الدولة الفلسطينية مصلحة أميركيه عليا ، ونتنياهو يبحث عن أعذار

الدولة الفلسطينية مصلحة أميركيه عليا ، ونتنياهو يبحث عن أعذار

[escenic_image id="555817"]

المجلة : في زيارته الأخيرة لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو للولايات المتحدة ولقائه الرئيس أوباما، قدم نتنياهو رؤيته للحل مع الفلسطينيين على طريق إدارة الأزمة و ليس حل الأزمة وعدم التطرق إلى مبدأ الدولتين  فهل تتطابق هذه الرؤية مع رؤية الإدارة الأميركية الجديدة  للسلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين ؟

د.عريقات : أولا نحن نثمن ما قاله الرئيس الأميركي باراك اوباما أمام رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو، الرئيس اوباما طالب بوقف النشاطات الاستيطانية، وطلب بمبدأ الدولتين، وهنا أصبح  نتنياهو واضحا للقاصي والداني، أن حكومته ترفض حل الدولتين، وترفض الاتفاقيات الموقعة، وترفض وقف الاستيطان وبالتالي أصبح لدى الرئيس الأميركي خياران: إما أن يعامل نتنياهو كرئيس وزراء فوق القانون. و بالتالي تغلق صفحة السلام أو محاولة إطلاق عملية السلام، و تدفع المنطقة باتجاه العنف و الفوضى و المزيد من سفك الدماء. وإما أن يختار إلزام إسرائيل بما عليها من التزامات، وخصوصا مبدأ الدولتين، و قبول الاتفاقيات الدولية ووقف الاستيطان و بذلك يفتح صفحة جديدة.

وأنا باعتقادي أن الولايات المتحدة تتبع مصالحها، والإدارة الأمريكية تعلم جيدا أن حدودها الجغرافية لم تعد فقط مع المكسيك و كندا والمحيطين، فالولايات المتحدة لديها أكثر من 230 ألف جندي في العراق و أفغانستان. بمعنى اخر، فإن حدودها الحقيقة  صارت  مع تركيا و إيران و طجكستان و أوزبكستان والصين وباكستان ودول الخليج  والسعودية ومصر والأردن ،و هذا يعني إن هناك نظام مصالح أميركي جديد  وبالتالي _فإثناء زيارتي الأخيرة  لواشنطن_ ، ولمست هناك شيئا جديدا، أنهم أصبحوا يتحدثون عن الدولة الفلسطينية كمصلحة أمريكية عليا، ما يعني أن تجفيف مستنقع الاحتلال الإسرائيلي أصبح الآن جزءا من مصالحهم ، كما انه لم تعد الصورة الوظيفية للدول في المنطقة  كما كانت عليه في السابق ، فأميركا لم  تعد بحاجه لأحد لحماية مصالحها  في المنطقة بعد الآن .

المسألة المهمة انه في واشنطن يتحدثون عن حل الدولتين كخيار وحيد، وبالتالي هم يتحدثون عن مسؤوليات وعن مصالح لكل دول المنطقة، إضافة إلى مسؤولياتنا نحن كفلسطينيين في مجال السلطة الواحدة و السلاح الشرعي الواحد و سيادة القانون، و هذه أشياء عبر عنها الرئيس محمود عباس في التزامنا الأمين والدقيق بكل ما علينا من تعهدات.

المجلة: هل وعدتكم الإدارة الأميركية الجديدة بالضغط على الإسرائيليين لوقف كل أنواع  النشاط الاستيطاني و خصوصا إن الوعود الإسرائيلية تختصر فقط على المستوطنات العشوائية؟

د.عريقات : أولا، حسب ميثاق لاهاي سنة 1907 وميثاق جنيف 1947، أو قرارات الشرعية الدولية ذات العلاقة بمجلس الأمن أو خارطة الطريق، لا يوجد استيطان مرخص أو غير مرخص أو استيطان قانوني أو غير قانوني أو استيطان شرعي أو غير شرعي كل  أنواع الاستيطان و مشتقاته، من بناء و طرق التفافية ومصادرة أراضي وهدم بيوت وبناء جدار هو لاغي وباطل وغير قانوني ، كل هذه الأمور غير قانونية على الإطلاق، و بالتالي الاستيطان له فقط عبارة واحدة تعبر عنه في الضفة الغربية وفي القدس هو استيطان غير شرعي.  وفي واشنطن لقد سمعت من أكثر من مسئول أميركي إن الاستيطان يجب أن يوقف بما في ذلك النمو الطبيعي.

