السعودية وإسرائيل:
تطبيع أم اختبار؟

المفاوضات الأميركية– السعودية الجارية، التي تتحدث عنها وسائل إعلام كثيرة، هل هي مجرد تسريبات، أم إنها ملامح لـ"شرق أوسط جديد"؟
تخصص "المجلة" قصة الغلاف لشهر سبتمبر/أيلول لهذا الموضوع. وتنشر سلسلة مقالات ومقابلات تتناول هذا الملف من جوانبه كافة:
المحادثات السعودية الأميركية...
ومسألة التطبيع مع إسرائيل

ليس خافيا أن الرئيس بايدن بدأ عهده بعلاقة فاترة مع المملكة العربية السعودية، ودفع بالصراع الفلسطيني الإسرائيلي إلى أسفل سلم أولوياته، فيما تصدر ذلك السلم موضوعان كبيران هما مواجهة الصين وتنشيط الاتفاق النووي مع إيران. ومع ذلك، في محاولة لخفض أسعار النفط في أعقاب حرب أوكرانيا، حطّ رحاله في زيارة إلى المملكة العربية السعودية في يوليو/تموز 2022 وتبادل مع ولي العهد الأمير محمد بن سلمان ملامسة القبضات بدل المصافحة. ولكن الزيارة كما يبدو لم تسفر عن نجاح كبير، ففي أكتوبر/تشرين الأول 2022، خفضت المملكة العربية السعودية إنتاجها اليومي من النفط بمقدار مليوني برميل بالتنسيق مع "أوبك+" للحفاظ على سعر برميل النفط فوق 90 دولارا، ما حدا بالرئيس بايدن إلى إعلان أنه "سيعيد تقييم العلاقة بأكملها مع المملكة العربية السعودية".
ثم زادت الرياض على ذلك باستقبالها الرئيس الصيني في ديسمبر/كانون الأول 2022، في زيارة عززت شراكة استراتيجية شاملة بين البلدين. ولم يحل شهر مارس/آذار 2023، حتى كانت الصين قد توسطت في صفقة بين المملكة العربية السعودية وإيران، كان من نتائجها استئناف العلاقات الدبلوماسية بين الرياض وطهران.

فيينا - هشام الغنام
فيينا - هشام الغنام
السعودية وإسرائيل...
تطبيع أم اختبار؟

تدور المفاوضات، بحسب ما بات متداولا في الصحف الأميركية، حول ثلاثة مواضيع رئيسة:
الأول: ضمانات أمنية أميركية للمملكة العربية السعودية تضعها في مستوى الدولة العضو في حلف شمال الأطلسي (الناتو) وتشمل حصول الرياض على أسلحة متطورة تشمل صواريخ "ثاد" المضادة للصواريخ البالستية وغيرها.
الثاني: مساهمة الولايات المتحدة في برنامج نووي سعودي للأغراض المدنية يتضمن إنشاء "الدورة الكاملة" التي تبدأ من التخصيب وتنتهي بمعالجة اليورانيوم المستنفد مرورا بإنتاج الطاقة.
الثالث: العمل على تسوية القضية الفلسطينية استنادا إلى مبادرة السلام العربية التي أعلنت في قمة بيروت العربية في 2002 وتسمح بعلاقة عربية- إسرائيلية.
بومبيو لـ "المجلة": بوتين استغل
اخطاء بايدن... ويجب ان نشكل
جبهة ضد الصين

مايك بومبيو، هو المسؤول الأميركي الوحيد الذي تسلم منصبين رئيسين: مدير وكالة الاستخبارات الأميركية (سي آي إيه) بين 2017 و2018، ووزير الخارجية بين 2018 و2021، عند خروج الرئيس دونالد ترمب من الحكم. بومبيو مرشح بقوة للعودة إلى الإدارة، في حال فاز الجمهوريون في الانتخابات نهاية العام المقبل
الحديث الخاص الذي اجرته "المجلة" مع بومبيو له أهمية، ذلك أنه يعرف كثيرا من الأسرار عن الشرق الأوسط والخليج والعالم، وهو يقدم مقاربة تختلف جذريا عن نهج إدارة الرئيس جو بايدن في الملفات الرئيسة، مثل: علاقة أميركا مع الصين وروسيا في العالم، ومقاربة السياسة الأميركية مع السعودية وإيران في منطقتنا.

