[caption id="attachment_548" align="aligncenter" width="620" caption="ماركو روبيو.. هل يصبح أول رئيس لاتيني لأميركا"][/caption]
لم يكمل روبيو، صاحب الـ39 عاما، أسبوعه الأول في منصبه على مستوى الدولة، حتى بدأت التوقعات بشأن ترشيحه لقائمة الحزب الجمهوري لمرشحي الرئاسة 2012، وذلك قبل حتى أن يحلف اليمين في 5 يناير (كانون الثاني). وبالتزامن مع قصته المعبرة والمتعلقة بكونه ابنا لاثنين من المهاجرين الكوبيين، فإن مهارات روبيو الخطابية ومظهره الصبياني الساحر جعلت البعض يطلق عليه «الأمل الأكبر»، ويعقد مقارنات بينه وبين سيناتور ألينوي الشاب باراك أوباما الذي ترقى عبر مناصب مختلفة في الحزب الديمقراطي بدءا من خطابه في مؤتمر الحزب 2004 حتى فاز بالسباق الانتخابي في 2008.
وأخيرا في 7 يناير (كانون الثاني)، دعا بعض المحافظين المرموقين من أمثال، ويليام كريستول، رئيس تحرير «ناشيونال ريفيو» إلى أن يصبح روبيو على قائمة مرشحي الحزب الجمهوري لعام 2012.
رسالة متفائلة
بزغ نجم روبيو السياسي في الحزب الجمهوري سريعا. ففي عام 2000، وهو في الثامنة والعشرين فقط من عمره، تم انتخاب روبيو لمجلس نواب فلوريدا. وخلال السنوات الثماني التالية كان يتنقل في المناصب داخل حزبه الجمهوري بالولاية بدءا من عضو الغالبية إلى رئيس مجلس فلوريدا.
تربى روبيو الذي ولد في ميامي على يد أبوين من الطبقة العاملة، فكانت أمه تعمل في خدمة الغرف بأحد الفنادق فيما كان أبوه يعمل نادلا في حانة وكان أبواه قد هربا من كوبا بعد استيلاء فيدل كاسترو على السلطة في 1956. وبعدما كان يعيش مع أبويه في لاس فيغاس بنيفادا، عاد روبيو إلى ميامي في 1985 للالتحاق بالمدرسة العليا وبعد التنقل بين مؤسستين أكاديميتين أخريين، حصل على درجة البكالوريوس عام 1993 في العلوم السياسية من جامعة فلوريدا. وفي عام 1996، حصل على درجة علمية في القانون من جامعة ميامي. وفي 1998 تزوج من جانيت دوسديبس، إحدى المشجعات بفريق «ميامي دولفينز» وأنجب منها أربعة أطفال.
وقد استغل الحزب الجمهوري السيرة الذاتية لماركو روبيو وألقى على عاتقه مهمة إلقاء أول خطاب جمهوري في أعقاب انتخابات نوفمبر (تشرين الثاني). وكما ذكر زعيم الأقلية بمجلس الشيوخ، ميتش ماكونيل فإن الجمهوريين يشعرون بأن خلفية روبيو ستجعله تجسيدا لرسالة الحزب الجمهوري المتفائلة.
الأقوى في العالم
باعتباره من المحافظين الجدد، تدافع مواقفه المتعلقة بالسياسة الخارجية عن تزايد القوة الأميركية وتعزيز العلاقات مع الحلفاء على المدى البعيد في أنحاء العالم كافة. وكان روبيو قد أعلن ضرورة الحفاظ على «استثنائية» أميركا، وهي النقطة التي أشار إليها في خطابه بعد النصر في الانتخابات: «إن دور أميركا في العالم واضح للغاية. فالعالم أكثر أمنا كما أنه أفضل عندما تكون أميركا هي الدولة الأقوى في العالم».
وفي خطاب حديث، انتقد روبيو السياسة الخارجية لإدارة أوباما قائلا: «من الواضح أنها تتجاهل أصدقاءنا وتحابي أعداءنا وتتخلى عن مسؤوليتنا». ومن دون الخوض في التفاصيل، يؤكد روبيو على أن السياسة الخارجية المعتمدة على «التجاهل والمحاباة والتخلي» يجب أن يتم استبدالها بأخرى تستهدف الحفاظ على التحالفات مع الحلفاء الرئيسيين والدفاع عن البلاد بالإضافة إلى حماية «قدرتها على الاستجابة لأي تهديد قد يظهر».
