الدكتور مفيد شهاب وزير الشئون القانونية والنيابية

الدكتور مفيد شهاب وزير الشئون القانونية والنيابية

[escenic_image id="558975"]

بحكم موقعه كواحد من أبرز رجال المطبخ السياسي المصري، يؤكد الدكتور مفيد شهاب ـ وزير الشئون القانونية والبرلمانية وعضو هيئة المكتب بالحزب الوطني الديمقراطي الحاكم ـ أن ملف التوريث ليس له وجود داخل الحزب أو الحكومة ، وأنه أمر لا يجري الحديث عنة لأنه لا توجد نية للتوريث أصلا.

الدكتور شهاب يصف كلمة التوريث بأنها وهْم سياسي تعيشه بعض الصحف الخاصة والفضائيات، طمعا في الإثارة التي تضمن زيادة المبيعات، لكن لا توجد حتى الآن نية لانتخابات مبكرة سواء برلمانية أو رئاسية، ولا توجد تحركات تمهيد الساحة لمجيء جمال مبارك، فكل هذا مجرد شائعات وأقوال لا أساس لها من الصحة. 

المجلة: زاد الحديث هذه الفترة عن مستقبل الحكم في مصر، وتحدث كثيرون عن تجهيز الساحة السياسية لتمرير مشروع التوريث .. في رأيك لماذا الحديث عن هذا الموضوع الآن ؟

الدكتور مفيد شهاب: صراحة لا أعرف لهذا سببا، فالمتابع للأوضاع في مصر يعلم أن هذا الأمر لا يشغل بال المواطنين العاديين الذين يتحدثون عن مشاكلهم الخاصة وشئونهم مثل الصحة والتعليم والعمل، وبعدها يتحدثون عن بعض الشئون العامة مثل الأداء البرلماني والأوضاع في فلسطين وإيران …. وآخر ما يتحدثون فيه هو مستقبل مصر السياسي، لأنهم يعلمون أنه أمر لا يستحق الجدل الآن . إذن الموضوع ليس مثارا عن المواطن العادي ولكنه من ابتكار قلة في الصحف الخاصة والفضائيات بدون مبرر.

المجلة: لكن الملاحظ أنه خلال هذه الفترة ارتبط الحديث عن مستقبل الحكم بتسريبات وكتابات عن إعداد الساحة السياسية لإنجاز مشروع التوريث؟

نفس الصحف والفضائيات تركز علي هذا الأمر، وتنسى  كل الأمور الأخرى التي تهم المصريين، وكأن الـ  80مليون مصري لا يشغلهم سوى هذه القضية، ولو كانوا فكروا قليلا لتأكدوا أن هذا الموضوع ليس مطروحا علي أي مستوى وليس واردا .. وإذا كان البعض يحاول ربطه بالانتخابات الرئاسية فهي لم يحن وقتها بعد… وعندما يحين وقتها ونقترب سوف يعلن الحزب الوطني عن مرشحه الذي يراه مناسبا، كما سترشح الأحزاب الأخرى من تراه،  ووقتها يمكن أن يكون الكلام عن مستقبل الحكم في مصر، لكن الآن الأوضاع مستقرة والحكم واضح ولا يحتاج نقاشا أو جدالا.

المجلة:  هل هناك مصادر خفية للمعلومات داخل الحزب أو الحكومة تُسرِّب هذه المعلومات؟

ليست هناك مصادر أصلا، وإنما للأسف الشديد هناك من له مصلحة في إثارة البلبلة والبحث عن إثارة صحفية.

المجلة: لكن موضوع الإثارة هذه المرة هو جمال مبارك؟

لأنه موضوع يضمن لهم أعلي قدر من الإثارة وجذب القرَّاء والمشاهدين.

المجلة:  دعني أسألك بصراحة .. هل يتم تجهيز الساحة الآن لجمال مبارك؟

أي ساحة .. هذا كلام غير منطقي ولا أساس له، والحزب الوطني لا يفكر فيه ولم يطرح على أي مستوى رسمي  أو غير رسمي  في أي وقت، وكل ما يقال عن هذا الأمر مجرد تخمين، كما أن الوقت غير مناسب للحديث عن كل ما يتعلق بالانتخابات الرئاسية.

المجلة: رغم أنه لم يتبقَ على الانتخابات الرئاسية سوى أقل من عامين؟

هذه فترة طويلة  لا يجوز فيها الحديث عن أي شيء يخص انتخابات الرئاسة .. وعندما يأتي الوقت المناسب ويقترب موعد الانتخابات يمكن الحديث .. لا أعرف لماذا يستعجل هؤلاء  الأحداث، ويصرون علي إجبارنا علي فتح ملفات قبل موعدها .. إذا كنا الآن لا نتحدث عن انتخابات مجلس الشورى المتبقي عليها 7 شهور فقط، فهل معقول نتحدث عن انتخابات الرئاسة!

المجلة:  الإصرار على الحديث فيها الآن سببه تصريحات خرجت على لسان عدد من قيادات الحزب الوطني أكدوا فيها أن عام 2011، هو عام الحسم…ففهموا أن المقصود به هو حسم الملف الرئاسي؟

المقصود بعام الحسم أن العام المقبل هو عام التجديد النصفي لمجلس الشورى في أبريل المقبل ثم  انتخابات مجلس الشعب في نوفمبر .. وكل التصريحات تقصد هذا المعني وليس غيره .. لكن كالعادة هناك من يستنتج ما ليس علي البال، يستنتجون ما يروق لهم.

