أميمة الخليل: أتمنى أن أغني قصائد من العصر الجاهلي والعباسي

أميمة الخليل: أتمنى أن أغني قصائد من العصر الجاهلي والعباسي

[caption id="attachment_55248973" align="aligncenter" width="620"]أميمة الخليل أميمة الخليل[/caption]

ربما تقف الفنانة اللبنانية أميمة الخليل منفردة بقوة وجسارة أمام تيار الإعلام الجارف الذي حوَّل الفن والموسيقى إلى سلعة تجارية مفرغة من محتواها، يصبح فيها الإبهار البصري، والمكياج والإثارة أساسًا على حساب المضمون، هي تقول: "أنا لا أعمل من أجل الإعلام، ولا أحب أن أهدر وقتي من أجله.. هناك استسهال لفكرة الفن، وكأنه يجب أن يكون كله للتسلية".

تعبِّر أميمة بوضوح: إنني أريد من الإعلام أن يراني بقيمتي، لا أريد أن أجمل صورتي فقط باللبس والمكياج، هذه ليست شخصيتي، لا أستطيع أن أكون بشخصيتين، حتى حين أقف على المسرح أجتهد أن تكون ملابسي معبِّرة عني أنا عما أقول وما أغني".

عن ألبومها الجديد "زمن" تحدثت أميمة الخليل لمجلة (المجلة)، وقالت: "هذا الألبوم اختلف بمضمونه، لأنه سجل موقفًا من الواقع، من حياتنا وتصرفاتنا اليومية، من الانتفاضات التي تحدث في العالم العربي". هذا الألبوم -لأول مرة- لا يحتوي على مقاطع لمارسيل خليفة، تعلق أميمة: " لقد تعمدت ذلك، أحببت أن أدع الجمهور يراني من دون مارسيل، فيراني من خلال خياراتي وطريقة تعبيري".

الشعر دائمًا بين يديها، الحديث منه والقديم. تؤكد أميمة : "أنا دائمًا أتابع الشعر؛ أفتش عن مادة لصوتي... لديَّ رغبة وفضول في أن أعود إلى نصوص قديمة من العصر الجاهلي أو العباسي لأنبش في التاريخ، وأُغني القصيدة العامودية. لا أعرف متى سأنجز هذا الأمر لكني سوف أحققه يومًا ما".

(المجلة) التقت أميمة الخليل، وقلَّبت معها صفحات من فنها وأعمالها ورؤاها، فكان هذا الحوار...

كيف تفاعل الجمهور مع ألبومك الجديد " زمن" ؟

تفاعل جميل، فلا تزال الأصداء التي أتلقاها على السوشال ميديا رائعة، وكذلك نسبة المبيعات العالية، على الرغم من أني لم أُحضر لحفلة لإطلاق الألبوم بعد. فلقد كنا ننوي إقامة حفلة لإطلاق الألبوم لكن حين توتر الوضع الأمني في لبنان بسبب الانفجار الكبير الذي حصل في الضاحية الجنوبية والانفجار الأخير قررنا تأجيل الحفل. للأسف نحن نعيش في ظل هذه الأجواء المتناقضة، والتي تجمع ما بين الكبت والإحباط والحماس في آن. لكن فكرة إقامة حفل لإطلاق "زمن" لا تزال واردة، وسوف ننظمها قريبًا.

كم من الزمن احتاج "زمن" ليرى النور؟

[caption id="attachment_55248975" align="alignleft" width="300"]ألبوم "زمن" لأميمة الخليل ألبوم "زمن" لأميمة الخليل[/caption]