وبالنسبة لروبيو، «فإن الحفاظ على الحلفاء» يبدأ أولا وأخيرا بالحفاظ على «العلاقة الخاصة» مع إسرائيل وتعزيزها، التي يصفها بأنها «أقرب أصدقائنا وأكثرهم جدارة بالثقة في الشرق الأوسط». وفي أعقاب هجوم إسرائيل على أسطول الحرية المتجه الى غزة في مايو (أيار) 2010، تساءل روبيو حول رد فعل الإدارة الأميركية ناعتا إياه بالموقف غير الواضح، قائلا إن الولايات المتحدة عليها مسؤولية الاستمرار في خدمة حليفها القوي والأكثر رسوخا. وبشأن رؤيته للتعامل مع إيران، عندما سئل عما إذا كان سيساند ضربة إسرائيلية استباقية على المنشآت النووية لنظام أحمدي نجاد، أجاب روبيو بأن «على إسرائيل أن تفعل ما ترى أنه ضروري بالنسبة لأمنها القومي».
وفي فبراير (شباط) 2010، وفي خطاب أمام لجنة العمل السياسية المحافظة (CPAC)، أكد روبيو موقفه المتشدد والمتطرف وهاجم «الإرهاب الإسلامي» قائلا: «سوف نستهدف وسوف ندمر الخلايا الإرهابية وزعماء هذه الخلايا. ومن سيتمكن من البقاء سوف نلقي القبض عليه. وسوف نحصل على معلومات نافعة منهم».
وفي ما يبدو أنه مغازلة للكتلة الكوبية الأميركية (تشير بعض التقديرات إلى أنه تلقى 70 في المائة من أصواتهم في الانتخابات الأخيرة)، حافظ روبيو على موقف متشدد في ما يتعلق بنظام كاسترو، وتأييد العقوبات المفروضة ومعارضة إنهاء 50 عاما من الحظر التجاري.
وخلال عمله في مجلس فلوريدا، وقع روبيو خطابا يدعو لزيادة التمويل الأميركي لمحطة الإذاعة والتلفزيون «مارتي» وهي المحطة التي يمولها الكونغرس والتي تبثها الولايات المتحدة في كوبا.
وعلى الرغم من أنه مستجد في المكتب الوطني، فإن نفوذ روبيو المتزايد في الحزب الجمهوري والعلاقات الحالية مع الجمهوريين في اللجان المتعلقة بالسياسة الخارجية ربما يوفر له قنوات يستطيع عبرها توضيح وجهات نظره في السياسة الخارجية والترويج لها.
كما تربطه علاقة قوية بإلينا روس ليتنين، رئيسة لجنة الشؤون الخارجية بالمجلس، وهما يتشاركان في وجهات النظر في ما يتعلق بكوبا كما أنه تدرب على يديها. وعلى الرغم من أن تكليفات اللجنة لم تنته بعد، يقال إن روبيو يسعى وراء شيء في السياسة الخارجية.
ماركو روبيو رئيسا؟
وقد اكتسب روبيو شهرة على المستوى الوطني في سباقه الانتخابي في نوفمبر (تشرين الثاني) وأصبح مفضلا لحزب الشاي ذي الشعبية المتزايدة بعدما أكد ميله لليمين من خلال العملية الانتخابية. على أية حال، سوف نرى إذا ما كان قادرا على تجاوز الطبقة والعرق والترشح للرئاسة في 2012. ولكن المؤكد، أنه على الرغم من أن مقعد روبيو يقع في نهاية قاعة المجلس وأن مكتبه يقع في قبو الكونغرس (كلاهما مواقع تقليدية للنواب الصغار)، فإن روبيو مرشح لأن يصبح عضوا نشطا في ذلك الكونغرس وإسما متكررا في المناقشات المحيطة بالانتخابات الرئاسية القادمة.
للتسجيل في النشرة البريدية الاسبوعية
احصل على أفضل ما تقدمه "المجلة" مباشرة الى بريدك.