اليمن... اختبار الاتفاق

الاتفاق السعودي– الإيراني برعاية الصين، لاستئناف العلاقات الدبلوماسية الثنائية، ماضٍ في طريقه، وفق الخطوات المتفق عليها منذ إعلانه في بكين، مارس/آذار الماضي.
لا شك أن هذا الاتفاق كان محطة رئيسة ستترك آثارها في الإقليم وما وراءه. وسيكون اختبار الاتفاق في اليمن، الذي شهد في أبريل/نيسان الماضي خطوات كثيرة، تضمنت لقاءات مع الحوثيين في صنعاء، لبحث استمرار التهدئة وتبادل أسرى وحل سياسي شامل لليمن، على أن تستكمل لاحقا.
لهذه الأسباب وغيرها، استحق هذا الموضوع، أن يكون قصة الغلاف لعدد "المجلة" في شهر مايو/أيار، حيث يجري تناوله من جميع الجوانب الداخلية والخارجية، وطرح الأسئلة والتحديات والآفاق، اضافة الى منعكسات التفاهم بين الرياض وطهران على تفاصيل التسوية اليمنية، مع رسم ملامح هذا الحل والتحديات الماثلة أمام تنفيذ التصور العتيد.
الحل المستحيل في اليمن
هل ينهي الاتفاق السعودي- الإيراني الحرب؟

الاتفاق بين السعودية وإيران لن يحل موضوع اليمن، النفوذ في اليمن سيبقى رصيدا حاسما لإيران في زيادة وزن الأعباء اللوجستية على المملكة والحفاظ على اليمن كأهم نقاط شبكة الارتكاز في الاستراتيجية الإيرانية. طهران ستواصل سياسة التحسين النوعي للقدرة العملياتية لما يسمى "محور المقاومة"، بما في ذلك تطوير الروابط العملياتية الأفقية بين الجماعات الشيعية المسلحة في المنطقة من اليمن وحتى الهلال الخصيب ورفع قدرات التنسيق والتشغيل البيني لديها.
لكن الدور الإيراني، رغم كل التحفظات، "ضروري، وإن كان غير كافٍ"؛ (لتمكين) التقدم نحو السلام الشامل في اليمن الذي هو أكثر تعقيدا ويرتبط أيضا في معظمه بالداخل اليمني أكثر من الخارج:

هشام الغنام، خبير سعودي في العلوم السياسية والعلاقات الدولية، وباحث في مراكز تفكير غربية- فيينا
هشام الغنام، خبير سعودي في العلوم السياسية والعلاقات الدولية، وباحث في مراكز تفكير غربية- فيينا
ملامح الحل السياسي في اليمن
وفرت التهدئة والتوافقات وميضا في عتمة الأزمة القاتمة


بدر القحطاني - صحافي سعودي في صحيفة "الشرق الأوسط"، متخصص في الشؤون اليمنية، مقيم في لندن
بدر القحطاني - صحافي سعودي في صحيفة "الشرق الأوسط"، متخصص في الشؤون اليمنية، مقيم في لندن
ما شروط عودة اليمنيين إلى بلادهم؟
ضرورة اعتماد اللامركزية والشراكة الحقيقية

من جملة ما أسفرت عنه حرب اليمن من الكوارث نزوح ملايين اليمنيين من بيوتهم، ومنهم مئات الآلاف من نخبة المجتمع؛ من المهنيين ورجال الأعمال والقيادات الاجتماعية والسياسية والعسكرية، الذين نزحوا إلى دول الجوار والعالم الأوسع، تاركين المجال للقوة المسيطرة في صنعاء (حركة أنصار الله الحوثية)، لتُحكِم سيطرتها على الدولة ومؤسساتها، وتعيد تشكيل هوية المجتمع بلونها المذهبي.
وقد نجحت الحركة في فرض سيطرتها، مستفيدة من إقفال مطار صنعاء الذي منع عودة تلك القيادات التي كانت ستعيق مشروع الحركة الرئيس وهو بناء نسختها الزيدية من "دولة طالبان". وهناك من يعتقد أن الحكومة المعترف بها دولياً، أسهمت دون أن تقصد، في إنجاح ذلك "المشروع".

عبد الغني الإرياني- باحث أول في "مركز صنعاء للدراسات الاستراتيجية"
عبد الغني الإرياني- باحث أول في "مركز صنعاء للدراسات الاستراتيجية"
السلام في اليمن يُنعش باب المندب
تأثيرات إيجابية على أحد أهم الممرات

سينعش اتفاق السلام اليمني الحركة البحرية في أحد أهم الممرات المائية العالمية، مضيق باب المندب، وهو شريان رئيسي للحركة الاقتصادية والتجارية العالمية، وسينعكس إيجابا على أمن حركة ناقلات النفط والسفن التجارية بعد أن استهدفت العمليات الإرهابية الأهمية الاستراتيجية للمضيق الواقع على البحر الأحمر، والذي يبلغ طوله 20 كيلومترا فقط، حيث يلتقي البحر الأحمر بخليج عدن في بحر العرب، مما يجعل مئات السفن هدفا سهلا. وقد شكلت هذه العمليات تهديدا صارخا للملاحة البحرية ولأمن الطاقة العالمي والتجارة الدولية.

فيصل الفايق - مستشار وكاتب في شؤون الطاقة ومدير دراسات سابقا في منظمة "أوبك"
فيصل الفايق - مستشار وكاتب في شؤون الطاقة ومدير دراسات سابقا في منظمة "أوبك"
هل تُلزم الصين إيران بوقف تسليح ”الحوثيين“؟

بيروت- لم تمضِ أيام قليلة على انتهاء المباحثات بين وفدي كل من المملكة العربية السعودية، وايران، برعاية الصين وصدور البيان الثلاثي المشترك يوم 10 مارس/آذار 2023 حتى كان قائد القيادة الوسطى الأميركية الجنرال مايكل كوريلا يؤكد يوم 16 مارس الماضي ضبط خمس شحنات أسلحة إيرانية كانت في طريقها إلى "الحوثيين" في اليمن، بالتزامن مع المشاورات بين الرياض وطهران.
جاء حديث كوريلا في معرض التعليق على الاتفاق السعودي - الإيراني برعاية صينية، خلال مؤتمر صحافي عقده في وزارة الدفاع الأميركية، وفق ما نشرته وسائل اعلام أميركية.
وبالرغم من متابعة الولايات المتحدة للمباحثات التي استمرت لثلاث سنوات، فقد اعتبر كوريلا أن "إيران هي العنصر الأساسي لزعزعة الاستقرار في المنطقة (الشرق الأوسط) وأن تنفيذها للاتفاق مع السعودية موضع شك"، مضيفا: "بينما كانت المناقشات جارية، في الأيام التسعين الماضية، قمنا بمنع خمس شحنات أسلحة رئيسية قادمة من إيران إلى اليمن"، مكرراً أن "الاتفاقية شيء والتنفيذ شيء آخر".

خالد حماده - ضابط لبناني سابق وخبير في الشؤون الامنية والعسكرية، بيروت
خالد حماده - ضابط لبناني سابق وخبير في الشؤون الامنية والعسكرية، بيروت