هناك مقطوعات قديمة عمرها أكثر من عشر سنوات، كنت أنوي العمل عليها، وكانت هناك مقطوعات جاهزة منذ فترة، وأيضًا مقطوعات انشغل عليها خصيصًا من أجل الألبوم. العمل انطلق من خلال نص "ظلالنا"، حين قرأت هذا النص أحسست أن هذا ما أريد قوله، ومن هنا انطلق "زمن"، قمنا بتوزيع باقي الأفكار بالإضافة إلى جمع باقي المقطوعات الموجودة أصلاً مثل أغنية: ليه "التي أعدنا توزيعها وتسجيلها، فلقد شعرت أن مكانها سوف يكون في هذا الألبوم. أما باقي المقطوعات فكانت متوزعة ما بين زوجي هاني، وعصام الحاج علي.
أما النصوص فهي لمحمود درويش، محمد العبد الله، هاني نديم، يسري الفخراني، زاهي وهبي. عبيدو باشا، وجرمانوس جرمانوس. استغرق منا هذا الألبوم عامًا كاملاً من التحضير لكي يرى النور.

هل تختارين القصائد بنفسك أم تحتاجين إلى استشارة في هذا الأمر؟

أقوم باختيار القصائد بنفسي، والتي يجب أن يكون موضوعها يمسني بشكل من الأشكال، وذلك من أجل أن أنجح في حمل القصيدة بصوتي وإقناع الجمهور بها. لكن من الممكن أن أستشير أحدًا من أصدقائي، أو زوجي هاني، أو مارسيل خليفة إذا كان لديّ شك في القصيدة حينها. وذلك حسب شكي في القصيدة هل هي قريبة من الناس، وتصل بسهولة إليهم، وهل تصلح لأن تكون قصيدة مغناة؟

هل تطلبين من الشعراء قصائد بمواضيع معينة؟

نعم يحصل هذا الأمر أحيانًا، وذلك مثل قصيدة "ليه"، "أعرف بلادًا"، "نيالك"، "رسائل"، "بنت وصبي"، "الطبقة الوسطى".

ما رأي الفنان مارسيل خليفة بألبوم "زمن"؟

أعطيت "زمن" لمارسيل منذ أيام قليلة، ولم يبلغني رأيه في الألبوم بعد. حتى إنني لم أعرف إذا كان قد استمع أليه أم لا فهو مشغول ونحن لا نلتقي هذه الأيام. لكن أنا وهو قررنا العمل على حفلات مشتركة.
أيضًا سوف أعمل على ألبوم طلبته من مارسيل منذ عشرين عامًا، أعطاني إياه في سنة 2010 ولم أتفرغ للعمل عليه إلا الآن، وسوف يتضمن أغنيات تحوي على صوتي فقط، بحيث يحل صوتي محل الآلات الموسيقية.

وجود السرد والشعر في "زمن" كيف ساهم في إثراء هذا الألبوم؟

هذا الألبوم منوع، فهو من تعبير وروح عدة شعراء في العالم، منهم من يكتب بالعامية مثل جرمانوس، ومنهم من يكتب بالفصحى، ومنهم من يكتب الأغنية مثل عبيدو باشا وهو من أهم كتَّاب الأغنية في العالم العربي. هذا الأمر يأخذني إلى أماكن بعيدة. قصيدة هاني نديم مثلاً فيها ندب على الأمة العربية رافقتها موسيقى باسل رجوب. جرمانوس كتب "رسائل" بطريقة شجن ونبض حزين. تأتي الموسيقى لتخدم النص. محمد العبدلله أضاف سردًا ساخرًا، فالسخرية التي لديه أحبها كثيرًا، وهذه هي روحه الحقيقية، وهذا ما أحبه في شعره. عبيدو باشا يعمل قصة في "بنت وصبي" وفي "الطبقة الوسطى" أيضًا. عبيدو شخص مهم في كتابة الأغنية. ذهبت مع محمود درويش هذه المرة للسرد الفلسفي، فاخترت نصًّا فلسفيًّا وليس غنائيًّا، وهي قصيدة "في آخر الأشياء التي لحنها أستاذ الفلسفة "عصام الحاج علي".

