الرياض: سوسن أبو حسين
* تحظى قمة الرياض بمشاركة واسعة من قبل القادة العرب، كما يشارك فيها عدد كبير من مسؤولي المنظمات والتجمعات الدولية.
* ستناقش القمة الأمن المائي والربط الكهربائي ومبادرة السودان لسد الفجوة الغذائية في العالم العربي والاتحاد الجمركي وتفعيل منطقة التجارة الحرة العربية الكبرى.
* الأمين العام لجامعة الدول العربية أكد ضرورة وجود ائتلاف عربي يضم مصر والسعودية والإمارات والأردن والمغرب تحت رعاية الجامعة لمواجهة التحديات والتهديدات التي تواجهها المنطقة.
* من المتوقع أن يتم اتخاذ مواقف وقرارات حاسمة وحازمة فيما يتعلق بمواصلة دعم إيران للأعمال الإرهابية والتخريبية بالدول العربية بما في ذلك استمرار عمليات إطلاق الصواريخ الباليستية من داخل اليمن على السعودية.
* سوف تؤكد القمة العربية على أهمية التعاون والتنسيق الإعلامي والأمني والاستخباراتي عربياً ودولياً لغرض محاربة الآيديولوجيا والفكر المتطرف للعصابات الإرهابية.
تحتضن العاصمة السعودية الرياض الاجتماعات التحضيرية للقمة العربية فيما يلتقي القادة العرب في اجتماع القمة العربية في دورتها الـ29 في مدينة الدمام وسط توقعات بخروجها بقرارات جريئة تنهي حالة الجمود في ملفات الأزمة وصولا إلى حلها، وخاصة: سوريا واليمن والتدخلات الإيرانية والتركية في الشؤون العربية، وليبيا، وفلسطين، وملاحقة الإرهاب بفروعه وتنظيماته المختلفة، إضافة إلى القضايا الاقتصادية والاجتماعية. وتنعقد القمة وسط تحديات كبيرة تواجهها المنطقة العربية وتهدد أمنها الإقليمي والقومي.
وتحظى قمة الدمام، كما أطلق عليها مؤخرا، بمشاركة واسعة من قبل القادة العرب، كما يشارك فيها عدد كبير من مسؤولي المنظمات والتجمعات الدولية في مقدمتهم أنطونيو غوتيريش الأمين العام للأمم المتحدة، بالإضافة إلى رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي موسى فكي، وممثلة الشؤون الخارجية للاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني، بالإضافة إلى ستيفان دي ميستورا المبعوث الأممي الخاص بسوريا والذي سيقدم إحاطة لوزراء الخارجية العرب خلال الاجتماع التحضيري للقمة حول جهود المنظمة الدولية لحل الأزمة السورية.
وردا على سؤال عما إذا كان قد تم توجيه الدعوة لقطر لحضور قمة الدمام، أوضح المتحدث الرسمي للجامعة محمود عفيفي أنه بالفعل تم توجيه الدعوة إليها لحضور القمة. وأعرب عفيفي عن أمله في أن تنجح القمة العربية في إصدار القرارات وتبني المواقف التي من شأنها تمكين الدول العربية من التصدي بفاعلية للتحديات والتهديدات الراهنة، مؤكدا ثقته في أن انعقاد القمة في المملكة العربية السعودية والتي تشكل ركنا أساسيا في منظومة العمل العربي المشترك سيوفر زخما كبيرا وقويا للتعامل مع مختلف القضايا والأزمات بالمنطقة.
وأوضح أن القضية الفلسطينية ستكون محورا رئيسيا من محاور النقاش خلال قمة الدمام، وذلك في ضوء التصعيد الإسرائيلي الأخير في غزة وقرار ترمب بشأن القدس واعتزامه نقل سفارة بلاده إلى القدس شهر مايو (أيار) المقبل، بالإضافة إلى بحث الأفكار التي طرحها الرئيس الفلسطيني محمود عباس أمام مجلس الأمن فبراير (شباط) الماضي.
