إيران تستخدم المذهب الشيعي سياسيًا ضد مصر والسعودية

إيران تستخدم المذهب الشيعي سياسيًا ضد مصر والسعودية

[escenic_image id="559431"]

المجلة- لماذا زادت حدة الخلاف بين السنة والشيعة أخيرًا؟

الخلاف بين السنة والشيعة ليس دينيًا، وإنما أصله سياسي، وهو خلاف في الفروع وليس في العقائد، وأنا أعتقد أن كل من يشهد بأن لا إله إلا اللـه وأن محمدًا رسول اللـه يكون مسلمًا ، ولهذا، فقد أيّدنا دعوات كثيرة للتقريب بين المذاهب من خلال الأزهر منذ فترة طويلة، وعلى المسلمين أن يعملوا على وحدتهم ويحافظوا على عدم تفتيتهم مذهبيًا وطائفيًا، لا شيعة ولا سنه. كلنا مسلمون، وللأسف؛ النعرات والأهواء التي يلجأ إليها البعض هي التي تقف وراء تفتيت الأمة.

المجلة- ماذا يفعل الأزهر من أجل الوحدة التي يؤمن بها إمامه الأكبر ؟

الأزهر أكبر مرجعية سنية في العالم السني والشيعي أيضا باعتراف علماء الشيعة أنفسهم، وجهده في هذا الأمر واضح، فدائمًا ما يأتون في زيارات إلينا في الأزهر ويطلبون مدَّ أواصر التعاون مع الأزهر، ويطالبون بفتح معاهد أزهرية في بلادهم، وطلب مفتى الشيعة في لبنان أثناء زياته لي في الأزهر بالسماح للطلبة الشيعة من لبنان بالدراسة في الأزهر، كما طالبت إيران بفتح فرع  لجامعة الأزهر على أراضيها.

المجلة- وهل رحبتم بذلك؟

قلت لهم أهلاً وسهلاً، ولكن لا بد من الإبقاء على المناهج الدراسية وخصوصًا المواد الشرعية دون حذف أو تغيير. فضلاً عن التدريس بواسطة أساتذة من الأزهر، حيث يتم تدريس كل المذاهب السنية والشيعية مثل مذهب الاثنى عشرية والإباضية وعلى رأسها المذاهب الأربعة لأبي حنيفة ومالك وابن حنبل والشافعي. وهذا شرطنا لفتح معاهد أزهرية في أي مكان دون أي تدخل أو تأثير من جهة معينة أو تيار بعينه، فالأزهر رسالته نشْر وسطية واعتدال الإسلام بعيدًا عن خدمة أغراض وأهداف سياسية، كما تلجأ بعض الدول. وبالتالي لن نسمح بأن يتم استغلال اسم الأزهر للتلاعب من جانب المتشددين أو المتطرفين.

المجلة-هناك من يحذر من المد الشيعى خاصة فى مصر وسوريا مثل د. يوسف القرضاوي... فما رأيكم بذلك؟

د. القرضاوي له أن يقول وجهة نظره، ولكني أختلف معه تمامًا، حيث لا يوجد مد شيعي في مصر. فمصر دولة سنية والأزهر لن يسمح بنشر التشيُّع في البلاد، ولكن يمكن القول: إن المصريين بطبعهم يميلون إلى آل البيت، وأعود وأذكِّر د. القرضاوي أن الفاطميين والشيعيين حكموا مصر حوالي 230 عامًا، وعندما خرجوا على يد صلاح الدين الأيوبي لم يوجد شيعي واحد في مصر. لكن ما يحدث حقيقةً هو؛ أن الحكومة الإيرانية هي التي تلعب بالمذهب الشيعي بشكل سياسي لتحقيق أغراض خاصة،  تستهدف اختراق بعض المجتمعات العربية ذات الثقل والتأثير وأبرزها مصر والسعودية وسوريا وأخيرًا دخلت اليمن، إيران تلعب بالمذهب الشيعي ضد هذه المجتمعات، لكنها محاولات تبوء بالفشل لأن هذه المجتمعات محصَّنة وليس من السهل الضحك عليها أو شراؤها. وأعود وأكرر: أن الكلام عن المد أو الوجود الشيعي في مصر مصطنع، ومَن يرغب في التشيع، فعليه ألّا يدعو لذلك وسط مجتمع سني، وألّا يسعى للفتنة وتنفيذ مخططات خبيثة.

المجلة- ولم تأجيج الخلاف بين السنة والشيعة؟

أنا أقول إن كل مَن يحاول تأجيج الخلاف بين السنة والشيعة يحاول تحقيق أهداف سياسية و الالتفاف عن  القضايا الرئيسية. طبعًا لا بد أن يتراجع بعض علماء الشيعة عن سبِّ الصحابة والسيدة عائشة وغير ذلك من مخالفات موجودة في كتب الشيعة وتراثهم، فلا بد من تنقيتها تمامًا

المجلة- كيف ترى مواقف حسن نصر اللـه، زعيم حزب اللـه اللبناني؟

نصر اللـه مواقفه تجاه مصر تعد إساءة بالغة وتخريبًا ودعوة للفتنة، وعليه أن يكف هو وأمثاله عن الضجيج والتصريحات الرنانة ويحاول حل قضيته، ومصر دائمًا كبيرة ولا تلتفت لصغائر الأمور، مثلما أكد الرئيس حسنى مبارك... المشكلة أن مثل هؤلاء لا يريدون أن يكون لهم دور على حساب الدول ذات الثقل التاريخي مثل مصر والسعودية...لكنهم لا يعرفون أن هذا مستحيل ...الدور لا يأتي بالصوت العالي وإنما بالفعل.