برأيك بماذا اختلف "زمن" وتميَّز عن باقي ألبوماتك؟

اختلف بمضمونه؛ لأنه سجَّل موقفًا من الواقع، وبعده أشكال، ولكنه في الوقت نفسه احتوى موقفًا موحدًا من المجتمع، وحياتنا وتصرفاتنا اليومية والانتفاضات التي تحدث في العالم العربي، وهذا ما ميز هذا العمل. كما أنه يختلف عن باقي ألبوماتي بأنه لم يحتوِ على مقاطع لمارسيل خليفة، ولقد تعمدت هذا الأمر؛ أحببت أن أدع الجمهور يراني من دون مارسيل، فيراني من خلال خياراتي وطريقة تعبيري.



[blockquote]في ألبوم "زمن" ذهبت مع محمود درويش هذه المرة للسرد الفلسفي، فاخترت نصًّا فلسفيًّا وليس غنائيًّا، وهي قصيدة “في آخر الأشياء التي لحنها أستاذ الفلسفة “عصام الحاج علي”. [/blockquote]







على أيِّ أساس يقع اختيارك على قصائد دون سواها.. هل هناك معايير معينة لاختيارك لها؟

في المقام الأول تهمني الفكرة من القصيدة، فمن خلال السطر الأول منها أعرف إذا كانت تحوي على فكرة مهمة أم لا، أو من خلال عنواها. كذلك يهمني طريقة صياغة الفكرة؛. فإذا كان كاتب الأغنية لا يزال على قيد الحياة أتواصل معه لتعديل أمر معين. لكن إذا كان الشاعر راحلاً أضطر حينها أن أقوم بتغيير بسيط في كلمة أو أكثر؛ لتتناسب مع الأغنية، وهذا ما حصل مثلاً في قصيدة "مطر" للشاعر العراقي بدر شاكر السياب، حين يقول : "تمسح البروق سواحل العراق بالنجوم والمحار كأنها تهمّ بالبروق" غيرت هذا البيت ليكون "تمسح البروق بالنجوم والمحار"، وهذا الأمر يحصل لضرورات موسيقية تقنية بحتة.

بالحديث عن هذه القصيدة التي قررتِ غناءها، لاحظت أن "العراق" لم يرد ذكره في كلمات القصيدة المغناة.. لماذا؟

السياب كتب عن العراق كونه عراقيًّا، لكن القصيدة تمثل معاناة إنسانية عامة نشعر بها جميعًا، فلن يكون من المهم أن نسمي بلدًا معينًا؛ لأن الهم الإنساني مشترك، ولإيماني بأن فحوى القصيدة بمعاناتها كانت عامة، لذلك ارتأينا أن نحذف المقاطع المتعلقة بالعراق في هذه الأغنية.

[caption id="attachment_55248980" align="alignleft" width="300"]ألبوم أميمة الخليل "يا.." ألبوم أميمة الخليل "يا.."[/caption]


كيف استطاعت أغنية "ظلالنا" أن تحاكي الوضع الراهن بهذا العمق؟

القصيدة صدرت في عام 2005 وهي أطول مما غُنت، حين قرأتها كانت هي المحرض لي لإنتاج ألبوم "زمن" ، ومن هذه القصيدة تم بناء "زمن"، ولاحقًا قمت بتجميع نصوصي الأخرى. حين قرأتها قلت فورًا: هذا ما أريد أن أقوله في ألبومي القادم، وكأن الشاعر قد تنبأ بما سوف يحصل في العالم العربي، وطلبت من باسل رجوب تلحينها، وقلت له يجب أن تلحنها. وطلب مني وقتًا من أجل إتمامها. باسل شعر بالأغنية كما شعرت بها أنا؛ فأعطاها جوَّها الذي يشبهها، وبالتالي أعطاها النغم. لا أحد يعرف معايير الأغنية التي سيحبها الناس، لكني أستطيع أن أعرف القصائد التي شدتني، وأن كلام القصيدة هي ما أود قوله، ولأن الموسيقي يعني له ما كتب بالقصيدة فهو يشعر بالقصيدة ويستطيع أن يخرجها بهذا الشكل. رغم أننا حذفنا مقاطع كثيرة منها.

