حمدين صباحي هو أحد نجوم الساحة السياسية المصرية في الفترة الأخيرة، ممن يحظون بشعبية كبيرة نظراً لأنه كان من أبرز المحسوبين على المعارضة للنظام السابق، كما أن مسيرته حافلة بالمواقف الساخنة، والمواجهات السياسية الصارمة والتي كان من أبرزها مواجهته الشهيرة ضد الرئيس الراحل أنور السادات أثناء لقائه باتحاد طلاب مصر عقب انتفاضة يناير 1977، وهو ما كان سبباً في تعرضه للاعتقال في عهد كل من السادات ومبارك، بسبب مواقفه المناقضة للموقف الرسمي في دعم المقاومة اللبنانية والفلسطينية، ومناهضة حصار العراق وغزة.
وقد شارك صباحي في تأسيس الحملة الدولية لمناهضة العولمة والسيطرة الأمريكية والصهيونية، وكان من أبرز الوجوه المشاركة في انتفاضة 25 يناير التي فجرت الثورة المصرية وأسقطت نظام مبارك، ليتوج هذا المشوار بترشحه للرئاسة، وهو ما يثير العديد من التساؤلات الملحة ذات الصلة بما أعلنه في برنامجه الانتخابي من توجهات وقرارات راديكالية محتملة في حال وصوله لقصر الرئاسة، والتي قد تثير مخاوف الكثيرين، بخاصة أمريكا وإسرائيل، لذا التقت به "المجلة" وواجهته بتلك المخاوف والتساؤلات.
وفي ما يلي نص الحوار :
"المجلة": بداية لماذا رشحت نفسك لرئاسة مصر؟
ـ لأنني مؤمن أن مصر تستحق نهضة حقيقية منذ قامت ثورة 25 يناير، وأنا بحكم اهتمامي بالعمل العام منذ سنوات قررت خوض المعركة الرئاسية، وهي ليست فكرة جديدة، فقد طرح ترشيحي لأول مرة للرئاسة عام 2005، لكننا رفضنا الفكرة لأننا شعرنا آنذاك أن الانتخابات ديكورية فقط، فلم نرغب أن نكون جزءاً من هذا الوضع، ولكن في عام 2009 طرحني حزب الكرامة مرشحاً شعبياً للرئاسة وتشكلت حملة آنذاك تحت شعار "مرشح شعبي للرئاسة" وهذا كان قبل الثورة بأكثر من عام.
"المجلة": لو لم يسقط نظام مبارك هل كنت ستستمر في حملة ترشيح نفسك للرئاسة؟
ـ نعم، ولكن بشرط تعديل مواد ثلاث بالدستور بخاصة شروط الترشيح، والعملية الانتخابية، لأنه من دون تلك التعديلات لم يكن أمامنا إلا أن نوافق على مبارك "الأب أو الإبن"، ولكن بعد الثورة أصبح المناخ ملائماً وتنافسياً بحق.
حلم 2020
"المجلة": يرى البعض أنه ربما تكون هناك اعتبارات أخرى وأحلام شخصية وراء ترشحك؟
ـ بالفعل هناك حلم كبير، لكنه ليس حلماً شخصياً، بل حلم لوضع مصر على أول طريق النهضة الشاملة، حتى تكون خلال ثماني سنوات قادمة وحتى 2020 من بين أقوى ثماني دول اقتصادية في العالم، وعلى الرغم من صعوبة الهدف إلا أننا نؤمن كمصريين بقدرتنا على تحويل الحلم إلى حقيقة بعد أن قام شعبنا بأعظم ثورة في تاريخ الإنسانية أسقط خلالها النظام السابق وانتزع حقوقه، وبهذه الثورة أطلق الشعب المصري القدرة على الحلم، ولا يمكن إلا أن تكون أحلامنا بحجم ثورتنا.
"المجلة": وما خطتك لتحقيق هذا الحلم؟
ـ البدء فوراً بتحرير الاقتصاد الوطني من الفساد والاحتكار والاعتماد على ثلاثة قطاعات رئيسة للنهوض به، وهي قطاع عام متحرر من البيروقراطية، قطاع تعاوني يعظم قدرات الإنتاجية والمنافسة، وقطاع خاص تقوده رأسمالية وطنية، بالإضافة إلى وضع حد أدنى للأجور والعمل على استرداد ثروات مصر المنهوبة كأحد مصادر تمويل خطة النهضة وتطبيق نظام الضرائب التصاعدية وترتيب أولويات الموازنة العامة وأولها ميزانية الرئاسة التي سأخفضها لو أصبحت رئيساً لمصر، بالإضافة لمشروعات كبرى يتضمنها برنامجي الانتخابي تشمل تعمير الصحراء ومشروع منخفض القطارة لتوريد الطاقة، وإعادة تقييم المشروعات الكبرى التي أهدرت أو فسدت لسوء الإدارة، لتحقيق أقصى عائد منها، وهناك أيضاً مشروعات تنمية سيناء وزيادة فرص الاستثمار للمصريين في الخارج.