المجلة : إذا كان لدى الإدارة الجديدة رغبة جدية في إنجاح السلام و هي تضغط على كافة المسارات، هل من الممكن إن يقدم نتنياهو تنازل على المسار السوري مقابل تخفيف الضغط الأميركي عليه ويستمر عندها نتنياهو في تعطيل المسار الفلسطيني؟

د.عريقات:  دعني أقول لك ما قاله الرئيس محمود عباس للرئيس بشار الأسد ، الرئيس أبو مازن قال للرئيس الأسد، إن  الجولان العربي السوري المحتل ، هو بمثابة وبنفس مرتبة الأراضي الفلسطينية المحتلة، وبالتالي تحرير الجولان العربي السوري المحتل، مصلحة فلسطينية ومصلحة عربية عليا، وأضاف نحن متمسكون بمبادرة السلام العربية، ولن نسمح بالتلاعب بمسار على حساب مسار، ولن نسمح أن يكون المسار الفلسطيني ضد المسار السوري .

والرئيس الأسد رد و قال إن سوريا لن تسمح بان يكون المسار السوري ضد المسار الفلسطيني ، لذلك على الإسرائيليين والأمريكيين أن ينسوا هذه اللعبة .

المجلة: هل تعتقد إن الحكومة الإسرائيلية تستطيع إن تخوض عملية سلام على المسايرين، وهل لديها هذه الرغبة بإنجاح التسوية في المنطقة ؟

د.عريقات: أنا باعتقادي أن الحكومة الحالية لم تنتخب لصناعة سلام لا على المسار الفلسطيني ولا السوري، هذه الحكومة تفكر بالحرب على المسار الإيراني، وهنا  أريد أن أضيف نقطة: إيران ليست تهديد للأمن والسلام في المنطقة، إيران دولة إقليمية قد نتفق وقد نختلف معها، ولكن الخطر هو في غياب السلام وفي استمرار الاحتلال الإسرائيلي، وباعتقادي إن إسرائيل هي دولة نووية و ليست إيران.

المجلة: هناك مؤشرات لمقايضة بين الجانبين (الأميركي والإسرائيلي) تقوم على أساس الحل على المسار الفلسطيني لتسهيل الخطوات الأميركية على المسار الإيراني ؟!

د.عريقات: هذا كلام مرفوض،  المعادلة ليست إيران أو فلسطين المعادلة انه هناك احتلال غير شرعي ومنافي للقانون الدولي ومخالف للمواثيق والقوانين وقرارات الشرعية الدولية  ويجب إنهاءه ، الخطر على المنطقة مرة أخرى وبصوت مرتفع ليس إيران،  الخطر هو غياب السلام واستمرار الاحتلال الإسرائيلي وفي المنطقة هناك قوة نووية واحدة وهي إسرائيل  وعلى العالم إذا أراد فعلا أن يدفع المنطقة  باتجاه الأمن والسلام والاستقرار أن يتعامل مع ذلك بجدية وأن يعلن عن هذه المنطقة منطقه منزوعة السلاح النووي من كل الدولة وعلى رأسها  إسرائيل.

المجلة : لكن المصالح الأميركية في أفغانستان والعراق تفرض تسوية على الإدارة الأميركية ؟ 

د.عريقات: الرئيس اوباما لم يصح من النوم و ضميره أنبه و قال يريد دولة فلسطينية أو غيرها بدون النظر للمصلحة الأمريكية ،هناك إدراك في الولايات المتحدة انه بدون تجفيف مستنقع الاحتلال الإسرائيلي لن يكون هناك لا سلام ولا أمن ولا استقرار في المنطقة هذه هي المعادلات  الحقيقة كما قلت الدول عبيد لمصالحها و الولايات المتحدة تدفع لمصالحها.

ولنكن واقعيين أميركا لها مصالحها و أنا اجتمعت مع كل أركان الإدارة الأميركية الجديدة وباعتقادي هناك صوت واحد في أميركا يتحدث عن دولتين و يتحدث عن وقف الاستيطان و علينا كعرب جميعا أن نبذل كل جهد ممكن لتوحيد صفوفنا لتوحيد كلمتنا حتى نستطيع أن نؤثر بالحدث بقدر ما نتأثر به و تحديدا مع الإدارة الأميركية أن نتحدث معهم بلغة المصالح التي لا يفهمون سواها.

