(حماس بين التصلب الأيديولوجي والمرونة السياسية - بول سكام وأسامة أبو الرشيد - المعهد الأمريكي للسلام - تقرير خاص 24 يونيو 2009) - (التعامل مع حماس -المجموعة الدولية للأزمات) - (حماس - مجلس العلاقات الخارجية 27 أغسطس 2009)

(حماس بين التصلب الأيديولوجي والمرونة السياسية
- بول سكام وأسامة أبو الرشيد
- المعهد الأمريكي للسلام
- تقرير خاص 24 يونيو 2009)
-
(التعامل مع حماس
-المجموعة الدولية للأزمات)
-
(حماس
- مجلس العلاقات الخارجية
27 أغسطس 2009)

[escenic_image id="557888"]

إن السؤال عن الكيفية التي يتم بها التعامل مع حماس يأتي في طليعة أي مناقشات تتعلق بإمكانية تحقيق السلام في النزاع الفلسطيني الإسرائيلي. وهناك تحديات مستمرة تواجه احتمالات تحقيق التفاوض الناجح بين الطرفين، كما اتضح من رفض خالد مشعل مؤخرًا تطبيع العلاقات مع الدولة العبرية. فقد أخبر زعماء الدول العربية أن يحتفظوا بنصائحهم المذلة لأنفسهم مبديًا اعتراضه على دعوة أوباما للشرق الأوسط أن يقبل إيماءات إسرائيل برغبتها في التطبيع. وقد أصر مشعل إصرارًا شديدًا على أن تجميد المستوطنات ليس كافيًا لبدء التطبيع في العلاقات. وباعتباره الذراع السياسي لحركة حماس، يشير  تصريح مشعل إلى العلاقات المعقدة التي تخلقها حماس في نزاع الشرق الأوسط، ومن ثَمَّ يسلط الضوء على أهمية التوصل إلى طريقة متماسكة للتعامل مع هذا التنظيم.

وقد انعكس هذا الهدف في تقارير صدرت مؤخرًا عن المعهد الأمريكي للسلام، مجموعة الأزمات الدولية ومجلس العلاقات الخارجية. وفي حين أنها جميعًا تلقي الضوء على ضرورة فهم الثقل الذي تمثله حماس في المفاوضات، تؤكد كل دراسة على جوانب مختلفة تتعلق بسلوك حماس ومن ثم يعطي كل تقرير مجموعة مختلفة من التوصيات للتوصل إلى اتفاق مع حماس قابل للتطبيق.

ولنبدأ بالتقرير الذي يعد أكثر التقارير الثلاثة أهمية؛ تلك التقارير الصادرة عن المعهد الأمريكي للسلام. فهذا التقرير يلقي نظرة غير مسبوقة على فلسفة حماس، ويقدم رؤية مستقبلية إيجابية وإن كانت بعيدة المدى، تتعلق بإمكانية التوصل إلى اتفاق بين إسرائيل وفلسطين. ومما يثير الاهتمام أن التقرير يرى أن نظرة الغرب لحماس تتسم بالتناقض والمبالغة، ويشير إلى أن هذا التناقض في نظرة الغرب لحماس قلل من جدوى الجهود السابقة التي بُذلت في التفاوض مع الحركة. وبصورة أكثر تحديدًا، يوضح مؤلفا التقرير، سكام وأبو الرشيد، أنه في حين تثبت حماس على جهودها المبذولة لإنكار حق إسرائيل في الوجود، فقد استندت معظم الجهود السياسية والعسكرية حيال الحركة على استخدام القوة كي تغير موقفها.

و يرى المؤلفان، بدلا من ذلك، أن هناك ثلاثة جوانب مهمة حول حركة حماس لم تتم دراستها كما ينبغي من قِبل الجهات المعنية بعملية السلام.

والجانب الأول من هذه الجوانب، كما يشير المؤلفان، هو أن حماس لا تقف ضد إسرائيل باعتبارها دولة للشعب اليهودي، ولكنها تقف ضد الوجود الإسرائيلي لما يتضمنه ذلك من آثار سلبية على المناطق الفلسطينية، التي تعدها حماس مناطق مقدسة. و تستمد منظمة حماس، بالإضافة إلى ذلك، أخلاقياتها و أهدافها من الشريعة الإسلامية. و بالتالي، فإذا أمكن استخدام الشريعة الإسلامية كإطار لعملية السلام، فمن المرجح التوصل إلى اتفاق للسلام على المدى الطويل.