المجلة": ماذا عن الجانب السياسي في برنامجك الانتخابي؟
ـ المحور السياسي هو أول محاور برنامجي الانتخابي، ويركز على بناء نظام سياسي ديمقراطي عناصره دستور جديد للبلاد يضمن الحريات ويؤكد سيادة القانون في دولة مدنية، وإطلاق الحريات العامة كافة وفي مقدمها حق الاعتقاد والرأي والتعبير السلمي وحقوق التظاهر والاعتصام وتأسيس الأحزاب والصحف وحرية الإعلام، هناك أيضاً إعادة هيكلة الأجهزة الأمنية وضمان رقابة قضائية تمنع تدخلها في الحياة السياسية، مع إصدار قانون محاسبة رئيس الجمهورية والوزراء أثناء الخدمة، وضرورة أن تكون بنود الموازنة العامة للدولة معلنة بكل تفاصيلها.
جيش مصر
"المجلة": وهل ينطبق ذلك على ميزانية الجيش والتسليح؟
ـ نعم، لأن كل مليم ينفق في الدولة لابد أن يخضع لرقابة الشعب، من خلال عرض الأمر على البرلمان، ولن أطلب تفويضاً من البرلمان لعقد أية صفقات بعيداً عن عينه كما كان يحدث، لا سلاح ولا غيره.
"المجلة": ما أول قرار ستتخذه لو نجحت في الانتخابات؟
ـ قراري الأول سيكون لصالح معركتي ضد الفقر والظروف الاجتماعية السيئة، ورفع الحد الأدنى للأجور إلى ألف ومائتي جنيه شهرياً، وهو خط الفقر العالمي بالمعايير الدولية، وقد يتم ذلك على مرحلة واحدة أو مرحلتين للحيلولة دون حدوث تضخم يلتهم الزيادة في الأجور.
"المجلة": لماذا أعلنت نفسك مرشحاً مستقلاً عن الحزب؟
ـ هذا أمر بدأ منذ عام ونصف العام كما قلت، كمرشح شعبي للرئاسة لأنني أردت أن أكون معبراً عن كل المصريين بعيداً عن أية توجاهت حزبية.
"المجلة": لكن صعود المرشحين من الأحزاب هو أحد الملامح المهمة لأي نظام ديمقراطي؟
ـ أنا مع حق إقامة الأحزاب للجميع، لكنني أرى أن رئيس الجمهورية لابد أن يتخلى عن منصبه وعضويته بالحزب، ولو نجحت في الانتخابات سأطلب من حزب الكرامة تجميد عضويتي، لأن مصر لا تحتاج لرئيس ذي انتماء حزبي، مع تقديري لوجود الأحزاب المصرية.
"المجلة": أعلنت صراحة أنك الأجدر دون غيرك برئاسة مصر.. هل هذا صحيح؟
ـ هذه العبارة ليست دقيقة، لأنه في رأيي كل المرشحين المنافسين جديرون بالرئاسة، لكن ما قصدته أنني لم أجد المرشح الذي أقتنع بجدارته في التعبير عن الشعب المصري من خلال كرسي الرئاسة، وللعلم فإنني والبرادعي وأيمن نور أول من ظهر على الساحة السياسية في مصر، ومع احترامي لهما ولغيرهما ممن ظهر بعد ذلك، لم أجد بينهم من يعبر عن رؤيتي.
الأقباط والإخوان
"المجلة": ما نسبة توقعك لفرصة الفوز بمعقد الرئاسة في مصر في ظل مواجهة منافسيك ؟
ـ أعتقد أن الشعب المصري هو الأجدر بتقييم فرصتي في مواجهة المنافسين لي في هذه الانتخابات، وأنا أعلم أن كل المرشحين لديهم نفس الفرص ولهم جماهيرهم، وأحتفظ لهم جميعاً بتقدير، ولكن جميعنا يتنافس والحكم في النهاية للشعب المصري.