لاحظنا وجود حس النقد والسخرية الشعبية بشكل أكبر في هذا الألبوم، لماذا؟

عادة أتعاون مع محمد العبدلله لإنتاج أغاني من هذا النوع، لكن وجود عبيدو باشا في هذا الألبوم زاد من نبرة السخرية فيه. بكل بساطة أي مقطوعة أشعر بها أضمها للألبوم. مثلاً قصيدة "هذا الرأس" فيها سخرية وفرح، بالنسبة لي أشعر أن كل نبرة مهمة: الحب، الوطن، السخرية، الإنسان النقد، الندب، الفرح، كل هذه الأمور مهمة، فإذا اقتنعت بالقصيدة واللحن أقدمها للجمهور.

هل من الممكن أن تقدمي على تجربة تقديم الأغاني المنفردة ؟

من الممكن أن أقدم على هذه الخطوة لكن هذا الأمر يأخذ نفس الجهد المادي والمعنوي لإنتاج الألبوم، لكن ممكن أن يحصل هذا الأمر في حالات معينة. هناك موسيقي أجنبي أحب التعاون معه. وبسبب بعد المسافات الجغرافية، واختلاف اللغة ممكن أن أطرح هذه الأغنية (سينجل) بعد الانتهاء منها. هناك موسيقيون رائعون أفكر في عمل مشروع كامل معهم. ولكن هذا الأمر سيحصل في وقت لاحق، ويجب أن أتفرغ تفرغًا كاملاً من أجله.

أي قصيدة تتمنين غناءها ولم يتحقق هذا الأمر بعد؟

لا توجد قصيدة معينة، لكن لديَّ رغبة وفضول في أن أعود إلى نصوص قديمة من العصر الجاهلي أو العباسي لأنبش في التاريخ، وأُغني القصيدة العامودية. لا أعرف متى سوف أنجز هذا الأمر لكني سوف أحققه يومًا ما.

يقال: إن ألحان هذا الألبوم تذكِّر المستمع بتجارب السبعينيات والثمانينيات، هل تؤيدين هذا الرأي؟

يتجسد هذا الأمر في مقطوعة "نيالك" و"هذا"، وذلك لأن الآلات الموسيقية المستعملة في هذه الأغنيات تذكر بهذه الفترة الزمنية، وهذا يعود إلى أسلوب الموسيقي وكيفية طرحة لموسيقاه. عبود سعدي هو من النوع القديم ويحب هذا الأمر. حين يكون لدي ثقة بموسيقي أعطيه ثقتي، ويأتي دوري هنا من خلال صوتي لأكمل القطعة.

ما هي أكثر أغنية في "زمن" عبَّرت عن أميمة الخليل بشكل خاص؟

أغنية "في آخر الأشياء"، و"بنت وصبي" و"رسايل". قطعة باسل رجوب أبكي في كل مرة أسمعها؛ لأنها قوية ومؤثرة. أغنية "في آخر الأشياء" رغم قوّتها أشعر أن فيها شيئًا مني. تمثلني " الطبقة الوسطى"، و"نيالك" الساخرة، و"هذا ".

[caption id="attachment_55248976" align="alignleft" width="300"]صورة قديمة تجمع مارسيل خليفة بأميمة الخليل صورة قديمة تجمع مارسيل خليفة بأميمة الخليل[/caption]

برأيك كيف يتعامل الإعلام العربي مع الفن الملتزم؟ هل يعطيه القدر الكافي من الاهتمام؟