المجلة- رفضت في العام الماضي دعوة لزيارة إيران، فما الأسباب؟

الدعوة كانت من مسئولين إيرانيين لحضور مؤتمر لتكريم أحد العلماء، وطلبوا منى توجيه كلمة عن أهمية الحوار بين المذاهب ونظرًا للظروف السياسية، وتأزُّم العلاقة بعد القبض على الخلية الإرهابية التي تنتمي لحزب اللـه الشيعي على أرض مصر، رفضت الدعوة تمامًا، فليس كل دعوة تكون محل اعتبار، وأذكر أنه منذ أربع سنوات وجَّهت دعوة لزيارة إيران لحضور احتفالية لتكريم شيخ الأزهر الراحل محمود شلتوت هناك، وقد أرسلت 10 علماء من الأزهر من أعضاء مجمع البحوث الإسلامية للمشاركة في التكريم بالأبحاث الدينية التي كتبوها عن الشيخ شلتوت وأنا لم أذهب.

المجلة- هل يتم فحص الكتب التي تبث الفكر الشيعي؟

لجنة البحث والتأليف بمجمع البحوث الإسلامية تقوم بفحص الكتب الواردة إليها من أي جهة، وفي إطار التبادل الثقافي بين مصر وإيران، يتم فحص الكتب الإيرانية في الفقه والتقريب والتربية، وبذالك نضمن مراجعتها للتأكد من سلامتها وصحتها، ليس لأنها شيعية، وإنما كما نفعل مع كل الكتب لنتأكد من احترام ثوابت الدين.

المجلة- متى يذهب شيخ الأزهر لدولة إيران؟

هذا مرهون بتوقف إيران عن مخططاتها، وباحترام وتوقير رموز مصر والعالم السني، فلا يمكن بأي حال من الأحوال قبول زيارة إيران وهي تضع اسم وصورة قاتل الرئيس المؤمن الشهيد محمد أنور السادات على أحد شوارع طهران، فلماذا قامت إيران بتأليف فيلم "إعدام فرعون"، ورغم اعتذار السفارة الإيرانية في مصر لنا في الأزهر، وبرَّأت الحكومة من هذا العمل، ولكن هذا ليس بكافٍ، فإثبات حسن النوايا يتطلب تقديم مزيد من الدلائل واحترام مصر بكل رموزها. فلن نقبل المساس بنا.

المجلة- كلامك يعنى عدم وجود تقريب بين المذاهب؟

منذ عام 46 من القرن الماضي أقيمت دار التقريب بين المذاهب، وكان هدفها التقريب بين السنة والشيعة، وأنشأها الشيخ محمود شلتوت والشيخ القمي، وهذه اللجنة موجودة وإن كنت لا أعرف مواعيد اجتماعاتها، وقد طلب مني الوفد الإيراني خلال مؤتمر حوار الأديان في الأمم المتحدة  التقارب معهم، لكننا طلبنا منهم بأن يبلغوا الرئيس الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد بأنه لا تقريب فيما بيننا قبل الاعتذار لمصر ولأسرة الرئيس السادات والتراجع عن الإساءة  والتشهير بالرموز الوطنية المصرية.

المجلة- ما رأيك في الموقف الراهن في العراق و تحديدًا بين  السنة والشيعة؟

مسألة قتل العراقي لأخيه ليس من الإسلام في شيء، فيما يحدث بين السنة والشيعة من تقاتل  وتناحر وفتن، أشبه بقطع  الليل المظلم، وعليهم أن يدركوا أن الاختلاف في المذهب لا يمكن أن يكون سببًا لقتل إخواننا في الدين.

المجلة- مَن يقف وراء هذه الفتن؟

أعتقد أن ما يحدث  بالعراق من حروب أهلية وغيرها، يرجع إلى أجهزة إقليمية عالمية مشبوهة كل هدفها التنكيل والوقيعة بين العراقيين وبعضهم.

المجلة- سبق أن قدمت اقتراحا لحل الأزمة؟

أنا دعوت إخواننا العراقيين إلي عقد هدنة ولو لمدة شهر واحد لمراجعة النفس، وتقدير حجم الخسائر والدمار اللذين لحقا بالعراق من جراء القتل والتناحر فيما بينهم.

ونصيحتى للعراقيين  سواء كانوا أكرادًا أم سنة أم شيعة، أن  يتحاوروا فيما بينهم حتى يقفوا في وجه عدوهم فالحل  الافضل لقضية العراق   هو  اتحاد أبنائه، فعليهم توحيد الصفوف بالكلمة والأيدي وليس بالتفرقة بين سني و لا شيعي، وقتها فقط سينتهي العدوان ولن يكون هناك جندي واحد على أرض العراق.

المجلة- أخيرًا هل يتم فحص الكتب التي تبث الفكر الشيعي؟

لجنة البحث والتأليف بمجمع البحوث الإسلامية تقوم بفحص الكتب الواردة إليها من أي جهة، وفي إطار التبادل الثقافي بين مصر وإيران، يتم فحص الكتب الإيرانية في الفقه والتقريب والتربية، وبذالك نضمن مراجعتها للتأكد من سلامتها وصحتها، ليس لأنها شيعية، وإنما كما نفعل مع كل الكتب لنتأكد من احترام ثوابت الدين.

font change