المجلة: وصل الأمر إلى حد أن مَن يتحدثون عن ملف التوريث يؤكدون وجود أجنحة متصارعة داخل الحزب الوطني حول هذا الأمر؟

أتعجب من هؤلاء الذين يزعمون أنهم يعلمون بواطن الأمور رغم أنهم لا يعلمون أي شيء، وطوال عملي في الحزب الوطني لم أشعر أننا جناحان منقسمان حول قضية، قد نختلف في تفاصيل صغيرة لكن إذا وجدت داخل الحزب  توجهات مختلفة فلا يكون هذا حزبا، كما أن نغمة الحرس ـ القديم والجديد ـ صارت كلمة ممجوجة ولا معنى لها.

المجلة:  إذا كنا نتحدث عن ادعاءات .. فيقال أيضا إن الحزب الوطني عقد صفقة سرية مع الإخوان لتمرير التوريث مقابل دخولهم البرلمان؟

 هذا كلام أجوف، ولا يمكن لإنسان عاقل أن يتصوره بأي منطق، أولا: كما قلت لك، وهْم التوريث ليس موجودا إلا في عقول هؤلاء  .. الأمر الثاني: أن الحزب الوطني لا يعترف بالإخوان أصلا لأنهم تنظيم غير شرعي، ومبدأ الحزب الوطني؛ أنه لا يوجد تعامل مع التنظيمات غير الشرعية، وغير متصور أن حزب الأغلبية يدخل حوارا مع تنظيم غير شرعي ، إنما المتصور هو التعامل مع هذا التنظيم وفقا للقانون .. والأمين العام للحزب الوطني السيد ـ صفوت الشريف ـ  نفى وجود أي أحاديث بين الحزب وبين التنظيم غير الشرعي "الإخوان"،وإذا تم هذا الحوار سيكون باطلا من أساسه بل منعدما.

المجلة: الجانب الآخر يرى أن الحزب الوطني اتفق مع بعض  أحزاب المعارضة على تمليكهم مقاعد الإخوان  في مجلس الشعب مقابل مساهمتهم في إضفاء الشرعية على مشروع  التوريث؟

بعيدا عن هذا الكلام غير المسئول، فإن الوضع الطبيعي والأصلي ألا توجد داخل البرلمان إلا تنظيمات حزبية شرعية فإذا كنا نسعى في سبيل دعم التعددية الحزبية ووجود أكثر للأحزاب الأخرى، فأعتقد أنها نقطة إيجابية تحسب لصالح الحزب الوطني بدلا من أن يفسرها البعض بسوء نية على أنها تمهيد لشيء  يتم في الخفاء، الحزب الوطني لا يعمل في الخفاء لأنه يؤمن أن العمل الحزبي والسياسي مكانه النور وليس السر، وتحرك الوطني من أجل دعم الأحزاب الشرعية معلن، ثم مَن يريد التأكد أو لدية شك فعليه أن يسأل أحزاب المعارضة نفسها، هل هذه الأحزاب تقبل أن تكون طرفا في مثل هذه الصفقات السيئة ، المؤكد أن الحزب الوطني لا يقبل ولا يمارس مثل هذه الألاعيب، كما لا تقبلها أحزاب المعارضة الشرعية.

المجلة: إذن ألَا توجد داخل الحزب نية  للتخلص من الإخوان في البرلمان؟

نحن لا نستبعد أحدا .. وإنما هدفنا أن يكون البرلمان للتنظيمات الشرعية، فإذا كنا نسعى للحصول على الأغلبية فيجب أن تكون فاعليتنا أكثر، إذا كانت الأغلبية معقولة في مجتمع به تعددية حزبية، وأرى أن حزب الأغلبية عليه واجب غير مباشر تجاه الحياة الحزبية، ومن واجبه تمثيل أكبر للأحزاب حتى يكون أكثر فاعلية.

المجلة: ماذا تعني الأغلبية المعقولة؟

 مثل كل البرلمانات بين 60 و65 و80 في المائة.

المجلة: هل نحن أمام احتمال بانتخابات مبكرة سواء برلمانية أو رئاسية؟

كل الانتخابات في موعدها... تجديد مجلس الشورى في أبريل المقبل، ثم انتخابات مجلس الشعب في نوفمبر من نفس العام، ثم انتخابات الرئاسة  في 2011

المجلة: الكلام يدور حول احتمالية أن يدعو الرئيس مبارك لانتخابات رئاسية مبكرة؟

الرئيس مبارك لم يعلن شيئا عن هذا الأمر، ولم يتحدث عنه حتى أستطيع أن أجيب عن سؤالك.

المجلة:  هل أنت مطمئن لمستقبل مصر السياسي أم قلق عليه؟

الاثنان معاً .. القلق مشروع ولا يعني عدم الثقة وإنما هو قلق إيجابي، لأن مصر تواجه تحديات شديدة خلال تلك الفترة، وأتمني ألَّا تتعرض مسيرة الإصلاح لمؤامرات القوة التي تحاول عرقلتها من الداخل ومن الخارج .

المجلة: البعض من المروجين لسيناريو التوريث يتحدثون عن مستقبل غامض أو صورة سيئة لمستقبل مصر، وبعضهم يصل إلى حد الثورة؟

أولا: هؤلاء يبنون تصورهم على وهْم اخترعوه ويريدون تصديقه .. الأمر الثاني: أمانيهم بوصول مصر إلى حد العنف لن يتحقق لسببين، الأول: أن مصر لم يحدث بها ما يصل بها إلى هذا الحد. الثاني: أن شعب مصر طيب وآمن ويكره العنف ويفضل أن يعيش آمنا وفي سلام.

أحمد أيوب – مدير تحرير مجلة المصور

font change