لا أحب أن أهدر وقتي في العلاقات العامة مع الإعلام. هناك صحفيون وإعلاميون لا يعرفون الكثير عن الفن الملتزم، ولا يكلفون أنفسهم عناء أن يتسمعوا أو يفتشوا عن أعمال مغنٍّ ملتزم. هناك أزمة في الثقافة والمعرفة تنقص الكثير من الإعلاميين في هذا المجال. بعض الصحف ترسل أشخاصًا لإجراء حوار معي، وأتفاجأ أنه لا يعرف شيئًا عن عملي حتى إنه لم يسمع أعمالي، هم يرسلونهم لحفظ ماء الوجه. يهمني حين يُرسل لي أحد أن يتحدث معي عن عملي، ويسألني أسئلة عن العمل كما تفعلين معي الآن، من النوادر أن يحصل هذا الأمر، ولذلك أنا قليلة الظهور في الإعلام. هم يتحدثون معي عن كل الأمور إلا الفن. من النوادر أن يكون شخص سمع العمل ويحدثني عن العمل. لكن هذا أمر لن يوقفني عن إكمال مشواري؛ فأنا لا أعمل من أجل الإعلام، لكن إذا وضع الإعلام هذا العمل في محله سيكون هذا بالنسبة لي مصدر فرح عظيم. لكن يهمني أكثر أن يراني الإعلام بقيمتي. أنا لا أجمِّل صورتي للناس، فمن السهل أن أجمل صورتي بستايل اللبس والمكياج، وأطل على التلفزيون من أجل إبهار الناس، لكن هذه ليست شخصيتي، وأنا لا أحب أن أكون بشخصيتين.

بالنسبة للإعلام أصبحت الأمور متداخلة مع بعضها، هناك استسهال بفكرة الفن، هناك من يعتقد أن الفن هو تسلية وفرفشة. أنا ضد هذه الفكرة، لذلك لا أشارك في البرامج التلفزيونية، على الرغم من محاولات الإقناع الحثيثة لكني أرفض المشاركة بتعميم فكرة أن الفن هو للتسلية فقط. الفن بمضمونه الجدي والهزلي والعاطفي والإنساني وبكل مضامينه هو مسلٍّ، لكن لا يجب تفريغه من معناه.

ما ردك على من يقول: "لو لا مارسيل خليفه لم تكن أميمة الخليل" ؟

لا يهمني هذا الكلام، ولا أرد عليه أصلاً، أنا أعمل، ويهمني فقط أن يصل ما أقدمه للناس، ما تبقى هو تشويش وكلام على الهامش. بشكل عام الحياة تفاعل أخذ وعطاء وهكذا.

لاحظت أنك مهتمة بالقراءة.. أي نوع من القراءات تشدك؟

هذا صحيح، أقرأ الروايات والشعر، قرأت مؤخرًا روايتين ليوسف زيدان أحببتهما كثيرًا وهما: "النبطي"، و"محال". حاليًّا أقرأ رواية لعز الدين شكري بعنوان: "عناق عند جسر بروكلين". أما الشعر فهو دائمًا ما بين يدي، الحديث منه والقديم. دائمًا أتابع الشعر؛ لأني دائمًا أفتش عن مادة لصوتي. كمغنية أرى الشعر من ناحية إمكانية تحويله مادة للغناء.



[blockquote]أختار ملابسي لتكون ملائمة لما أغني، يجب أن يكون مظهري على المسرح متناسبًا مع مضمون ما أغني. ويهمني أيضًا أن يكون مريحًا أكثر من أن يكون مبهرًا، فملابسي يجب أن تشبهني[/blockquote]



هل أنتِ راضية عما قدمتِه من أعمال إلى الآن؟

إلى حدٍّ ما، أنا سعيدة بما وصلت إليه، لكن لا يوجد شخص يشعر بالرضى الدائم، لدي "حشرية" لاكتشاف ما هو جديد، أناس جدد، موسيقى جديدة، أو كتاب جديد. لكني راضية عن احترام الناس لي ولما أقدمه، لكني لست راضية مئة بالمئة عن حضوري على الساحة الفنية، يجب أن يكون حضوري أقوى، وأكبر، وأن أشعر بالراحة المعنوية والمادية. لكن يجب أن أستمر بعملي، وأن لا أعتمد على أحد، أنا لا أقف عند أحد.

