كنت الأقرب لتشكيل الحكومة العراقية الجديدة والمالكي أقسم لي يمينًا بأنه لا يعلم بالقرار

كنت الأقرب لتشكيل الحكومة العراقية الجديدة والمالكي أقسم لي يمينًا بأنه لا يعلم بالقرار

[escenic_image id="5513722"]

اعتبر النائب العراقي صالح المطلك، زعيم الجبهة العراقية للحوار الوطني، عضو المجلس السياسي الأعلى للأمن الوطني، أن قرار هيئة المساءلة والعدالة ( اجتثاث البعث سابقًا) باستبعاده من الانتخابات في آذار(مارس) المقبل هدفه منع كتلته من اكتساح المقاعد في البرلمان المقبل.

وأشار المطلك الذي يتزعم حاليًا كتلة برلمانية مكونة من 11 نائبًا، إلى احتمال مقاطعة الانتخابات المقبلة في حال استمر القرار باستبعاده.

وأكد المطلك أنه لا علاقة له بالبعث، لكنه قال في الوقت نفسه: إنه يدافع عن المظلومين في حزب البعث وفي منظمة مجاهدي خلق الإيرانية المعارضة.

واتهم المطلق في حواره مع"المجلة" إيران بأنها  لعبت دورًا  في قرار استبعاده، الذي قال إنه صدر عن هيئة غير دستورية. وأرجع ذلك إلى تصدي كتلته للسياسات الإيرانية في العراق. وأكد في الوقت نفسه أن العراقيين ملّوا من المشروع الطائفي والأحزاب المذهبية. وأنهم لا يمكن أن يتقبلوا النموذج الإيراني .

المجلة: ما موقفكم فيما يتعلق بالانتخابات بعد قرار الاستبعاد؟

 ـ مازلت مرشحًا للانتخابات، لأن القرار لم يكتسب الدرجة القطعية ولا يمكن أن يصبح نهائيًا إلا بعد مصادقة محكمة التمييز عليه، والمحكمة لم تٌشكل حتى الآن، وهذا القرار صدر عن هيئة "المساءلة والعدالة "، (اجتثاث البعث) سابقًا، والتي تشكلت بقرار من بريمر، الذي حكم العراق في الفترة التي أعقبت دخول القوات الأمريكية العراق واحتلاله في العام 2003، ورشح رئيس الوزراء المالكي مجموعة أسماء تنتمي  إلى حزب الدعوة لعضوية "هيئة المساءلة"، لكن لم تتمكن تلك الأسماء من نيل ثقة مجلس النواب وتم رفضهم عن طريق التصويت بسبب انتماءاتهم الحزبية، وبالتالي فهذه الهيئة تعتبر  غير مشكلة من الناحية القانونية. لأن البرلمان لم يصوت حتى الآن على تشكيل أعضائها.

المجلة:"هيئة العدالة والمساءلة" هل تراها هيئة قضائية أم هيئة سياسية؟

ـ بالتأكيد هي هيئة سياسية، لأنها لا تضم في عضويتها أي قاضٍ، وعملها يستند إلى أجندة سياسية واضحة لبعض الكتل في البرلمان"، وهناك مطالبة بأن يكون أعضاؤها من القضاة.

المجلة: ما الدوافع برأيك وراء  القرار باستبعادك أنت وكتلتك من الانتخابات البرلمانية؟

ـ هناك أكثر من سبب، الأول أنهم يخشون من اكتساح قائمتي  لنتائج الانتخابات المقبلة، وتصبح الكتلة الأكبر في البرلمان وبالتالي نكون مؤهلين لتشكيل الحكومة القادمة .

المجلة:لكن كتلتك لا تضم حاليًا سوى 11 نائبًا، فلماذا تتوقع أن تكتسح الانتخابات هذه المرة؟

في الانتخابات الماضية حصلت كتلتي على 80 مقعدًا، لكن زورت الانتخابات بطريقة لم تسمح لنا إلا بـ 11 نائبًا فقط، وأنا أتوقع لكتلتي في الانتخابات المقبلة على الأقل الحصول على مائة مقعد لنصبح الكتلة الأكبر في البرلمان، وهذا ما أكدته  استطلاعات الرأي التي أجريت من قبل مؤسسات أمريكية، حيث أظهرت مؤشرات تدل على تقدمنا الكبير  في الانتخابات المقبلة بمستوى يسبق  كتلة نوري المالكي وكتل الآخرين بمراحل، وفي رأيي يرجع سبب تقدمنا إلى  كون العراقيين ملّوا من المشروع الطائفي ويريدون التخلص منه، ومن الأحزاب الدينية المذهبية، وهم بحاجة إلى مشروع وطني ليبرالي علماني يحمل هوية وطنية ويستطيع التعامل مع كل العراقيين بطريقة عادلة ولا يفرق بينهم حسب مذهبهم.