المجلة : الا تعتقد ان هناك توافق أميركي إسرائيلي في قلب المعدلة التي أسست لها  لمبادرة السلام العربية وهي الانسحاب من الأراضي العربية المحتلة عام 67 والسلام مقابل الاعتراف، إلى مطالبة العرب بالتطبيع اولا والسلام ثانية؟

د.عريقات: دعني  أقول ان مبادرة خادم الحرمين الشريفين المعروفة بمبادرة السلام العربية والتي أقرت في بيروت، وأعيد تأكيدها في قمة الخرطوم، ثم أعيد تأكيدها في قمة الرياض 2007 ودمشق 2008 والدوحة 2009 غير قابلة للتبديل أو التعديل أو التغيير، هي  كل لا يتجزأ، و كل  ما يثار حولها من كلام مجرد فقاعة في الهواء، مبادرة السلام العربية هي أكثر خطة إستراتيجية قدمها العرب، وهي تقول للإسرائيليين نحن نسعى للسلام و نريد السلام و لكن سلامنا لن يكون بأي ثمن، سلامنا يكون بالانسحاب الإسرائيلي من جميع الأراضي العربية المحتلة عام 1967ن بما فيها القدس والجولان وما تبقى من الأراضي اللبنانية المحتلة، وقبل ذلك لا تحلم إسرائيل في التطبيع مع العرب.

المجلة : هل هناك إمكانية لفرض الشروط و المطالب العربية على الولايات المتحدة و إسرائيلي ؟

د.عريقات : أولا هذه ليست شروط ولا مطالب، هذه  ما أسس لها القانون الدولي وما أسست لها الشرعية الدولية، والعامل المشترك بين مبادرة السلام العربية، وخارطة الطريق والاتفاقات الموقعة وقرارات الشرعية الدولية، هي أن هدف عملية السلام هو إنهاء الاحتلال الإسرائيلي الذي بدأ عام 1967 و حل قضايا الوضع النهائي، بما فيها قضايا القدس والحدود والمستوطنات واللاجئين والمياه والإفراج عن المعتقلين، ككل لا يتجزأ من مطالب الشرعية الدولية .

العرب قدموا رؤيتهم للسلام وهم على استعداد حسب مبادرة السلام العربية إذا ما انسحبت إسرائيل من الأراضي العربية المحتلة عام 1967، سيكون هناك علاقات مع إسرائيل وقبل ذلك لا تحلم إسرائيل أن تدخل من النوافذ والأبواب الخلفية. إسرائيل الآن كسلطة احتلال واقتحام  كسلطة استيطان واعتقال واغتيال كسلطة جدار يجب أن لا تكافأ بأي شكل من الأشكال، وإذا ما أوقفت إسرائيل الاستيطان فيجب أن لا تكافأ على ذلك، هي إنما تفعل ذلك لأن هذا غير قانوني وغير شرعي و ضد القانون الدولي وضد الاتفاقات الموقعة، وبالتالي نقطة ارتكازنا كعرب وأنا أتحدث الآن باسم كل العرب، مبادرة السلام العربية هي الأساس ولن يغيَر فيها حرف واحد

المجلة: ليس باعتقادك ان لنتنياهو شروط جديدة للتسوية مع الفلسطيني و خصوصا مطالبته الأخيرة بنزع السلاح الفلسطيني في الضفة الغربية ؟

د.عريقات: أولا نتنياهو يبحث عن أعذار، واضح جدا انه من خلال لقاءاته في واشنطن ومن خلال لقاءاته في العالم  وتصريحاته الأخيرة ، التي قال فيها بين قوسين "إن القدس عاصمة أبديه لإسرائيل"،  هو يرفض مبدأ الدولتين ويرفض الاتفاقات الموقعة ويرفض وقف الاستيطان، ويريد استمرار الاحتلال بأسماء أخرى، وبالتالي الكرة الآن في ملعب الرئيس اوباما والمجتمع الدولي، إن استمروا في التعامل مع إسرائيل كدولة فوق القانون، هذا يعني دفع المنطقة وشعوبها إلى مزيد من أتون العنف والفوضى والتطرف وإراقة الدماء. إن هم أرادوا فعلا الاستقرار والأمن والسلام في المنطقة فهذا لن يأتي عبر الحروب والمارينز ولا الصواريخ ،هذا ياتي عبر حل الدولتين و تطبيق كافة الاتفاقية الموقعة و تجفيف مستنقع الاحتلال.