ولفت عفيفي إلى أن إطلاق الصواريخ الباليستية الإيرانية الصنع من قبل الحوثيين على الأراضي السعودية سيحظى باهتمام خاص خلال القمة العربية، باعتباره تصعيدا خطيرا ومقلقا للغاية ليس بسبب استهدافه الصريح للمملكة العربية السعودية فقط ولكنه ينطوي أيضا على توسيع دائرة الصراع خارج اليمن وهو ما بدا واضحا خلال الآونة الأخيرة.
وفي رده على سؤال حول ما إذا كانت قمة الدمام ستدفع باتجاه المزيد من انخراط الجامعة العربية في الأزمات الملتهبة بالمنطقة، لفت عفيفي إلى أن الجامعة العربية منخرطة بشكل واضح في الملف الليبي، وذلك للطبيعة الخاصة لهذا الملف.
[caption id="attachment_55265165" align="alignleft" width="300"] الرئيس الروسي فلاديمير بوتين (وسط) مع الرئيس التركي رجب طيب إردوغان (إلى اليمين) والرئيس الإيراني حسن روحاني قبل محادثاتهما في منتجع البحر الأسود في 22 نوفمبر (تشرين الثاني)، 2017 في سوتشي، روسيا.[/caption]
ونوه عفيفي في هذا الإطار بالجهود الكبيرة التي يقوم بها مبعوث الأمين العام للجامعة العربية صلاح الدين الجمالي مع الأطراف الليبية وبلورة أفكار للتوصل إلى توافق بشأن اتفاق الصخيرات، كما أكد أن هناك تنسيقا مستمرا بين الأمانة العامة للجامعة العربية والمبعوث الأممي إلى ليبيا غسان سلامة.
وكشف عن اجتماع سيعقد بالقاهرة للجنة الرباعية الدولية المعنية بليبيا والتي تضم كلا من الجامعة العربية والاتحاد الأفريقي والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة نهاية أبريل (نيسان) الجاري. وبشأن الأزمة السورية قال إن الملف السوري يواجه تعقيدات بالغة سواء على الصعيد الداخلي أو على صعيد التدخلات الواسعة من قبل أطراف إقليمية ودولية، فضلا عن التصعيد العسكري الخطير على الأرض مما لا يجعل للجامعة دورا كبيرا.
واستدرك بالقول: «لكن نحن في تواصل مع الأطراف الرئيسية بالأزمة خاصة مع مبعوث الأمم المتحدة الخاص بسوريا ستيفان دي ميستورا»، والذي تم توجيه الدعوة له لحضور الاجتماع التحضيري على مستوى وزراء الخارجية لتقديم إحاطة بشأن آخر الجهود الأممية لحل الأزمة، مشددا على مساندة الجامعة العربية القوية لجهوده في ظل قناعتها بأن التسوية السياسية للأزمة لن تتم إلا عبر مسار جنيف.
وأكد عفيفي في الوقت ذاته أهمية توحيد قوى المعارضة السورية المعتدلة وغير المتورطة في عنف ضد الشعب السوري حتى يمكنها أن تنخرط بفعالية وصوت واحد في مفاوضات التسوية، منوها بلقاءين عقدهما الأمين العام مع نصر الحريري رئيس هيئة التفاوض التابعة للمعارضة السورية.
وردا على سؤال حول مقعد سوريا الشاغر في الجامعة العربية، قال عفيفي إنه لم يطرأ أي جديد في هذا الشأن. وأوضح عفيفي أن قمة الدمام ستناقش الوضع في اليمن والذي وصفه بأنه شديد السوء نظرا لتفاقم الأوضاع الإنسانية في كافة المناطق اليمنية، موضحا أن المبعوث الأممي السابق إسماعيل ولد الشيخ أحمد طلب إعفاءه من منصبه، وهناك مبعوث أممي جديد مارتن جريفيث يقوم الآن باستيعاب ملف اليمن في هذه المرحلة بأبعاده السياسية والعسكرية والإنسانية.