  المجلة:وبماذا تفسر توقيت قرار الاستبعاد؟

ـ أعطي  اندماج جبهتنا "جبهة الحوار الوطني العراقي" مع "حركة الوفاق الوطني"، التي يترأسها رئيس الوزراء الأسبق إياد علاوي، ثم تكامل تحالفنا بشكل أكبر عندما توسع ليشمل نائب الرئيس طارق الهاشمي ونائب رئيس الوزراء رافع العيساوي، وظافر العاني، وحسين الشعلان، وتوفيق العبادي .. وغيرهم،كل هذا أعطى شحنة قوية لدى المواطن العراقي للتوجه نحونا، وظهرت قوة مشروعنا التي أخافتهم، فأرادوا أن يضعفوا المشروع السياسي لنا بأي شكل، ونحن كنا نراقب الوضع ونريد أن نعرف ما الذي يمكن أن يفعلوه، وكنا نتوقع أن يوجهوا لنا ضربة، لكن في الحقيقة أنا شخصيًا لم أكن أتوقع أن يدخلوا من هذا الباب، خاصة أنه ليس لديهم أي مبرر قانوني لاستبعادي، وكنت أتوقع أن يقوموا بفبركة قضايا أواعتقال أعضاء من التكتل ليحصلوا منهم على اعترافات بالقوة بعد الضرب والتعذيب، وحدث هذا الموضوع بالفعل حيث بدأوا منذ أكثر من شهرين بحملة اعتقالات لبعض أقاربي وأفراد من حمايتي الشخصية.

  المجلة: قبل فترة  تم اعتقال نجل شقيقتك و يقال إنه أدلى باعترافات كانت الأساس الذي اعتمدت عليه هيئة المساءلة والعدالة في استبعادك..هل هذا صحيح؟

ـ نعم هذا ممكن، فقد اعتقلوا اثنين من أبناء شقيقتي؛ واحد منهم حارسي الشخصي، والثاني رجل أعمال لم ينتم يومًا إلى حزب البعث، واعتقلوهما على أساس أنهما من  الممولين لحزب البعث وانتزعوا منهما بالقوة اعترافات بأنني أسهم في عمليات المقاومة، وإنهم يأخذون أموالًا من عندي ليعطوها للبعثيين، ثم أفرج عنهما عندما عرضا على القاضي، وهذه الأمور ابتدعوها حتى تؤثر بالسلب أو يصدقها المواطن العراقي، لكن لم يقتنع بها أحد فالكل يعرف صالح المطلك، لذا توجهوا إلى إقصائي عن طريقة هيئة اجتثاث البعث.

المجلة برأيك هل هذا القرار صدر بالفعل من لجنة المساءلة والعدالة أم أنه بتوجيه من جهات أخرى وراء لجنة المساءلة؟

ـ عندما سمعت هذا القرار، اتصل بي رئيس الجمهورية شخصيًا وقال لي إنه لا علم له بهذا الموضوع وحتى نواب رئيس الجمهورية خرجوا لوسائل الإعلام ونفوا معرفتهم بهذا القرار، واتصل بي رئيس الوزراء "نوري المالكي"وأقسم يمينًا بأنه لا يعرف بالقرار!!، إذن من الذي يعرف؟؟

 معلوماتي  الموثقة  تؤكد أن مدير عام هيئة اجتثاث البعث "هيئة المساءلة والعدالة"، والذي لا نعرف من عينه، كان معتقلًا لدى القوات الأمريكية بتهمة تسريب معلومات لإيران عن طيارين وضباط سابقين في الجيش لاغتيالهم، وتمت بالفعل تصفية عدد كبير منهم، وكذلك هو مرتبط بفيلق القدس المعروف بعلاقته بإيران، و تربطه علاقة وطيدة  بـ أحمد الجلبي، كل هذا يؤكد أن هناك تأثيرًا إيرانيًا واضحًا وراء قرار حظر مشاركتي في الانتخابات البرلمانية المقبلة.

 وأنا أستغرب أن يستطيع ـ مجرد موظف ـ منع كيان سياسي بهذا الحجم، لديه مؤيدون ومريدون من شمال العراق إلى جنوبه، وهو ممثل في البرلمان وفي مجالس المحافظات، من دخول الانتخابات بهذه الطريقة، إلا إذا كانوا يريدون نقل نموذج "مصلحة تشخيص النظام"الإيراني إلى العراق فتصبح من سلطة هيئة المساءلة والعدالة ، البت في صلاحية من يتقدمون للمنافسة على المقاعد النيابية، وبالتالي تستطيع أن تمنع أي تكتل من الترشح، وهذا النموذج لا يمكن أن نقبله نحن في العراق.