"المجلة": في حال فوزك بمنصب الرئيس كيف ستتعامل مع الزخم السياسي للقوى السياسية المتنوعة ما بين مسلمين وأقباط ؟
ـ أنا أرحب بهذا الزخم، وأعتبره علامة طيبة في المجتمع المصري، بخاصة أن إخواننا من الأقباط كانوا يؤثرون في فترة سابقة البعد عن ممارسة العمل العام، أما الآن فهم يشاركون في النهوض ببلدهم مصر، وبالنسبة للقوى الأخرى التي كانت معزولة كالإسلاميين، فبغض النظر عن اختلافي معهم أتمنى استمرارهم في المشاركة والحوار مع كل مكونات مصر بشعبها المتجانس والمتنوع، شرط أن يتم ذلك في إطار قواعد للحقوق والواجبات نحترمها جميعاً كمصريين، لأننا نسعى لدولة ديمقراطية مدنية خالية من التمييز بين أي مصري ومصري آخر.
"المجلة": وماذا ستفعل إذا حدث صدام ما في ظل وجود أطراف راديكالية أصبحت شريكا في اللعبة السياسية بمصر؟
ـ الصدام ينجم دائماً عن التضييق، ولذلك سيكون الحوار هو الأساس في التعامل، صحيح أنا لا أقبل أفكارهم ولكن من حقهم أن يعبروا عنها ولابد للدولة أن تحترم آراءهم، وتخلق ضمانات لهم ولكل أصحاب الرأي في مصر، وكل القوى السياسية بشرط عدم التجاوز في التعبير عن الرأي حتى لا يتحول الحوار إلى صراع.
السياسة والجامعة
"المجلة": كنت طالباً ناشطاً في كلية الإعلام قبل حظر الممارسة السياسية في الجامعات، فهل ستسمح للطلاب باستعادة هذا الحق في الجامعات المصرية ثانية ؟
ـ بالطبع، فمن حق الطلاب ممارسة السياسة على اختلاف تياراتهم داخل الجامعات، في ظل إنشاء لائحة جديدة لاتحاد الطلاب تتيح لهم التعبير عن أنفسهم، والعمل في إطار ديمقراطي.
"المجلة": ولكن هناك من يرى في ذلك تهديداً للاستقرار؟
ـ بالعكس ، أنا أرى أن ذلك يدعم الاستقرار في مصر، لأنه سيخلق حالة حوار وليس صراعا، بشرط عدم التعصب، وأعتقد أن الطالب يجب أن يفهم السياسة من التعليم قبل الجامعي ليتعلم الجميع كيفية ممارسة حقوقهم السياسية.
حزب الله
"المجلة": إذا كنت ستطلق الحريات السياسية بهذا الشكل.. فهل يمكن أن تفتح باب المقاومة في فلسطين على مصراعية لبعض المصريين الراغبين في ذلك ؟
ـ لن أصادر على رغبة مواطن مصري يريد مساعدة إخواننا الفلسطينيين بالطريقة التي يراها، ولو أراد أحد المشاركة في المقاومة فلن أمنعه.
"المجلة": هل يعني ذلك من جانب آخر استعدادك للتعاون مع حزب الله في مساعدتهم للفلسطينيين عبر الحدود المصرية؟
ـ لاشك أننا ندرس كل شيء وفقاً لمصالحنا، والمقاومة مشروعة وكل مقاوم عربي له مشروعية المقاومة ضد الاحتلال في كل جزء من أرضنا العربية، وأرى أنه آن الأوان أن تنهي مصر دورها الرديء أحيانا كخنجر في ظهر المقاومة، فلا تقاوم ولا تساعد المقاومين.
المعونة الأمريكية
"المجلة": كنت عضواً مؤسساً لحركة مناهضة العولمة والسيطرة الأمريكية، فما رؤيتك في التعامل مع أمريكا والغرب؟
ـ بداية أنا أحب الشعب الأمريكي وأحترمه جداً، ونحن حريصون عى حوار جاد معه على أساس من الندية وليس التبعية، مع شراكة متبادلة في العلاقات، وشعوب الغرب كلها نحن نحترمها، وبعضها يمثل تيارات عظيمة شاركت معنا في تأسيس هذه الحركة ولكن تعاملنا مع حكومات الغرب وإداراته سيتفاوت على قدر ما يتفق ومصالحنا في إطار سياسة خارجية لمصر تنهض بدورها ومكانتها.
"المجلة": وماذا عن موقفك من المعونة الأمريكية؟
ـ أهلا بها على ألا تكون مشروطة بتنازلات على حساب احتياجاتنا وأولوياتنا، فإذا كانت معونة ندفع ثمنها سياسياً لإصدار قرار ما فهي مرفوضة ولا أهلاً بها.
