينية، سواء كانت اليهودية أو المسيحية أو الإسلام أو البوذية أو الكونفوشيوسية، طالما كان لديك الأساس الذي يجعلك تقول لنفسك: «بناء على تلك القوى أو الفهم لن أفعل هذا أو ذاك»، فإن الأمر في غاية الأهمية.
كل مساء أو أحيانا كل صباح أعيد تأمل ما فعلته وأقوم بتقييمه. ويوم السبت، وهو عطلة عند اليهود، أجلس لدقائق عدة وأقيم محكمة لنفسي. فأنا أعتقد بصدق أن المحكمة الوحيدة في العالم التي لا تحتاج إلى قاض هي ضميرك.
«المجلة»: بعدما قمت بتحقيق قدر كبير من التقدم في العلاقات بين الأديان، ما الذي تعتقد أيضا أنه يمكن عمله؟
- لا أعتقد أنني حققت قدرا كبيرا في العلاقات بين الأديان. فكلما ازدادت خبرتك بالحياة وكلما حققت من إنجازات كلما أدركت أن هناك إمكانية لتحقيق المزيد وأن ذلك الإلحاح لفعل المزيد وتحقيق المزيد هو الفاصل بين النجاح والفشل.
فكلما سنحت لي فرصة، أنظر حولي وأتبع قاعدة بسيطة قالها النبي موسى وقالها النبي عيسى وأعتقد أن النبي محمد ذكرها أيضا، وبالتالي فأعتقد أن الأديان الثلاثة قالت الشيء نفسه، وهي «ما لا تتمناه لجارك لا تتمناه لنفسك»، وهو ما يعني أننا جميعا في نهاية الأمر جزء متكامل من الإنسانية.
فإذا قمت بعمل شيء يجلب الفخر لمجتمعك فإنه لا يعود بالخير فقط عليك بل إنه يؤثر أيضا على أعضاء المجتمع الآخرين وإذا ارتكبت خطأ ما يؤذي أحدا فإنه لن يؤذيك فقط بل إنه سيؤذي كل رفاقك. وإذا تبنى كل شخص تلك القاعدة فإنه سيبدأ في التفكير: «إذا ارتكبت شيئا خطأ باسم ديني. فإنني سوف أسيء إلى سمعته. فالأمر لا يؤثر فقط علي ولكنه سينعكس على الدين بأسره. فإذا كانت تلك هي رؤيتي الخاصة فيجب أن أحتفظ بها لنفسي». وبالتالي لا يجب أن تجبر الآخرين عليها. ذلك هو جوهر التناغم بين الأديان. فلا توجد ديانتان متقاربتان بقدر التقارب بين اليهودية والإسلام لأننا في نهاية الأمر أولاد عمومة. وأعتقد أننا كلما تكلمنا عن أوجه التشابه بين الديانات، عدنا إلى الحقائق الموجودة في العهد القديم والعهد الجديد والقرآن، وكلما جمعنا الأكاديميين من تلك الديانات معا لغناء نفس الأغنية، قللنا أزمة نقص المعرفة بين أصحاب الديانات المختلفة. وذلك لأنه طالما كان زعماء تلك المجتمعات سواء كانوا البابا أو الحاخام أو الإمام يتحدثون نفس اللغة ويغنون نفس الأغنية، أغنية التناغم والسلام، يمكننا تقليل الجهل في العالم، والحياة بقدر أقل من المشكلات مما لدينا الآن.
«المجلة»: ما الدور الذي يلعبه الفن في ذلك؟
- كلما أقمت معرضا في مكان ما، أتى الناس لمشاهدته بغض النظر عما إذا كانوا مسلمين أو غير مسلمين أو ينتمون لمنظومة قيم مختلفة، فهم يدركون أن الثقافة هي أقصر طريق يمكن عبوره بين الناس. ولأن الثقافة في ذاتها لديها رسالة خاصة بها، فهناك حديث طيب ينسب للنبي محمد عليه الصلاة والسلام يقول: «إن الله جميل يحب الجمال». وقد كنا نستخدم ذلك الحديث كشعار للمعرض الذي أقمناه في أبوظبي. وقد صنعت خاتما يحمل الحديث وأهديته لحاكم البلاد.
«المجلة»: من هو الشخص الذي تكن له إعجابا شديدا؟
- العديد، العديد من الأشخاص في العالم ولكن عندما تفكر في سيرة شخص مثل غاندي تجد أنه يمثل تجسيدا للفلسفة وإنكار الذات لأنه طوال حياته كان عازما على تحقيق حلم مئات وملايين الناس من دون التفكير للحظة فيما سيعود عليه من ذلك. فقد عاش في غرفة متواضعة ومعه ماعزة واحدة ولم تكن الحياة المادية تعني شيئا بالنسبة له، وبالتالي فقد حرر نفسه من المادية وتواصل مع روحانية الحياة. وفي اللحظة التي يصبح لديك فيها تلك القوة، يمكنك أن تطلق على نفسك صفة زعيم وقد كان غاندي بحق هو ذلك الزعيم.
«المجلة»:هل تشارك عائلتك في ما تفعله؟
- إنهم يؤيدونني، وهو أمر صعب بعض الشيء لأنهم يجدون ذلك مزعجا في بعض الأحيان ولكن المهم أنهم يساندونني للغاية. وهم يدركون أن الإرث الوحيد في الحياة هو اسم الشخص وهم فخورون بذلك الاسم ويدركون أن الاسم الذي سيتركونه وراءهم ربما يساهم في المعرفة الإنسانية لمدة طويلة قادمة.
حوار أجرته إيمي أسعد.
للتسجيل في النشرة البريدية الاسبوعية
احصل على أفضل ما تقدمه "المجلة" مباشرة الى بريدك.