ويعتقد المؤلفان أن إمكانية تحقيق السلام تتوقف بشكل كبير على مشاركة حركة حماس بشكل جدي في عملية السلام. وهما يريان أنه نظرًا لأن سياسات حماس، المبنية على الشريعة الإسلامية، تجعلها تقف ضد إسرائيل، فبإمكان الشريعة الإسلامية نفسها أن توفر حلولاً لعملية السلام تخرجها من الطريق المسدود الذي أصبحت فيه. وكان من ضمن المقترحات التي قدمها المؤلفان؛ القيام بعملية تهدئة أو هدنة ومحاولة تطبيق مفهوم حماس الخاص بالشرعية الفلسطينية. حيث يقول المؤلفان: "إن حماس تستخدم هذا المصطلح لتوضح أنها مستعدة للنظر في قبول معاهدة سلام ملزمة... طالما تم التصديق على هذه المعاهدة من قِبل الشعب الفلسطيني". و يهدف المؤلفان من وراء ذلك إظهار أن هناك مجالاً للمناورة، حتى داخل إيديولوجية منظمة حماس نفسها، من أجل إبرام معاهدة للسلام، لدرجة أنها وضعت مفهوم الشرعية كأساس لاستعدادها للترويج لهذه الأهداف. ويشير المؤلفان أيضًا إلى أنه مع ذلك فقد تصبح عملية السلام في ظل مثل هذه الظروف محل شك من قبل الكثيرين. إلا أنهما يؤكدان بالرغم من ذلك على أهمية أخذ هذا الاحتمال بعين الاعتبار، لأن هذه هي السبيل الوحيدة التي قد تدفع حماس للدخول في مفاوضات، حيث يقول المؤلفان: "إن فهْم الأسس الإسلامية لسياسات حماس ورؤيتها للعالم سيكون شيئًا ضروريًا لنجاح أي عملية سلام تكون حماس طرفًا فيها".

وبمنظور مختلف، تبرز المجموعة الدولية للأزمات أن إجماع الآراء حول حماس يقضى بأن التعامل معها يتطلب المواجهة. ومع ذلك، تقول أطراف المجموعة: إن الإجراءات العسكرية والاقتصادية القاسية قد عززت نفوذ الحركة في الأراضي المحتلة، وبالتالي تُقوَّض جهود سلام عديدة. بدلا من ذلك، لا يتطلب التعامل مع حماس فهْمًا لفلسفتها فحسب، كما أشار التقرير السابق، ولكن الأهم فهْم مكانتها على الساحة الفلسطينية. وبينما ارتبطت حركة حماس في مفهوم الناس بارتباطها بالصراع مع إسرائيل، فإن لديها جدول أعمال محليًا بالغ الأهمية. وقد انعكس هذا الأمر خلال محادثات وقف إطلاق النار الأخيرة، حيث طالبت الحركة بمكانة سياسية تتناسب مع التأييد الشعبي الذي تحظى به. وعلى هذا تقول المجموعة الدولية للأزمات: إنه حين تتخذ حماس خطوات لإنهاء العنف، فينبغي وقتئذٍ منح المنظمة دورًا سياسيًا رسميًا أكبر.

وبالمثل، يسلط مجلس العلاقات الخارجية الضوء على أهمية دور الساحة المحلية في نهج حماس تجاه إسرائيل. وبدلاً من ذلك، يبرز مجلس العلاقات الخارجية المنافسة الداخلية بين فتح وحماس، وكيف يمكن أن يؤثر ذلك على عملية السلام. وبالرغم من أن هذا الجدل ضمني بشكل بالغ، ينبغي أن نشيد بالتقرير لإبرازه حالة السياسة الفلسطينية. ويقول واضعو  التقرير: إنه منذ انتصار حماس في عام 2006 ، فشلت الحركة في التوحد حول برنامج مترابط، مما أدى إلى تفاقم حدة التوتر داخل السلطة الفلسطينية. "كانت النتيجة الفعلية هي التقسيم الجغرافي للأراضي الفلسطينية، مع احتفاظ حماس بالنفوذ في غزة واحتفاظ حركة فتح بالسلطة الفلسطينية المعترف بها دوليًا في مدينة رام الله في الضفة الغربية ". بالتالي يمكن التوصل إلى نتيجة مفادها؛ أن الإجماع بين صفوف الشعب الفلسطيني يقوضه الانقسام بين صفوف الحكومة إلى حد كبير.


ورغم أن التقارير الثلاثة أبرزت العوامل المختلفة التي ينبغي أخْذها في الاعتبار عند التعامل مع دور حماس في عملية السلام، فإن الخيط الأساسي بينها هو دور حماس المتغلغل. بعبارة أخرى، سوف يتوجب على أي عملية سلام التعامل مع حماس إذا كانت تهدف إلى التوصل لهدنة دائمة.

لقراءة التقارير كاملة تفقد الروابط التالية:

http://www.usip.org/resources/hamas

http://www.crisisgroup.org/home/index.cfm?l=1&id=2488

http://www.cfr.org/publication/8968/

font change