المجلة : إذا أراد الإسرائيلي الجلوس إلى طاولة المفاوضات مع اي جهة فلسطينية عليه إن يفاوض سلطة الضفة ام سلطة غزة ام كل على حدا؟

د.عريقات: هذا السؤال هو تماما عندما وصل النقاش في اللقاء الأخير بين نتنياهو والرئيس اوباما إلى مطالبة اوباما لنتنياهو قبول مبدأ الدولتين؟ أجاب نتنياهو مع من اصنع السلام؟ مع الفلسطينيين في غزة أم مع الفلسطينيين في الضفة؟ وبالتالي أصبح سيف الانقسام والانقلاب السيف الوحيد في يد نتنياهو المسلط على رقابنا، وإذا لم نساعد أنفسنا كفلسطينيين في إنهاء حالة الانقسام وحاله الانقلاب وتوحيد صفوفنا لن يساعدنا أحد، لم يطلب احد من حركة حماس بان تعترف بإسرائيل ولا بالاتفاقات الموقعة ولا بأي أدبية من أدبياتها، المطلوب هو فقط من الحكومة الفلسطينية، لذلك نحن نثمن عاليا الجهود التي تبذلها مصر في مجال إنجاح الحوار الفلسطيني الفلسطيني، ومرة أخرى أقول  يجب أن ينجح هذا الحوار من اجل المصلحة العليا الفلسطينية، وتشكيل حكومة تلتزم بالتزامات منظمة التحرير الفلسطينية، وتقوم بأعمار قطاع غزة وإجراء انتخابات رئاسية وتشريعية ، عندما تختلف الشعوب، وهي  تحت الاحتلال ونحن نقول أننا شعب ديمقراطي، لا نحتكم إلى السلاح والانقلابات،  نحتكم إلى صناديق الاقتراع.

 ومرة أخرى إن لم نساعد أنفسنا في هذا المجال لن يساعدنا احد. وعن تصريح نتنياهو فيما يتعلق بالقدس، إن هو قال انه يريد القدس "عاصمة أبدية لدولة إسرائيل"  فهو كأنه يقول إن الصراع بيننا وبينهم ابدي، هذه هي الحقيقة لا سلام دون القدس، ولا دولة فلسطينية دون أن تكون القدس الشرقية عاصمة لها.

المجلة : كيف تواجهون إطرافا إقليمية لها علاقة في مسار التسوية الاستقرار في المنطقة ألمحت إلى مشروع فدراليه فلسطينية بين الضفة القطاع ؟

د.عريقات : هذه كلام غير منطقي وغير مقبول على الإطلاق، الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس وحدة جغرافيه متكاملة وسلطة واحدة، هذا كرب فلسطيني كبير، هذه مصيبة فلسطينية ، هذا أعمق جرح يمس القضية الفلسطينية منذ ،1967 ويجب إنهاء الانقلاب ويجب وضع مصالحنا العليا،  فلسطين أهم من حماس ومن فتح ومن كل الفصائل، وهذه الفصائل وجدت لخدمة فلسطين وليس العكس وهذه هي الحقيقة ، أما هذا الكلام لا يستوي إلى عقل أو منطق ولا يستند إلى شيء، أن نقول فدرالية فلسطينية هذه كلام مرفوض جملة وتفصيلا ، هناك شعب واحد سلطه واحدة، لن تكون لنا دولة فلسطينية دون أن تكون الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس وحدة جغرافيه واحدة وتحت سلطة واحدة.

المجلة: قام مشروع الرئيس الفلسطيني الراحل ياسرعرفات و استمر مع الرئيس محمود عباس الحفاظ على استقلالية القرار الوطني الفلسطيني ، اين أصبحت الاستقلالية اليوم بعد التدخل الاقليم المباشر لكسب الورقة الفلسطينية في التسويات الإقليمية؟ 

د.عريقات:إذا كان القصد دول إقليمية ، لم يعد هناك احد في الإقليم يعمل كجمعية خيرية،  الدول كالأفراد عبيد لمصالحها، وأنا أقول بصوت مرتفع إن القدس وفلسطين أهم من كل عواصم العرب والمسلمين، ولا يمكن أن تكون فلسطين ورقة تقدم في معابد الحوارات والالتفافات والتقاربات والتباعدات الإقليمية والدولية،  فلسطين اكبر من ذلك.