"المجلة": ألا يضر ذلك بمصالح مصر العسكرية؟
ـ في كل الأحوال ليس من مشروعي فتح أبواب الحروب، ولكن بالطبع يهمني أن يبقى جيشنا مؤسسة قوية ومحترمة، وفي النهاية لن نعجز عن التعاون في الشأن العسكري من بدلاء آخرين في كل دول العالم.
كامب ديفيد
"المجلة": بحكم خلفيتك الناصرية، هل يمكن أن تضع يدك في أيدي قادة إسرائيل من أجل المفاوضات الفلسطينية لو أصبحت رئيساً؟
ـ ليس مطلوباً مني ذلك، ولكن علاقتنا تنظمها قواعد وفقاً لاتفاقية كامب ديفيد، لكنني في نفس الوقت لن أقبل أي تصرف ينطوي على إهانة لمصر أو أن أحداً يملي عليها شيئاً.
"المجلة": معنى ذلك أنك ستحترم كامب ديفيد على رغم موقفك منها؟
ـ برنامجي قائم على أن كل معاهدة قربتنا من السلام فهي مرضية من حيث المبدأ، لكنها قابلة للتعديل أو حتى الإلغاء إذا ما أراد الشعب ذلك، وفقاً لقواعد القانون الدولي التي تمنح الحق لأي شعب يريد تغيير اتفاقياته، والشعب المصري يملك حقوقه، هذا بالنسبة للموقف العام، أما موقفي الشخصي من كامب ديفيد فسيبقى ضدها دائماً، وهذا هو موقفي الذاتي النابع من ضميري الوطني والقومي العروبي، لكن عندما أكون رئيساً لمصر، سيكون موقفي من الاتفاقية محكوماً بقرار البرلمان والشعب المصري.
"المجلة": وماذا عن اتفاق تصدير الغاز المصري لإسرائيل؟
ـ هذا موضوع محسوم ، فإذا أصبحت رئيساً لمصر، سأقطع الغاز فوراً عن إسرائيل، لأن تصدير الغاز لها لا تسانده أية معاهدات، وأي اتفاق تم من هذا النوع فإنه لا يُلزم أية حكومة مصرية باستمراره، ومن ثم فإن اتفاق الغاز ملغي، وهناك حكم قضائي بذلك .
البرنامج النووي
"المجلة": ما موقفك من البرنامج النووي المصري، وهل يمكن أن يحدث تراجع بعد كوارث مفاعلات اليابان الأخيرة؟
ـ أنا مع المشروع النووي السلمي، ولدينا علماء على مستوى متقدم قادرين على العمل بدقة شديدة، ولاشك أن هذا المشروع سيكون في طليعة المشروعات الكبرى التي يتضمنها برنامجي الانتخابي، ولا تراجع أبداً عن هذا المشروع.
"المجلة": هل تم التواصل مع بعض أصحاب العقول المتميزة من المصريين في الخارج مثل الدكتور فاروق الباز أو أحمد زويل؟
ـ على المستوى الشخصي لم تتح لي فرصة الالتقاء بهما، ولكن على المستوى الموضوعي فإن مشروعي الباز في التنمية وزويل في التعليم لهما أولوية كبيرة في برنامجي الرئاسي.
المصريون في الخارج
"المجلة": هل أعلنت حقاً أنك ستمنح المصريين في الخارج حق التصويت لو صرت رئيساً لمصر؟
ـ طبعاً هذا حقهم ، فالمصري في الخارج شريك أصيل وقادر على اتخاذ القرار، وهناك عشرة ملايين مصري في الخارج، لهم هذا الحق في المشاركة في كل الانتخابات ولا ينبغي الحجر عليهم، وهذا يأتي كجزء من رؤيتي في رعاية المصريين بالخارج.
"المجلة": أثرت موضوع المشروعات الكبرى التي توقفت لفساد ما، بخاصة التي يمتلكها غير المصريين، فما موقفكم من المستثمرين العرب في ظل الملاحقة القانونية لبعضهم؟
ـ مصر لديها ثروة وبشر، ويجب أن يستثمر كل ذلك، كما يجب أن تفتح الأبواب للأخوة العرب في إطار أهمية رأس المال الوطني والعربي، ولكن لا ننكر أهمية وجود تشريعات متفق عليها تعطي إحساساً عاماً بالأمان وتجعل غير المصري يطمئن على رأس ماله بحيث يدرك أننا حقاً بلد ديمقراطي لديه رغبة حقيقية في القضاء على الفساد، وإذا كان برنامجي الانتخابي يهدف لأن تكون مصر من أكبر دول العالم اقتصادياً عام 2020 فهذا لن يتحقق من دون تعاونها مع العرب وتفعيل التعاون العربي المشترك.