وأكد عفيفي أن الموقف الحوثي المدعوم من إيران يفاقم الأزمة في اليمن يوما بعد يوم، موضحا أن إطلاق الصواريخ الباليستيه من قبل ميليشيا الحوثيين يشكل تطورا خطيرا ويدخل الأزمة في مستوى جديد من التصعيد. وقال إن الجامعة العربية تتواصل مع المنظمات الدولية بقوة لتوفير المساعدات الإنسانية لليمنيين، منبها إلى أن مناطق كاملة في اليمن على شفا مجاعة.
وأشار عفيفي إلى أن ملف التدخلات الخارجية في الشؤون الداخلية للدول العربية وخاصة من قبل إيران وتركيا سيكون مطروحا بقوة على جدول أعمال قمة الدمام، في ضوء القلق العربي المتصاعد، مرجعا ذلك إلى أن التدخل الإيراني ينطوي على تغذية للعنصر الطائفي في المنطقة العربية، معتبرا أن ذلك يمثل كرة لهب يمكن أن تتسبب في إحراق مجتمعات بأكملها إذا ما تدخل طرف لحماية أقلية بعينها.
كما اعتبر عفيفي أن قيام طرف خارجي بالتأثير على الوحدة الإقليمية وسيادة دولة عربية، لحماية أمنه القومي ووحدته الإقليمية، يشكل تهديدا على الأمن القومي، مشيرا في هذا السياق إلى التدخل التركي في شمال كل من سوريا والعراق.
ولم يستبعد عفيفي انعقاد اجتماع للجنة الوزارية العربية المعنية بالتصدي للتدخلات الإيرانية في الشؤون الداخلية للدول العربية على هامش الاجتماعات التحضيرية لقمة الدمام، كما ستكون تلك التدخلات الإقليمية في الشؤون الداخلية للدول العربية محور نقاشات القادة العرب.
وفي رده على سؤال بشأن الرؤية السعودية لإصلاح وتطوير الجامعة العربية قال عفيفي إن هذا الملف مطروح منذ عدة سنوات وهناك لجنة وفرق عمل تعمل في هذا الملف، مشيرا إلى أن المملكة العربية السعودية طرحت رؤيتها في هذا الملف وأنه من المهم حدوث توافق بين الدول العربية بشأن عملية الإصلاح.
وأوضح أنه ليس هناك طرح معين من قبل الجامعة العربية في هذا الصدد، مؤكدا أن الأمين العام يهمه أن تعمل الجامعة العربية بأكبر قدر من الكفاءة في إطار منظومة العمل العربي المشترك، وبالتالي فإن هذا الأمر مرحب به من قبل أي دولة عربية.
وردا على سؤال حول ما إذا كانت القمة ستناقش تعيين نائب جديد للأمين العام للجامعة العربية خلفا للراحل السفير أحمد بن حلي، قال عفيفي إن النظر في هذا المنصب هو من اختصاص الأمين العام للجامعة العربية والذي بدوره ارتأى أن هذه المرحلة لا تستدعي وجود نائب له.
وردا على سؤال حول ما إذا كانت القوة العربية المشتركة بندا مطروحا أمام قمة الدمام، قال عفيفي: «ليس هناك جديد في هذا الموضوع لكنه لفت إلى أن هناك إشارة لهذا الموضوع ضمن مشروع القرار الخاص بصيانة الأمن القومي العربي ومكافحة الإرهاب».