المجلة : إلى اين وصلت مفاوضات القاهرة و هل هناك تفاؤل جدي بنجاحها  ؟

د.عريقات:  مسألة التفاؤل والتشاؤم يجب أن تكون في المصلحة الفلسطينية التي هي فوق  كل اعتبار، اما هذا الانقسام والانقلاب اذا استمر، أصبح السيف المسلط على رقابنا جميعا كفلسطينيين بيد نتنياهو.

المجلة :هل يوجد من يعرقل الجهد المصرية في إنجاح الحواري الفلسطيني الداخلي ؟

د.عريقات: في قمة الدوحة اجمع كل العرب بدون استثناء على دعم الجهد المصري لتحقيق المصالحة الفلسطينية، و أؤكد لكم و أنا على علم و اعرف أن كل الدول العربية الآن تساند مصر بمن فيهم سوريا .

المجلة :ما السبب وراء اعتراض كتلة فتح النيابية على حكومة د.سلام فباض الجديدة و كبرلماني هل استشارتك  د فياض قبل تشكيل حكومته ؟

د.عريقات: أولا الحكومة الفلسطينية هي حكومة الرئيس محمود عباس وحسب المادة 43 من القانون الأساسي الفلسطيني، في حالة غياب المجلس التشريعي الفلسطيني كما هو حاصل الآن، تصبح مراسيم الرئيس قانون وبالتالي الأزمة التي شهدناها حول بعض الأمور  الفنية والتقنية و التشاورية  قد انتهت.

 فخلال اجتماعنا انا و رئيس كتلة فتح البرلمانية الأخ عزام الأحمد مع الرئيس ابو مازن، تم التفاهم على كل القضايا ، بالنسبة لنا هذه حكومة الرئيس محمود عباس وهي تستحق دعمنا وتأييدنا.

المجلة : هذا يعني ان الغلاف الفتحاوي الفياضي قد انتهى؟

د.عريقات: لا يوجد خلاف فتحاوي فياضي كما قلت، هذه حكومة الرئيس عباس والدكتور سلام فياض رئيس وزراء قادر و له كل الدعم و التأييد .

المجلة : صائب عريقات من صانعي اوسلو فهل انت راضي عن ما شاركت في انجازه ؟

د.عريقات : أنا أقول إن العيب لم يكن في يوم من الأيام في أوسلو و لا في الاتفاقات الموقعة ولا في المفاوضات، العيب كل العيب كل العيب كان في الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة، التي استمرت في الاستيطان في الجدران و في الاقتحام  في الاغتيال و في الحواجز والإغلاق، في نهاية المطاف السلام لا يستجدى السلام يصنع، عندما تعتقد الأطراف المتنازعة انه في مصلحتها إن يكون هناك سلام ، مقومات السلام معروفة. و إلى الآن لا يوجد في إسرائيل شريك لصناعة السلام، الذي يخضع للقانون الدولي و الشرعية الدولة و القرارات الدولية ذات العلاقة .

المجلة : الا تعتقد إن اتفاق اوسلو اصبح بحاجة إلى تعديل او تطوير ؟

د.عريقات : اتفاق أسلو احتوى على 63 بند لم يحتوي أي منها على أي آلية تنفيذ ذاتية، و بالتالي كان الهدف من أوسلو بداية عملية سلام يتم التفاوض فيها على كل شيء ، أوسلو قال بصريح العبارة إن الهدف من عملية السلام تنفيذ القرارين 242 338 و التفاوض حول قضايا الوضع النهائي، التي هي القدس و الحدود  والمستوطنات واللاجئين وحلها وفق لقرارات الشرعية الدولية، لذلك العيب ليس في أوسلو العيب في مواقف الحكومة الإسرائيلية المستمرة منذ أوسلو إلى الآن.

المجلة : كلمة أخيرة د.عريقات ؟

د.عريقات : الرسالة الأخيرة نحن كشعب فلسطين إن لم نساعد أنفسنا لن يساعدنا احد، علينا أن نساعد أنفسنا و ننجح الحوار في مصر و نؤسس لوحدة فلسطينية حقيقة، تقوم على تشكيل حكومة  تلتزم بالتزامات منظمة التحريرالفلسطينية،  هذا هو الأساس الآن وعلينا الاستمرار في بناء مؤسسات الدولة الفلسطينية، على أسس من الشفافية و الديمقراطية و المحاسبة والمراقبة بالسلطة الواحدة و السلاح الشرعي الواحد و بسيادة القانون.

أجرى الحوار مصطفى فحص

font change