ما هي أكثر المصاعب التي تواجهك خلال تنظيم الحفلات؟

إقامة الحفلات أمر صعب خصوصًا إذا كان لديَّ برنامج مكتوب، ويحتاج إلى عدة أشخاص لتنفيذه. هناك مشكلة تكمن في دعم هذه، فلا أحد مهتم بالدفع لتغطيتها. لا ألبي دعوات لحفلات خاصة، حفلاتي عادة ما تكون في المسارح، والمسارح غير مدعومة، بل ترعى من قبل أشخاص أو مؤسسات ثقافية بدخل محدود. أتمنى أن أقيم حفلة كل يوم وعلى مدار السنة؛ أنا دائمة النشاط، ودائمًا لديَّ جولات، سواء جولاتي منذ بداياتي مع مارسيل خليفة، أو الآن من خلال جولاتي الخاصة.

لو عدنا بالزمن إلى الوراء أين ستكون أميمة الخليل اليوم؟

أكيد كنت سوف أغني منذ صغري، وأنا أغني ويُطلب مني الغناء دائمًا. لا أعرف أن أعمل شيئًا آخر سوى الغناء.

هل في اختيارك لأزيائك التي تطلين بها على المسرح علاقة بنوع الفن الذي تقدمينه؟

أختار ملابسي لتكون ملائمة لما أغني، يجب أن يكون مظهري على المسرح متناسبًا مع مضمون ما أغني. ويهمني أيضًا أن يكون مريحًا أكثر من أن يكون مبهرًا، فملابسي يجب أن تشبهني. حاليًّا أعمل مع مصممة الأزياء اللبنانية "غريس ريحان" في تصميم ملابسي، فهي تملك أنوثة طاغية في تصاميمها، وهي من تصمم طلتي على المسرح. حين ذهبت إليها أول مرة أخبرتني كم تحب صوتي، فعرفت أنها تعرف ما الذي أغنيه، بالتالي سوف تفهم ما الذي أرغب فيه، لكن مع مارسيل خليفة أفضل ارتداء اللباس التقليدي الحرفي.




[blockquote]

أميمة الخليل في سطور


uniscow - uma

أميمة الخليل فنانة لبنانية من مواليد سنة 1966 في قرية الفاكهة في بعلبك- البقاع، ترعرعت في عائلة محبة للفنون، وبدأت حياتها المهنية كمغنية في الثانية عشرة، يرافقها والدها على العود، ثم انتقلت إلى بيروت حيث درست الموسيقى النظرية والتقنيات الصوتية.

وهناك تم اكتشافها في سن مبكرة في الغناء. التقت بالفنان مارسيل خليفة الذي انتبه إلى قدراتها الصوتية فضمّها إلى فرقة الميادين، حيث أظهرت مستوى عاليًا من الكفاءة المهنية، وقدّمت معه أحلى وأخلد الأغاني الملتزمة، "نامي يا صغيرة"، "عصفور طل من الشباك"، "تكبّر تكبّر"، "مررت أمسي على الديار"، "شدي عليك الجرح وانتصبي"، "يا بوليس الإشارة"، "شوارع بيروت" و"أحمد العربي"، وصولاً إلى "قلت بكتب لك" و"الكمنجات". وقد ارتبط اسمها بمارسيل خليفة، وانتقلت معه عبر مختلف دول العالم لأكثر من 27 عامًا لإقامة الحفلات الموسيقية.

غنّت لكبار الشعراء في العالم العربي مثل: محمود درويش. على مدى مسيرة فنية تواصلت قرابة الثلاثين سنة نسجت الخليل لنفسها اسمًا في عالم الأغنية الملتزمة، وكوَّنت لنفسها رصيدًا من الأغاني الراقية التي لا تزال محل طلب وإعجاب من الجماهير. تزوّجت من الملحن هاني سبليني، وشكَّلت معه ثنائيًّا فنيًّا ناجحًا، ومن أغانيهما "شب وصبيه"، "أيّام"، "دارت القهوة"، "وقلت بكتبلك"، وقدموا العديد من العروض في لبنان والدول العربية.
[/blockquote]


font change