كما ستناقش القمة عددا من الملفات الاقتصادية والأبعاد الاجتماعية والتنموية المتعلقة بمكافحة الإرهاب، إلى جانب الكثير من الموضوعات الاقتصادية والاجتماعية من بينها الأمن المائي والربط الكهربائي ومبادرة السودان لسد الفجوة الغذائية في العالم العربي، والاتحاد الجمركي وتفعيل منطقة التجارة الحرة العربية الكبرى، واستكمال التصديقات اللازمة لدخول تلك الاتفاقيات حيز النفاذ باعتبارها تشكل نقلة نوعية كبيرة في منظومة العمل العربي المشترك.
فيما أكد الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، ضرورة وجود ائتلاف عربي يضم مصر والسعودية والإمارات والأردن والمغرب تحت رعاية الجامعة لمواجهة التحديات والتهديدات التي تواجهها المنطقة، مشيرا إلى أن القمة العربية المقبلة بالرياض ستسهم في تحقيق زخم جديد تجاه بعض الموضوعات وفي مقدمتها القضية الفلسطينية.
وقال أبو الغيط، إن هناك مسعى عربيا خلال المرحلة الراهنة في ظل الإدراك والوعي بمدى خطورة التحديات والتهديدات، التي تواجهها الأمة والشعوب العربية، ومنظومتا العمل العربي المشترك والأمن القومي العربي، مشددا على ضرورة استغلال مثل هذه اللقاءات للقادة، في إعطاء قوة دفع جديدة للعمل العربي، للتعامل مع هذه المسائل، والتوصل إلى توافقات وإجراءات مشتركة بشأنها، ولا شك أن انعقاد القمة في دولة عربية محورية كالسعودية، سيخدم تحقيق هذا الهدف، خاصة مع توقع أن تكون المشاركة واسعة من قبل القادة العرب.
[caption id="attachment_55265166" align="alignright" width="300"] المتحدث الرسمي للجامعة محمود عفيفي[/caption]
وأعرب عن تفاؤله في أن تسهم قمة الرياض في تحقيق زخم جديد تجاه بعض الموضوعات مثل القضية الفلسطينية خاصة مع ما شهدناه على مدار الشهور الأخير من تحركات عربية نشطة لدعم الفلسطينيين مع تصاعد الضغوط التي يواجهونها نتيجة المواقف الأخيرة للإدارة الأميركية، والتصلب المستمر من قبل الجانب الإسرائيلي.
وأضاف أن مركز الثقل الحقيقي للقمم العربية، يتمثل في النقاشات، وبالدرجة الأولى غير الرسمية، التي تشهدها لقاءات القادة خلال كل قمة، والتي تمهد الطريق للتوصل إلى التفاهمات المطلوبة حول كيفية التحرك في الموضوعات، وأيضا لإزالة التوترات أو الخلافات التي يمكن أن تكون قائمة.
وبشأن أبرز الملفات التي سيتم التركيز عليها خلال قمة الرياض، أوضح أبو الغيط أن القضية الفلسطينية يجب أن تحظى باهتمام كبير خلال القمة، وهو أمر تفرضه التطورات التي شهدتها القضية على مدى الشهور الخمسة الأخيرة، نتيجة مواقف الإدارة الأميركية، وعلى رأسها الاعتراف بالقدس كعاصمة لإسرائيل، إضافة لتجميدها لجزء من المساهمة الأميركية في ميزانية وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) بما يزيد من معاناة اللاجئين ويحرمهم من خدمات أساسية، فضلا عن استمرار الانتهاكات الإسرائيلية لحقوق أبناء الشعب الفلسطيني وما ارتكبته مؤخرا أثناء مظاهرات «يوم الأرض» ضد المدنيين العزل.
وتبدي الأمانة العامة لجامعة الدول العربية اهتماما خاصا «بملفي الوقوف أمام الترشيح الإسرائيلي لعضوية مجلس الأمن، والتغلغل الإسرائيلي في القارة الأفريقية، إلى جانب مكافحة الإرهاب والوقوف أمام تيارات التطرف التي تنخر في عظام الأمة، ونحن نرى أن العراق نجح بعد معركة استمرت لسنوات في هزيمة (داعش) على أرضه، ولكن هذا التهديد قائم في أماكن أخرى من بينها منطقة شمال سيناء، التي يخوض فيها قوات الجيش والشرطة معركة بطولية، في ظل ظروف أوضحت الحجم الضخم للموارد المتوفرة لدى العناصر الإرهابية، كما نرى هذه المواجهة أيضا في ليبيا وسوريا وتونس واليمن في أشكال مختلفة».