إبراهيم حميدي - مدير التحرير التنفيذي
إبراهيم حميدي - مدير التحرير التنفيذي
سبعة أمور على الرياض وضعها
في الحسبان خلال المحادثات
مع واشنطن

الأخبار التي تفيد بأن المملكة العربية السعودية وإسرائيل تجريان اتصالات عبر واشنطن، لإقامة علاقات هذا العام هي الأحدث في سلسلة من المحادثات الهادئة على مدى السنوات القليلة الماضية التي بحثت فيها سبل للتطبيع.
مثل هذه الخطوة، ستغير قواعد اللعبة في المنطقة، ومن الجيد دائما أن ترى الولايات المتحدة تحاول التعامل مع المنطقة بعد سنوات من الحديث عن الانتقال إلى أجزاء أخرى من العالم أو إعطاء الأولوية لقضايا أخرى.
للمملكة العربية السعودية يد قوية في هذه المناقشات، ويرجع ذلك جزئيا إلى أن إسرائيل وزعيمها الحالي رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، قالا إنهما يريدان مثل هذا الانفتاح بشدة. هناك الكثير من القضايا المعقدة المعنية، وإذا كانت هذه الصفقة المحتملة عبارة عن وجبة، فيبدو أن الأطراف في المراحل الأولى فقط من جمع المكونات قبل البدء في خلطها ثم طبخها في النهاية.

براين كاتيوليس
براين كاتيوليس
شروط سعودية للتطبيع:
تحفظ إسرائيلي وحيرة فلسطينية

منذ دعوة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب الدول العربية لتطبيع علاقاتها مع إسرائيل، وتوقيع اتفاقات من هذا النوع، قبل ثلاثة أعوام، مع بعضها (الإمارات، والبحرين، والمغرب، ثم السودان)، التي أضيفت إلى دول أقامت علاقات معها سابقا (مصر، والأردن، إضافة إلى سلطنة عمان والقيادة الفلسطينية طبعا)، ظلت الأنظار تتجه نحو المملكة العربية السعودية، التي فضلت البقاء خارج هذا الإطار، رغم الجهود التي بذلت لدفعها نحوه، بخاصة من قبل الولايات المتحدة، في ظل الإدارتين الأميركيتين، السابقة والحالية.

ماجد كيالي
ماجد كيالي
وثائق سرية سورية تكشف
تغير أولويات أميركا...
من التطبيع مع اسرائيل
الى "الطلاق" مع ايران

حسب مسودتي آخر اتفاقين عرضا على الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد في العام 2000 وعلى الرئيس بشار الأسد في 2011، اللتين حصلت "المجلة" على نصهما، فإن أولوية الرئيس الأميركي بيل كلينتون كانت إقناع الأسد خلال لقائهما في جنيف قبل 23 سنة تحقيق "تطبيع كامل" مع تل أبيب، لكن "الحلم الأميركي" بات في 2011 تخلي دمشق عن "تحالفها" مع طهران و"حزب الله" في لبنان، قبل انسحاب القوات السورية عام 2005.
وبعد انطلاق عملية السلام في مؤتمر مدريد 1991، جرت جولات عديدة من المفاوضات السورية- الإسرائيلية العلنية والسرية، السياسية والأمنية والعسكرية، في أميركا وأوروبا. وفي 1993، كانت هناك نقطة التحول لدى تعهد رئيس الوزراء الإسرائيلي إسحق رابين بالانسحاب الكامل من الجولان مقابل تطبيع العلاقات وترتيبات أمنية.

إبراهيم حميدي
إبراهيم حميدي