المجلة:  قلت إن طهران هي وراء القرار الذي اتخدته هيئة المساءلة.. لماذا تستهدفك إيران دون غيرك؟

ـ إيران تعتقد بأن الجبهة الوطنية للحوار الوطني، تشكل خطرًا على مصالحها في العراق، خاصة بعد المعارضة التي أبدتها الجبهة في أزمة "حقل الفكة".

المجلة: ولماذا  لم يُستهدفوا  مثلًا رئيس الوزراء العراقي الأسبق إياد علاوي المعروف بأن اتجاهه قومي وهو كان بعثيًا فيما مضى  ؟

ـ مواقفي تجاه إيران فيها تصعيد أكثر من إياد علاوي، لذا فهم يريدون استبعادي بأي شكل، ورغم أن علاوي رجل علماني فإن له صفة أخرى(.....).

المجلة:هل من ضمن أسباب استهدافك زيارتك لمعسكر أشرف الذي يضم أعضاء منظمة مجاهدي خلق الإيرانية المعارضة؟

ـ نعم زيارتي لمعسكر أشرف أثرت على إيران بشكل كبير، وعلاقتي بمجاهدي خلق لا أنفيها، هؤلاء مجاهدون حقيقيون وأنا أتعامل معهم وأحترمهم وأعتقد أنهم مظلومون، وأنا بطبيعتي أقف مع المظلوم، وقفت مع الشيعة عندما ظلموا في يوم ما، وأقف مع المظلومين من البعثيين والمظلومين من مجاهدي خلق، وأقف مع أي مظلوم في الداخل والخارج.

المجلة: قيل إنه من ضمن أسباب استبعادك أنك أطلقت عبارة مدوّية في البرلمان حين قلت إنك ستصوّت "باسم حزب البعث"؟

ـ هذا كلام غير صحيح وفيه تجنٍ، فليس من المعقول أن يكون حزب البعث حزبًا محظورًا وأتكلم من داخل البرلمان بأني سأصوت باسمه، ولم يصدر مني أي تصريح يمكن أن يثبت أنني روجت لأي فكر غير فكر الجبهة التي أنتمي إليها.

 المجلة: في حال الإصرار على استبعادك ماذا سيكون تأثير ذلك على الانتخابات؟

ـ قد نذهب لمقاطعة الانتخابات، لأن الذي يستطيع أن يخرج رئيس كتلة سياسية بكاملها من الانتخابات، يستطيع أن يهمش الانتخابات ونتائجها كما يشاء. وفي نفس الوقت لا نريد أن يؤدي هذا الوضع إلى أزمة سياسية جديدة، فبعد هذا الاستبعاد شعر الناس بخيبة أمل من العملية السياسية في العراق، فمثل هذه الأوضاع  تؤدي لتفاقم الصراعات المسلحة، وهم بهذا التصرف أدخلوا البلاد في دوامة كبيرة كنا نحاول الابتعاد عنها قدر الإمكان، حتى نؤسس حكومة تؤمِّن استقرار الوضع الأمني والاجتماعي والسياسي.

 المجلة:في حال أجريت الانتخابات الآن ، برأيك من الجهة صاحبة الحصة الأكبر فيها؟

ـ إذا أجريت الانتخابات وقائمتنا كما هي، ستكون الكتلة الأكبر في البرلمان، وإذا خرج "صالح المطلك" من القائمة ستفوز القائمة، ولكن بنسبة تجعل منها معارضة داخل البرلمان، ولكن لن يكون لها رصيد في الحكم إلا بمشاركة هامشية.

المجلة: يقال إنه في ديسمبر/كانون أول الماضي اجتمع نوري المالكي مع برلمانيين عراقيين في اجتماع مغلق وسري، وذكر أن المالكي توعد أعضاء الكتل السنية وقال لهم حرفيًا "إننا كنا بحاجة لكم في المرحلة السابقة ولكني أعدكم ألا يبقى أحد منكم تحت قبة البرلمان.. ما مدى صحة هذا الكلام؟؟

ـ حتى أكون دقيقًا أنا لم أسمع هذا الكلام من المالكي، لكنه هدد وقال لدي ملفات عن 117 عضوًا في البرلمان، (ولم يحدد إذا كانوا سنة أو شيعة) وتوعد أنه وإذا تم الإصرار على استجواب الوزراء سيفتح تلك الملفات، في تهديد واضح منه، - وكأنها صفقات (اسكت عني، حتى أسكت عنك)، وكان من واجبه كرئيس للوزراء أن يفضح تلك الشخصيات وألا يتكتم عليها.

 

font change