وبدوره توقع الأمين العام للجامعة العربية، أن تشهد القمة أيضا التركيز بشكل كبير على قضية التدخل الخارجي في الشأن الداخلي العربي، من جانب دولتي الجوار إيران وتركيا، وبصفة خاصة إيران في ظل منهجها التصعيدي الحالي، واستخدام الحوثيين للصواريخ الإيرانية لزعزعة أمن السعودية، فضلا عن استمرار النقاشات حول مستقبل احتواء الأزمات في كل من سوريا وليبيا واليمن.
تطورات الوضع في اليمن
سيتم خلال القمة إعادة التأكيد مجددا على دعم الشرعية الدستورية في اليمن برئاسة الرئيس عبد ربه منصور هادي ودعم الإجراءات التي تتخذها الحكومة الشرعية الرامية إلى تطبيع الأوضاع وإنهاء الانقلاب وإعادة الأمن والاستقرار لجميع المحافظات اليمنية.
وتحت عنوان «تطورات الوضع في اليمن» سيتم إعادة التأكيد على الالتزام بالحفاظ على وحدة اليمن وسيادته واستقلاله وسلامة أراضيه ورفض أي تدخل في شؤونه الداخلية. والتمسك بالمرجعيات الثلاث: المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات الحوار الوطني الشامل وقرار مجلس الأمن 2216 والقرارات الدولية ذات الصلة كأساس للوصول إلى تسوية سياسية شاملة في اليمن. ودعوة كافة الأطراف والقوى والأحزاب السياسية اليمنية إلى تحكيم العقل وإعلاء المصلحة العليا للشعب اليمني والعمل تحت قيادة الحكومة الشرعية اليمنية لحل الخلافات عن طريق الحوار والامتناع عن الدخول في المماحكات السياسية التي تؤثر سلبا على فرص تجاوز تحديات المرحلة الحالية الحرجة ومن أجل التخفيف من معاناة اليمنيين التي وصلت إلى مرحلة غاية في الصعوبة والدعوة لتضافر كافة الجهود للحفاظ على السكينة والسلامة العامة وعلى أرواح المدنيين في كافة المحافظات اليمنية.
التدخلات الإقليمية – تركيا وإيران
وسوف تطالب القمة بتوقف استمرار التدخلات الإيرانية في الشؤون الداخلية العربية، مستنكرة في الوقت نفسه التصريحات الاستفزازية المستمرة من قبل المسؤولين الإيرانيين ضد الدول العربية، ودعوة إيران بالابتعاد عما تقوم به من تأجيج مذهبي وطائفي في الدول العربية، بما في ذلك دعمها وتسليحها للميليشيات الإرهابية في بعض الدول العربية وما ينتج عن ذلك من فوضى وعدم استقرار في المنطقة بما يهدد الأمن القومي العربي ويعيق الجهود الإقليمية والدولية لحل قضايا وأزمات المنطقة بالطرق السلمية
ومن المتوقع أن يتم اتخاذ مواقف وقرارات حاسمة وحازمة فيما يتعلق بمواصلة دعم إيران للأعمال الإرهابية والتخريبية بالدول العربية بما في ذلك استمرار عمليات إطلاق الصواريخ الباليستية من داخل الأراضي اليمنية على المملكة العربية السعودية والذي يشكل خرقا سافرا لقرار مجلس الأمن رقم 6216 الذي ينص على ضرورة الامتناع عن تسليح الميليشيات، مؤكدة على دعمها للإجراءات التي تتخذها المملكة السعودية ومملكة البحرين من أجل التصدي لهذه الأعمال العدوانية حماية لأمنها واستقرارها