إيران والعرب
المجلة": بمناسبة الحديث عن العرب هل قلت عبارة "عقبال" مصر" عندما قامت الثورة في تونس؟
ـ نعم قلت ذلك لأن ثورة الأشقاء في تونس فتحت الباب للحرية في شتى أنحاء العالم العربي.
"المجلة": لكن هناك من يلمح بوجود أياد إيرانية ضالعة في إثارة الثورات المشتعلة بشكل متزامن في مختلف أرجاء العالم العربي؟
ـ هذا كلام مرفوض ونظرية تآمرية لا دليل عليها، لأن إيران لا تستطيع أن تحرك الشارع العربي، فالشارع العربي قراره وطني مستقل، وهو أكبر من أي أيدي أجنبية سواء كانت إيرانية أو غيرها يمكن أن تتلاعب باستقراره، وبهذه المناسبة أنا أحيّي كل الثورات التي يشهدها العالم العربي وأؤيدها، ويسعدني أن مصر وتونس كانتا لهما الريادة في هذا الأمر.
"المجلة": كيف ترى العلاقات المصرية الإيرانية في ظل رئاستك للجمهورية؟
ـ أطالب بعلاقة متميزة مع إيران وتركيا لأن مصر تجمع العرب مع هاتين القوتين على أساس تبادل المصالح، فمصر لها دور عربي إسلامي يقوم على صياغة علاقة استراتيجية جيدة بين الدول العربية من ناحية وتركيا وإيران من ناحية أخرى، بحيث تكون علاقة تخدم المصالح المشتركة لهذا المثلث في الجغرافيا والحضارة اقتصاداً وأمناً، ولننهي للأبد دور النظام السابق في إكراه مصر أن تدخل حروباً بالوكالة ضد جيرانها وشركائها ليس لمصلحة مصر والعالم العربي وإنما لمصلحة الولايات المتحدة الأمريكية والصهيونية.
"المجلة": هل يمكن أن يتحقق ذلك بسهولة.
ـ الأمر ليس صعباً طالما أن هناك رؤية وإرادة
الثورة المضادة
"المجلة": ألا تخشى من الثورة المضادة ورموز الفساد أن يتلاعبوا بالأصوات الانتخابية في مصر؟
ـ بالتأكيد كل ثورة لها ثورة مضادة وذيول، لكنها ضعيفة أشبه بجيش مهزوم يناوش جيشاً منتصراً، ولا أتوقع لهم أية قدرة على العمل، والشعب الذي أسقط رأس النظام يستطيع أن يقطع ذيوله.
"المجلة": إلى أي مدى يبلغ يقينك بالنجاح في تحقيق برنامجك الانتخابي لو أصبحت رئيساً لمصر؟
ـ لدينا يقين بالله، ثم يقين بالشعب بأنه يستطيع أن ينهض نهضة كبرى عام 2020 في إطار مشروع كبير يجمع بين الديمقراطية والعدالة الاجتماعية والتنمية، والشعب الذي قام بهذه الثورة العظيمة يستطيع أن يقوم بتلك النهضة.
حمدين صباحي في سطور
ولد حمدين صباحى يوم 5 يوليو عام 1954 فى مدينة بلطيم محافظة كفر الشيخ وتخرج عام 1976 من كلية الإعلام "قسم صحافة" جامعة القاهرة . حصل على ماجستير فى الإعلام عام 1985و أسس مع زملاء له مركز إعلام الوطن العربي (صاعد) الذى كان بمثابة مركزا لتدريب أعداد كبيرة من شباب الصحفيين . تم اعتقاله مرات عدة فكان أصغر المعتقلين سناً عام 1981 في إطار حملة اعتقالات سبتمبر في عهد السادات، كما اعتقل في عهد مبارك مرتين، مرة عام 1997 على خلفية قيادته لنضال الفلاحين ضد قانون العلاقة بين المالك والمستأجر، ومرة ثانية عام 2003 على خلفية قيادته لمظاهرات الغضب ضد الغزو الأمريكي للعراق. شغل منصب وكيل مؤسسي حزب الكرامة الذى رفضت لجنة شؤون الأحزاب في مصر إشهاره كحزب معارض لمرتين متتاليتين وترك موقعه الحزبي تطبيقا لمبدأ تداول السلطة فى المؤتمر الأخير لحزب الكرامة عام 2009. نائب سابق فى مجلس الشعب عن دائرة الحامول والبرلس لدورتي 2000 ، 2005 وتم إسقاطه في انتخابات 2010 لصالح مرشح الحزب الوطني.
حوار: صفاء عزب