وسوف ترفع اللجنة الوزارية تقريرها إلى القمة والذي يتعلق بالتدخلات والأعمال التخريبية والمستمرة في الشؤون الداخلية لمملكة البحرين، وثمنت جهود مملكة البحرين في محارية الإرهاب ونوهت بتمكن الأجهزة الأمنية بمملكة البحرين من إحباط عدد من الأعمال والمخططات الإرهابية والقبض على 116 من العناصر الإرهابية التي تنتمي إلى تنظيم إرهابي من عمل الحرس الثوري الإيراني وأذرعه الخارجية ومنها كتائب عصائب أهل الحق الإرهابية، وما يسمى «حزب الله» الإرهابي على تشكيله وتمويله وتدريب عناصر وتزويدهم بالأسلحة والعبوات الناسفة للقيام بسلسلة من الأعمال الإرهابية الخطيرة والإخلال بالأمن والاستقرار وضرب الاقتصاد في مملكة البحرين
وسوف تؤكد القمة العربية على إدانة استمرار إيران في تطوير برنامجها للصواريخ الباليستية ذات الطبيعة الهجومية، كما في إطلاق الصواريخ إيرانية الصنع والتي استهدفت من خلالها الميليشيا الحوثية، مدن وقرى المملكة العربية السعودية، والذي يشكل تهديدا جديا للأمن والاستقرار في المنطقة.
وستؤكد كذلك على ضرورة العمل على التزام إيران بتنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 2231 فيما يتعلق ببرنامجها الصاروخي، وعلى ضرورة تطبيق آلية فعالة للتحقق من تنفيذ الاتفاق والتفتيش والرقابة وإعادة فرض العقوبات على نحو سريع وفعال، حال انتهاك إيران للالتزاماتها بموجب الاتفاق، وعلى أهمية انضمام إيران إلى كافة مواثيق السلامة النووية ومراعاة المشاكل البيئية للمنطقة وما تضمنه ذات القرار من تأكيد على حظر إيران لإجراء التجارب الباليستية وتطويرها لصواريخ بعيدة المدى والصواريخ القادرة على حمل رؤوس نووية
وبالنسبة للتدخل التركي، هناك توجه لمطالبة الحكومة التركية بسحب قواتها فورا دون قيد أو شرط باعتباره اعتداء على السيادة العراقية وتهديدا للأمن القومي العربي. ودعوة الدول الأعضاء إلى الطلب من الحكومة التركية عدم التدخل في الشؤون الداخلية للعراق والكف عن هذه الأعمال الاستفزازية التي من شأنها تقويض بناء الثقة وتهديد أمن واستقرار المنطقة. وإعادة التأكيد على استمرار متابعة العضو العربي في مجلس الأمن للمطلب المتضمن انسحاب القوات التركية من الأراضي العراقية واتخاذ كافة الإجراءات اللازمة لحين تحقيق الانسحاب الناجز لهذه القوات.
وفيما يخص دعم جمهورية العراق في الانتصار النهائي على عصابات «داعش» الإرهابية وتحرير مدنه، سوف يتم الترحيب بالإنجازات التي حققها العراق في مجال مكافحة الإرهاب التي جعلت منه نموذجا يقتدى به نحو النهوض وإعادة الاستقرار من جديد.
وسوف تؤكد القمة العربية على أهمية التعاون والتنسيق الإعلامي والأمني والاستخباراتي عربيا ودوليا لغرض محاربة الآيديولوجيا والفكر المتطرف للعصابات الإرهابية. والإشادة بالمبادرات الإنسانية التي قدمتها جميع الدول العربية وخاصة المملكة العربية السعودية والإمارات وقطر من مساعدات طبية وعينية للنازحين العراقيين خلال محنتهم.